احتواء النزاع في اليمن

08 اغسطس 2016
انسداد أفق الحل السياسي له تداعياته خطيرة (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -
كان واضحاً منذ البداية، أن مفاوضات الكويت، ما بين الحكومة اليمنية من جهة، والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين من جهة أخرى، تسير في طريق مسدود، خصوصاً أن بقاء الوفود المشاركة في المفاوضات لم يكن بدافع التوصل إلى حل، لكن بسبب ضغوط دولية واسعة على كل الأطراف، فتم استنفاد هذه الضغوط من خلال اللعب على هامش الوقت.

في النهاية لم يحدث شيء، وهذا متوقع، لكن انسداد الأفق هذا له تداعياته الخطيرة على اليمن والمنطقة ككل، إن كان على مستوى انخراط التحالف العربي في اليمن بالمعارك ضد قوات الرئيس المخلوع والحوثيين، أو على علاقة اليمنيين ببعضهم، واحتمالات التوصل لتسوية سياسية مستقبلاً.
لا يمكن تحديد ما هو المطلوب في اليمن على وجه الدقة، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، لكن يمكن استبعاد الخيارات الراديكالية، التي لن تخدم اليمنيين ولا غيرهم. إذا كان من الضروري، والممكن، حماية عدن من اجتياح مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع لها في مارس/آذار 2015، وهذا ما جرى، فمن المستحيل الانتصار في معركة برية في صنعاء، تخاض بقوات التحالف العربي وحدها، أو بمساندة يمنية محدودة. معركة كهذه مستحيلة الحسم، ما لم يخضها اليمنيون بأنفسهم، وهذا درس من التاريخ، فالمنطقة لم تدنْ إلا لأهلها.
هناك إحباط من سير عمليات التحالف العربي، الخسائر في صفوف المدنيين اليمنيين كبيرة ومؤذية، والحدود السعودية ــ اليمنية لم تؤمّن بشكل كامل، لكن هناك إنجازات أيضاً لا يمكن تجاهلها، فالحوثيون لم يبسطوا سيطرتهم على الجنوب اليمني، وكان لهذا الأمر لو حدث تداعيات خطيرة. كما أن الدعم الإيراني للحوثيين قد توقف بصورة كبيرة، منذ إغلاق الأجواء اليمنية ومراقبة حدود اليمن البحرية في مارس/آذار 2015، مع انطلاق عمليات التحالف العربي.
ما يتبقى الآن في اليمن، هو السيطرة على حدود النزاع المسلح، لتجنب الدخول في معارك برية كبرى، أو استمرار القصف الجوي العنيف للمدن. المطلوب هو الاكتفاء بالضغوط السياسية، والعمليات العسكرية الانتقائية، حتى تعود الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات، وهي تريد التوصل إلى حل، في معركة يمكن احتواؤها عسكرياً، لكن يصعب حسمها، دون كوارث، لا يريد أحد في المنطقة تحملها.

المساهمون