طوّر باحثون أميركيون اختبارا جديدا، يمكنه الكشف عن إصابة الأشخاص بفيروس إيبولا القاتل، فضلا عن غيره من الحميات النزفية الفيروسية مثل الحمى الصفراء وحمى الضنك، وذلك في غضون 10 دقائق فقط.
وأوضح الباحثون بمعهد "ماساتشوستس" الجامعي للتكنولوجيا، بمدينة كامبريدج الأميركية، في دراستهم التي نشرت اليوم الأربعاء، في مجلة "الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم"، أن الاختبار الجديد، عبارة عن شريط بسيط مماثل لشريط اختبار الحمل التقليدي، يحدد النتائج بدقة وسهولة.
الباحثون أضافوا أن الاختبارات التشخيصية التقليدية المعمول بها حاليًا، تستغرق وقتا لا يقل عن يوم إلى يومين، لسفر العينات إلى المعامل المتطورة، لأنها تحتاج إلى أجهزة وإمكانات لا تتوافر في كثير من المناطق النائية فى البلدان الموبوءة بفيروس إيبولا في غرب أفريقيا، ما يصعب المهمة على العاملين في مجال الرعاية الصحية، لعدم تحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى علاج فوري وعزلة أم لا.
ويعتمد الاختبار الجديد على تقنية التدفق الجانبي أو (lateral flow technology)، التي تستخدم في اختبارات منع الحمل التقليدية، وتم تطويعها مؤخرًا لتشخيص بكتيريا الحلق والالتهابات البكتيرية الأخرى.
وأشار الباحثون إلى أن الاختبار الجديد، بدأ العمل عليه قبل 4 سنوات، لمحاولة الكشف عن العديد من الحميات النزفية الفيروسية، مثل حمى الضنك وحمى إيبولا والحمى الصفراء الموجودة في البلدان النامية، بسهولة ويسر.
وخلافا لمعظم وسائل التشخيص الأخرى التي تستخدم لمرض واحد فقط، يمكن استخدام الاختبار الجديد للتحقق من إصابة الأشخاص بالحميات النزفية الفيروسية، عن طريق وضع دم المريض على شريط الاختبار، على غرار شرائط اختبار منع الحمل التقليدية.
ويمكن للعين المجردة أن تميز نتائج الاختبار الجديد، بحسب اللون، فإذا كان لون الشريط برتقاليًا بعد وضع عينة الدم، فهذه إشارة على إصابة الشخص بالحمى الصفراء، وإذا ظهر اللون الأحمر، فإن الشخص مصاب بفيروس إيبولا، أما إذا كان اللون أخضر، فإن الشخص مصاب بحمى الضنك.
وقال الباحثون إن هذه العملية تستغرق حوالي 10 دقائق فقط، ما يسمح للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بسرعة تحديد إصابة الشخص بالمرض، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تساعد على منع انتشار الوباء.
ويأمل الباحثون في الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، للبدء في استخدام الاختبار الجديد في المناطق الموبوءة بفيروس إيبولا بغرب أفريقيا.
وأودى فيروس "إيبولا" المنتشر في غرب أفريقيا منذ نحو العام، بحياة 9 آلاف و177 شخصا في الدول الثلاث الأكثر تضررا في هذه المنطقة من القارة الأفريقية (غينيا وسيراليون وليبيريا)، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية.
وبدأت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس في غينيا في ديسمبر/كانون الأول 2013، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغال والكونغو الديمقراطية.
و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90 في المائة؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم أو سوائل الجسم وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.