وتسببت الفيضانات التي ضربت عدن، الثلاثاء الماضي، بخروج منظومة التيار الكهربائي عن الخدمة بشكل كامل، وفجر اليوم السبت، أعلنت الحكومة الشرعية أن الخدمة بدأت بالعودة التدريجية، في مسعى منها لامتصاص الغضب الشعبي.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن المئات من السكان خرجوا إلى شوارع مديريات خور مكسر والمعلا وكريتر والشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة، للتنديد بانقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات بشكل عام.
ووفقاً للمصادر، قام المحتجون بقطع عدد من الشوارع الرئيسية بعد إضرام النار في إطارات تالفة للمركبات، وحاولوا أيضاً إحراق مقرات حكومية، أبرزها مقر مكتب الإحصاء في التواهي، بعد إشعال النار بواحدة من بواباته الرئيسية.
Twitter Post
|
وتعاني عدن من نقصٍ حاد في بعض الخدمات، لكن الأوضاع تدهورت بشكل أكبر منذ فيضانات الثلاثاء الفائت، وسط تراشق إعلامي بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، حيث يتهم الأخير الشرعية بالتعمد في سياسة العقاب الجماعي بالخدمات، نكاية بهم، كونهم المسيطرين على القرار الأمني.
ومع تواصل الاحتجاجات، سارعت الحكومة الشرعية، للإعلان عن "عودة تدريجية" للكهرباء إلى عدن، وذلك بعد استئناف دخول محطة الحسوة الحرارية وإحدى المحطات الجديدة إلى الخدمة بعد توقف عدة أيام.
وذكرت الحكومة، في بيان على حسابها الرسمي في تويتر، أن محطة الحسوة عادت بقدرة 55 ميغاوات قابلة للزيادة في غضون الساعات القادمة، لافتةً إلى أن ذلك سينعكس على تقليل ساعات الإطفاء وستستمر الجهود لتحسين خدمات الكهرباء.
Twitter Post
|
وعدن من المدن الساحلية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف، وطيلة السنوات الماضية عجزت الحكومات اليمنية المتعاقبة عن تأمين استمرار خدمة التيار الكهربائي على مدار الساعة، وهو ما كان يضطر المحطة الكهربائية لتقسيط التيار خلال ساعات مقابل انقطاعها لساعات أخرى.
وعلى الرغم من الإعلان الحكومي بالعودة التدريجية، أكدت محطة الحسوة أن عودة 55 ميغاوات للخدمة، سترفع عدد ساعات تشغيل التيار الكهربائي إلى 3 ساعات مقابل انقطاع لمدة 4 ساعات.
وتسبب انعدام الخدمات، في تزايد السخط من حلفاء الإمارات على المملكة العربية السعودية التي تدير الأوضاع العسكرية بالمدينة منذ رحيل القوات الإماراتية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعا القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، قائد القوة السعودية بعدن، مجاهد العتيبي، للتدخل لإنقاذ أهالي المدينة، لافتاً إلى أن الوضع صعب للغاية.
وقال العولقي في تغريدة على تويتر: "أقولها بصراحة، هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق قيادة التحالف العربي إزاء معاناة الناس وتردي الأوضاع الخدمية في عدن".
Twitter Post
|
وبارك "مجلس الحراك الثوري" ما وصفها بـ"الاحتجاجات الشعبية السلمية التي انطلقت في عدد من مديريات عدن، ودعا قواعده وأنصاره للانخراط فيها، للتعبير عن حالة الغضب التي بلغت مداها، بعد ترك المدينة وأهلها وحيدين يواجهون الكوارث الطبيعية والخدمات بلا سلطة ولا جهة ناظمة لحياتهم.
وأشار المجلس، وهو مكّون سياسي داعم للانفصاليين، في بيان صحافي، إلى أن "الاحتجاجات الشعبية التي تداعى لها شباب عدن بشكل شعبي عفوي، نتاج طبيعي للوضع المتردي، وستتوسع في ظل غياب سلطات حقيقية تقوم بواجباتها تجاه المدينة التي أضحت منكوبة بكل المقاييس"، وفقا لتعبير البيان.
الجيش اليمني يعلن تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة
من جهة أخرى أعلن الجيش اليمني، فجر السبت، أن قواته قضت مؤخراً على 3 كتائب عسكرية لمسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وأفاد، وفقا للتصريحات التي نقلتها "الأناضول"، بأن قوات الجيش ورجال القبائل أحبطوا مخططا وهجوما للحوثيين في جنوب صرواح، وذلك بعد رصد دقيق طيلة الفترة الماضية لتحركاتهم في المنطقة وحتى لحظة بدء هجومهم.
ولفت إلى أن تلك المعركة أسفرت عن "القضاء على ثلاث كتائب لتلك المليشيا التي ظلت تعد لهذه المعركة منذ شهرين".
وبين أن "الهجوم المخطط له من قبل المليشيا الانقلابية كان المسار الأساسي وورقة القوة التي كانت تعتمد عليها لتحقيق اختراق نحو مأرب، لكنها فشلت في كل محاولاتها على أيدي القوات المسلحة والمقاومة الشعبية من أبناء القبائل". ولم يتسن أخذ تعليق من قبل الحوثيين حول ما أفاد به المسؤول العسكري اليمني.
وتُسيطر القوات الحكومية اليمنية على غالبية مساحات محافظة مأرب، بما في ذلك مركزها (مدينة مأرب)، فيما ما زال الحوثيون يبسطون نفوذهم على بعض المناطق في هذه المحافظة النفطية.
وللعام السادس، يشهد اليمن قتالاً عنيفاً بين القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة الجارة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانياً، والمسيطرة على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ خريف 2014.
على صعيد آخر، رفض الحوثيون تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن لمدّة شهر والذي أعلنه متحدث باسم التحالف، أمس الجمعة.
وأعلن الحوثيون أن هدنة الأسبوعين شهدت تنفيذ 500 غارة جوية، حتى نهار الخميس، وحمّلوا التحالف السعودي الإماراتي كامل المسؤولية عمّا وصفوه بـ"التصعيد المتواصل لقوى العدوان"، على الرغم من وصفهم الهدنة بأنها "مناورة سياسية وإعلامية"، رافضين الاعتراف بها.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت عن المتحدث باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، قوله إنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف تجدد التأكيد أن الفرصة لا تزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".