احتفال دانييل جيمس... تكريماً لمن في السماء

12 اغسطس 2019
جيمس فقد والده قبل أيام من توقيع عقده (Getty)
+ الخط -
اختار دانييل جيمس، مهاجم مانشستر يونايتد الجديد، أفضل "سيناريو" لتقديم نفسه في ملعب "أولد ترافود" أمام جماهير حمراء وسماء زرقاء تنتظر منه فرحة يُرسلها إلى الأعلى. لم تكن فرحة تسجيل الهدف الأول مع فريق عظيم فقط، بل فرحة تسجيل هدف من أجل من كان يُتابع جيمس من السماء وكان فخوراً وسعيداً بطفله.

بصوت المعلق حفيظ دراجي على المباراة تُسترجع لقطة الهدف الذي لن ينساه جيمس. كيف استلم بوغبا الكرة في وسط الملعب وانطلق بين مدافعين من فريق تشيلسي بسرعة كبيرة. الجماهير تقف على أقدامها مترقبة لما سيحدث. جيمس يظهر على "الكاميرا" لأول مرة خلف المدافعين ويدخل منطقة الجزاء، يُموه بالكرة ويخدع آخر مدافع ثم يُسدد الكرة في الشباك.

فرحة تسجيل الهدف الأول في أول مباراة رسمية لا تُوصف. جنون جيمس بدا واضحاً في صورة تبرز خلفيتها جماهير "يونايتد" التي كانت تقفز رغم أن الهدف هو الرابع في اللقاء وليس الأول. حتى فرحة زملاء جيمس بالهدف لم تكن عادية. الجميع ركض نحوه، احتفل معه بشغف وحُب، ليس لأنه سجل أول أهدافه بل لأن هذا الهدف جاء بعد ضربة موجعة كادت أن تقصم ظهر جيمس نصفين.

دانييل جيمس ابن الـ21 سنة، حقق حلمه بالانتقال إلى فريق عظيم مثل مانشستر يونايتد، لكنه لم يكن على علم بأن حلمه سيبدأ بحسرة. إذ وقبل توقيع جيمس للعقد رسمياً مع فريق "الشياطين الحُمر"، توفي والده كيفن (60 سنة). وعرف آنذاك أنه سيبدأ حلمه بدون والده، بدون الشخص الأول الذي سانده من أجل تحقيق كل شيء في مسيرته الاحترافية.

يوم مباراة تشيلسي كان يوماً مجيداً لدانييل جيمس، ربما تكريماً لوالده، تكريماً لجيمس ومستقبله الواعد. فبعد نهاية المباراة لم ينسَ الشاب والده أبداً: "كل يوم أشتاق له كثيراً، كان دائماً يشجعني عندما كان هنا. أحياناً أكون محبطاً قليلاً، لكن ما كان سيقوله لي أن أتابع اللعب وأعمل جاهداً. أنا أعرف أنه ينظر إلى من الأعلى الآن".

احتفل مع زملائه بالهدف لأنه الهدف الأول بقميص "يونايتد"، ثم نظر إلى السماء وقرر الاحتفال مع والده تعويضاً لحضنه بعد المباراة الذي لن يجده. رفع يديه إلى الأعلى مُبتسماً فخوراً ومُشتاقاً. شارك والده الهدف الأهم في انطلاقة مسيرته الجديدة، الهدف الذي كان بمثابة هدية لوالده وتكريماً للسماء التي تحضنه اليوم فقط.