يعمل محمود علي نجاراً، لكنه يتجه لعمل إضافي موسمي كل عام في عيد الأضحى حيث يعد أدوات ذبح الأضاحي، ويبدأ في الإعلان عن ذلك بحي باب الشعرية (وسط العاصمة القاهرة) الذي يسكن فيه.
ويقول علي، إنه تعلم ذبح الحيوانات وسلخها، عبر أقارب له كانوا يستعينون به خلال عطلة العيد إلى أن قرر العمل وحده، قصّاباً (جزاراً) مستعينا بابنه أحمد الذي يبلغ من العمر 15 عاماً. وأضاف أنه "قبل العيد بنحو أسبوع يتوقف عن ممارسة حرفته الأساسية؛ النجارة، ويبدأ في الحرفة الموسمية؛ وهي ذبح الأضاحي التي تستمر لليوم الرابع من العيد".
ويختلف الأجر الذي يحصل عليه محمود من مكان لآخر، وحسب حالة صاحب الأضحية ونوعها، حيث يصل في حال أن تكون الأضحية بقرة إلى 300 جنيه (الدولار = 7.73 جنيهات) وتقل إلى 150 جنيهاً إذا كانت الأضحية خروفا.
وتمنع محافظة القاهرة ذبح الأضاحي في الشوارع لانتشار المخلفات والدم، وفرضت غرامة تصل إلى 5 آلاف جنيه للمخالفين.
وقال علي، إن هذا القرار يصعب تطبيقه حيث إن المجازر لا تتوافر بكثرة، فضلا عن أن الكثير من المضحين لن يفضلوا نقل أضحياتهم إلى مجازر بعيدة عنهم، ما قد يعرضهم للخطورة في نقل المواشي، بالإضافة إلى دفع مصروفات كبيرة في عملية النقل.
وأضاف أنه على شركات النظافة أن تكثف من تواجدها في الشوارع، خلال فترة عيد الأضحى ورفع المخلفات أولا بأول، مع فرض غرامات مالية لمن يرمى المخلفات خارج الصناديق المخصصة لذلك.
وبحسب شعبة القصابين في الاتحاد المصري للغرف التجارية، فإن عدد العاملين في نشاط التقصيب يبلغ 15 ألف عامل.
وذكر أن ارتفاع أسعار الأضاحي للموسم الجاري قلّل من عدد المضحين، حيث قد يصل سعر البقرة أو الجاموسة لأكثر من 14 ألفا وسعر الخروف لـ2000 جنيه.
وكانت حملة لمقاطعة اللحوم" بلاها لحوم" قد انطلقت نهاية أغسطس/آب الماضي، لرفض زيادة أسعار اللحوم غير المبررة.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تبلغ الفجوة بين استهلاك اللحوم الحمراء بمصر، وبين الإنتاج أكثر من 300 ألف طن سنوياً.
وتستهلك مصر سنويا 1.3 مليون طن لحوم حمراء، ويتم تعويض الفجوة عبر استيراد لحوم حية من بعض البلدان الأفريقية كالسودان وإثيوبيا.
وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بنسبة 300% خلال العشر سنوات الأخيرة.
اقرأ أيضاً: تراجع إقبال المصريين على الأضاحي يرفع أسعار الجلود 30%
وتراوح سعر اللحوم خلال عيد الأضحى الحالي بين 85 إلى 95 جنيهاً للكيلو الكندوز (لحوم العجول) و85 جنيهاً للكيلو من لحم الخراف. ولا يتوقع علي، انخفاضاً في أسعار اللحوم عقب انتهاء عطلة العيد، قائلا "سترتفع الأسعار في مصر، ولن تنخفض".
وأضاف أن النسبة الكبيرة من المضحين في المنطقة التي يمارس بها عمله من أصحاب المتاجر والمصانع، حيث يفضلون الذبح وسط عمالهم، لتوزيعها عليهم وعلى الفقراء.
أما باقي الأفراد فقال علي، "إن الأسر الصغيرة تفضل أن تذبح خرفانا، حيث يعد سعره مناسبا، أما غالبية الأسر فهي تفضل شراء اللحوم مذبوحة".
وتصل ذروة نحر الأضاحي في اليوم الأول من العيد عقب الصلاة، حيث يذبح في اليوم الأول أكثر من 30 رأسا موزعة بين ماشية وخراف.
ويستمر علي، حتى ساعة متأخرة من الليل ليعاود صباحا عمله من جديد، لكنه في الأيام التالية تقل أعداد الأضحيات التي ينحرها بأكثر من 50%.
ويرى أن ارتفاع أسعار الأضاحي خلال الموسم الجاري قلّل من مكاسبه المتوقعة، حيث إن انخفاض الأسعار يغري الكثير من الأفراد والأسر بشراء الأضحية.
ولا يتوقف عمل علي، على عملية الذبح فقط، ولكنه يقوم بسلخ الأضحية وأحيانا يعمل سمسارا في عمليات شراء المواشي من التجار لبعض المشترين، حيث امتلك خبرة كبيرة في عملية التقييم ، ويثق فيه الراغبون في شراء الأضاحي.
وتصل عمولته في سمسرة الرأس الواحد من الماشية إلى 200 جنيه، في حين تصل في الخروف إلى 100 جنيه.
وقال إن التجار في المنطقة يفضلون الذهاب إلى الأسواق الكبيرة خارج القاهرة الكبرى، خاصة الموجودة في محافظات الدلتا، والشراء من هناك بأسعار تقل عن تلك الموجودة في العاصمة بنحو 10%.
وأضاف أن "بعض التجار، لهم أقارب في محافظات ريفية يتفقون معهم على تربية المواشي مع دفع نفقات مقابل ذلك".
وذكر أن هذه الطريقة منتشرة جدا، في الوقت الحالي في ظل ارتفاع الأسعار، وبعض الأفراد يمارس ذلك العمل في المواسم فقط.
اقرأ أيضاً: بدء توريد المواشي الروسية إلى مصر