احتقان ومحاولة انتحار جماعية في السند جنوب تونس

25 ابريل 2016
التشغيل والتنمية من أبرز مطالب المحتجين (الأناضول)
+ الخط -

حاول شباب من منطقة السند، من ولاية قفصة جنوب تونس، اليوم الإثنين، الانتحار بشكل جماعي في مقر معتمدية السند، بعد أن "ضاقوا ذرعاً بالوعود التي لم تتحقق، ومن غياب أي بوادر للتنمية، والتشغيل في جهتهم".


واحتج حوالى 30 شاباً، حاول 15 منهم سكب البنزين وإضرام النار في أجسادهم، كما عمد عدد منهم إلى تناول كمية مفرطة من الدواء.

وقالت الناطقة الرسمية باسم المعتصمين، ألفة الناصري، لـ"العربي الجديد"، إنه يوجد في منطقة السند، أكثر من 4 آلاف عاطل عن العمل من حاملي الشهادات الجامعية، معتبرة أن نسبة البطالة مرتفعة في الجهة، والتنمية غائبة.

وأوضحت أنّ 90 شاباً دخلوا في اعتصامات منذ فترة، لكن الظروف الصعبة، حالت اليوم دون قدوم جميع المحتجين، وهو ما جعل العدد يقتصر اليوم على نحو 50 شاباً فقط.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن الغضب والاحتقان بلغ أوجه في المنطقة، مبينة أن الاعتصامات انطلقت منذ عدة أشهر. في المقابل لم يجدوا أي تفاعل من قبل المسؤولين ولم يبالِ أحد بمطالبهم، وتابعت أن لا أحد من المعتصمين يجد أبسط الشروط الضرورية للعيش الكريم.

وأكدت الناطقة الرسمية باسم المعتصمين أن ما أجج الاحتقان اليوم في صفوف الشباب، هو رفض والي الجهة مقابلتهم، مبينة أنهم حاولوا إيصال مطالبهم إلى المسؤولين في مناسبات عدة، ولكن دون جدوى.

كذلك، شددت على أن التشغيل والتنمية من أبرز مطالبهم، موضحة أن من بين الشباب من لديهم مشاريع شبه جاهزة، ولكنها معطلة، كما أن أغلب الوعود التي سبق إطلاقها من طرف بعض المسؤولين لم يتحقق منها شيء.

وبينت أنّ بعض الشباب، وجرّاء الحروق البليغة التي أصابتهم اليوم، يعانون من مشاكل في البصر، لافتةً إلى أن بعض المحتجات حاولن الانتحار بتناول كمية مفرطة من الأدوية أو الموت حرقاً، ولولا التدخل الناجع من قبل بعض زملائهن، وسحب القداحات منهن، لوقعت كارثة حقيقية، حسب تعبير ناصري.

وأشارت، أيضاً، إلى أن المناطق المهمشة ما زالت ترى أنها لم تستفد من الثورة التونسية، وأن الأوضاع ظلت على حالها، موضحة أن ما يزيد من غضبهم "أصواتهم التي لا تصل إلى المسؤولين، وكذلك مطالبهم التي لم تجد أي اهتمام من قبل السلطات الجهوية، وهو ما دفعهم إلى التصعيد"، مبينة أنه في حال عدم تحرك المسؤولين، فإنهم سيلجأون إلى خطوات أخرى.

المساهمون