تحتدم الاشتباكات داخل مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم "داعش" في سورية، حيث تحقق قوات يدعمها التحالف الدولي تقدّماً إثر مرور تسعين يوماً على بدء معركة استعادة المدينة، فيما تتضارب المعطيات حول تأمين قوات النظام ومليشيات إيرانية بدعم من الطيران الروسي ممراً آمناً نحو مدينة دير الزور، شرقي الرقة، في وقت لم تتضح فيه معالم المعركة الأخيرة مع التنظيم في شرقي سورية.
ووسّعت "قوات سورية الديمقراطية" نطاق سيطرتها داخل مدينة الرقة، مضيّقة الخناق أكثر على مسلحي تنظيم "داعش" في قلب المدينة، حيث تدور معارك كر وفر، خصوصاً في الجهة الشرقية منها. وذكرت مصادر في "سورية الديمقراطية" أن الأخيرة تمكّنت، الأربعاء، من استعادة السيطرة على مركزي الأمن الجنائي والمرور، شرقي المدينة، مشيرة إلى مقتل 23 من مسلحي "داعش" في الاشتباكات. ودخلت معركة استعادة السيطرة على الرقة شهرها الثالث، وسط مؤشرات على اقتراب الحسم العسكري لصالح قوات "سورية الديمقراطية" التي تتقدّم تحت غطاء ناري كثيف من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وأحكمت قوات "سورية الديمقراطية" نفوذها على 14 حياً أساسياً من أحياء المدينة، أبرزها: الرومانية، وحطين، والقادسية، والسباهية، واليرموك، وهشام بن عبد الملك، والصناعة، والمشلب، وحارات الرقة القديمة، إضافة لحي الدرعية، ونزلة شحادة. فيما لا يزال التنظيم يسيطر على أحياء وسط المدينة، والقسم الأكبر من شمالها، حيث يتمركز مسلحوه في مقرات الفرقة 17 التي كانت تتبع لجيش النظام السوري قبل عام 2014، حيث من المتوقع أن تدور رحى المعركة الأخيرة ضد التنظيم في الرقة.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات سورية الديمقراطية" باتت تسيطر على 64 في المائة من مساحة مدينة الرقة، مشيراً إلى أن "داعش" لا يزال "يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية، في القسم الشمالي من مدينة الرقة"، وفق المرصد. وتتحدث مصادر محلية عن تحوّل معظم المدينة إلى كتل دمار بفعل القصف الجوي والمدفعي المتواصل منذ ثلاثة أشهر، في حين يؤكد المرصد أن نحو 80 في المائة من المدينة بات غير صالح للسكن نتيجة الدمار.
في الأثناء، تتفاقم مأساة آلاف المدنيين العالقين في المدينة "في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة مع استمرار المعركة، ومع النقص الحاد في مياه الشرب والمواد الطبية"، وفق المصدر نفسه، الذي أشار إلى "تناقص القدرة الطبية على مداواة الجرحى وإنقاذهم"، ناقلاً عن مصادر محلية قولها إن رائحة الجثث غير المدفونة في المدينة، والموجودة تحت أنقاض الدمار بدأت بالازدياد، ما ينذر بانتشار أوبئة وأمراض بين من تبقى من المواطنين في المدينة. ووثّق المرصد مقتل 978 مدنياً على الأقل في الرقة وريفها، بينهم مئات الأطفال والنساء، من 5 يونيو/ حزيران الماضي، وحتى 6 سبتمبر/ أيلول الحالي. كما وثّق المرصد مقتل ما لا يقل عن 118 مدنياً، بينهم 28 طفلاً و6 نساء، خلال الفترة ذاتها جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، وإعاقات دائمة.
في السياق ذاته، أكدت حملة "الرقة تُذبح بصمت"، المختصّة بتوثيق الانتهاكات في محافظة الرقة، أن 500 مدني قُتلوا في الرقة، مدينة وريفاً، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي بقصف من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي ومدفعية "سورية الديمقراطية"، مشيرة إلى أن التحالف الدولي شن 650 غارة على المدينة خلال الشهر الماضي، في حين شن الطيران الروسي 250 غارة على ريف الرقة الجنوبي الشرقي.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، لم تتضح بشكل نهائي صورة الأوضاع في مدينة دير الزور، شرقي سورية، التي يسيطر تنظيم "داعش" على أغلبها، ويحاصر أحياء لا تزال تحت سيطرة قوات النظام مع مطار المدينة العسكري. وبعد أن كانت قوات النظام أعلنت منذ يومين فك الحصار عن المدينة، أفادت معلومات بأن التنظيم عاد وفرض سيطرة نارية على الثغرة التي سيطرت عليها قوات النظام واستطاعت من خلالها الوصول إلى الفوج 137 في الجهة الجنوبية الغربية من دير الزور. لكن وكالة "فرانس برس" أفادت بأن قافلة محملة بالمواد الغذائية وصلت براً، أمس الخميس، إلى مدينة دير الزور. وقال معين العكل، المسؤول في مؤسسة سورية للتجارة التي تولت إدخال الشاحنات إلى المدينة، لـ"فرانس برس": "هذه أول قافلة لمواد غذائية تدخل المدينة منذ نحو ثلاث سنوات". وأوضح أن القافلة مؤلفة من أربعين شاحنة محملة بمواد غذائية متنوعة.
وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن قوات الأخير ومليشيات تساندها بسطت سيطرتها على بلدة كباجب، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب غرب دير الزور، مشيرة إلى أن هذه القوات ثبّتت نقاط تمركزها في البلدة، وباشرت وحدات الهندسة تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها "داعش". وأشارت الوكالة إلى أن قوات النظام وسعت نطاق سيطرتها في محيط الفوج 137 في الجهة الجنوبية الغربية من دير الزور، وألحقت خسائر وصفتها بـ"الفادحة" بتنظيم "داعش".
ولم تتضح بعد معالم معركة دير الزور في ظل سباق محموم عليها بين النظام وحلفائه الروس والإيرانيين من جهة، والأميركيين الذين يدعمون "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة السورية"، و"جيش المغاوير" من جهة ثانية، وتعد هذه الجهات لخوض المعركة الأخيرة الهامة مع تنظيم "داعش" في سورية. وشكّلت "سورية الديمقراطية" أخيراً ما سمي بـ"مجلس دير الزور العسكري" الذي أعلن على الفور استعداده لخوض معركة دير الزور، ولكن مصادر مقربة من "سورية الديمقراطية" استبعدت توجّه الأخيرة للمعركة قبل الانتهاء من معركة الرقة المتوقع أن تنتهي خلال شهرين. فيما تتمركز قوات "النخبة السورية" التابعة لرئيس الائتلاف الوطني السوري السابق أحمد الجربا، غير بعيد عن ريف دير الزور الشمالي بانتظار تحرك التحالف الدولي بقيادة واشنطن باتجاه محافظة دير الزور، ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، حيث تبلغ أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع. كما أنها تكتسب أهمية استثنائية لكونها تحتضن ثروة نفطية هائلة، خصوصاً في ريفها الشرقي مترامي الأطراف، عدا عن كونها تعد امتداداً جغرافياً لمحافظة الأنبار، غربي العراق، التي لا يزال جزء منها تحت سيطرة تنظيم "داعش". فيما يتمركز جزء من "جيش المغاوير" في بلدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، ولكن طريقه إلى دير الزور يمر ببلدة مركدة التي تعد من أبرز معاقل تنظيم "داعش"، وهو ما يصعّب من مهمته. وتشير مصادر مطلعة إلى أن واشنطن تنوي إشراك "جيش أسود الشرقية"، الذي يضم مقاتلين من دير الزور، في المعركة المرتقبة، بعد تدريبهم في معسكرات داخل الأردن.
اقــرأ أيضاً
وأحكمت قوات "سورية الديمقراطية" نفوذها على 14 حياً أساسياً من أحياء المدينة، أبرزها: الرومانية، وحطين، والقادسية، والسباهية، واليرموك، وهشام بن عبد الملك، والصناعة، والمشلب، وحارات الرقة القديمة، إضافة لحي الدرعية، ونزلة شحادة. فيما لا يزال التنظيم يسيطر على أحياء وسط المدينة، والقسم الأكبر من شمالها، حيث يتمركز مسلحوه في مقرات الفرقة 17 التي كانت تتبع لجيش النظام السوري قبل عام 2014، حيث من المتوقع أن تدور رحى المعركة الأخيرة ضد التنظيم في الرقة.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات سورية الديمقراطية" باتت تسيطر على 64 في المائة من مساحة مدينة الرقة، مشيراً إلى أن "داعش" لا يزال "يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية، في القسم الشمالي من مدينة الرقة"، وفق المرصد. وتتحدث مصادر محلية عن تحوّل معظم المدينة إلى كتل دمار بفعل القصف الجوي والمدفعي المتواصل منذ ثلاثة أشهر، في حين يؤكد المرصد أن نحو 80 في المائة من المدينة بات غير صالح للسكن نتيجة الدمار.
في الأثناء، تتفاقم مأساة آلاف المدنيين العالقين في المدينة "في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة مع استمرار المعركة، ومع النقص الحاد في مياه الشرب والمواد الطبية"، وفق المصدر نفسه، الذي أشار إلى "تناقص القدرة الطبية على مداواة الجرحى وإنقاذهم"، ناقلاً عن مصادر محلية قولها إن رائحة الجثث غير المدفونة في المدينة، والموجودة تحت أنقاض الدمار بدأت بالازدياد، ما ينذر بانتشار أوبئة وأمراض بين من تبقى من المواطنين في المدينة. ووثّق المرصد مقتل 978 مدنياً على الأقل في الرقة وريفها، بينهم مئات الأطفال والنساء، من 5 يونيو/ حزيران الماضي، وحتى 6 سبتمبر/ أيلول الحالي. كما وثّق المرصد مقتل ما لا يقل عن 118 مدنياً، بينهم 28 طفلاً و6 نساء، خلال الفترة ذاتها جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، وإعاقات دائمة.
في السياق ذاته، أكدت حملة "الرقة تُذبح بصمت"، المختصّة بتوثيق الانتهاكات في محافظة الرقة، أن 500 مدني قُتلوا في الرقة، مدينة وريفاً، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي بقصف من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي ومدفعية "سورية الديمقراطية"، مشيرة إلى أن التحالف الدولي شن 650 غارة على المدينة خلال الشهر الماضي، في حين شن الطيران الروسي 250 غارة على ريف الرقة الجنوبي الشرقي.
إلى ذلك، لم تتضح بشكل نهائي صورة الأوضاع في مدينة دير الزور، شرقي سورية، التي يسيطر تنظيم "داعش" على أغلبها، ويحاصر أحياء لا تزال تحت سيطرة قوات النظام مع مطار المدينة العسكري. وبعد أن كانت قوات النظام أعلنت منذ يومين فك الحصار عن المدينة، أفادت معلومات بأن التنظيم عاد وفرض سيطرة نارية على الثغرة التي سيطرت عليها قوات النظام واستطاعت من خلالها الوصول إلى الفوج 137 في الجهة الجنوبية الغربية من دير الزور. لكن وكالة "فرانس برس" أفادت بأن قافلة محملة بالمواد الغذائية وصلت براً، أمس الخميس، إلى مدينة دير الزور. وقال معين العكل، المسؤول في مؤسسة سورية للتجارة التي تولت إدخال الشاحنات إلى المدينة، لـ"فرانس برس": "هذه أول قافلة لمواد غذائية تدخل المدينة منذ نحو ثلاث سنوات". وأوضح أن القافلة مؤلفة من أربعين شاحنة محملة بمواد غذائية متنوعة.
ولم تتضح بعد معالم معركة دير الزور في ظل سباق محموم عليها بين النظام وحلفائه الروس والإيرانيين من جهة، والأميركيين الذين يدعمون "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة السورية"، و"جيش المغاوير" من جهة ثانية، وتعد هذه الجهات لخوض المعركة الأخيرة الهامة مع تنظيم "داعش" في سورية. وشكّلت "سورية الديمقراطية" أخيراً ما سمي بـ"مجلس دير الزور العسكري" الذي أعلن على الفور استعداده لخوض معركة دير الزور، ولكن مصادر مقربة من "سورية الديمقراطية" استبعدت توجّه الأخيرة للمعركة قبل الانتهاء من معركة الرقة المتوقع أن تنتهي خلال شهرين. فيما تتمركز قوات "النخبة السورية" التابعة لرئيس الائتلاف الوطني السوري السابق أحمد الجربا، غير بعيد عن ريف دير الزور الشمالي بانتظار تحرك التحالف الدولي بقيادة واشنطن باتجاه محافظة دير الزور، ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، حيث تبلغ أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع. كما أنها تكتسب أهمية استثنائية لكونها تحتضن ثروة نفطية هائلة، خصوصاً في ريفها الشرقي مترامي الأطراف، عدا عن كونها تعد امتداداً جغرافياً لمحافظة الأنبار، غربي العراق، التي لا يزال جزء منها تحت سيطرة تنظيم "داعش". فيما يتمركز جزء من "جيش المغاوير" في بلدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، ولكن طريقه إلى دير الزور يمر ببلدة مركدة التي تعد من أبرز معاقل تنظيم "داعش"، وهو ما يصعّب من مهمته. وتشير مصادر مطلعة إلى أن واشنطن تنوي إشراك "جيش أسود الشرقية"، الذي يضم مقاتلين من دير الزور، في المعركة المرتقبة، بعد تدريبهم في معسكرات داخل الأردن.