كلام صالح أتى خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، في العاصمة أنقرة التي يزورها على رأس وفد وزاري عراقي رفيع المستوى لبحث جملة من الملفات العالقة بين البلدين أبرزها الإرهاب وحزب "العمال الكردستاني" والمياه والتبادل التجاري والملف السوري.
وأضاف صالح "نحتاج إلى شراكة استراتيجية مع تركيا وتحدثت قبل مجيئي إلى هنا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وحملني رسائل حول العلاقات الودية بين البلدين".
كما لفت إلى أنّ "موضوع المياه يجب أن ينتهي وألّا يبقى هذا الموضوع مشكلة تؤرق قادة البلدين"، معرباً عن ترحيبه بـ"تعيين مندوب تركي لإيجاد حل جذري لمشكلة المياه بين البلدين". وأكد أنّ "الأمن مشترك ولا تمكن تجزئته بين الدول".
وعن الأزمة السورية، أكد صالح على "ضرورة إنهاء النزاع في سورية، وتمكين السوريين من اتخاذ قرار مستقل بأنفسهم".
من جهته، أعلن أردوغان، عن تخصيص مبلغ 5 مليارات دولار لإعادة الإعمار في العراق، قائلاً "تعهدنا بتقديم 5 مليارات دولار لإعادة إعمار العراق وسرعنا عملياتنا بهذا الشأن".
كما أكد خلال المؤتمر الصحافي، أن "تركيا والعراق سيعززان تعاونهما في مكافحة الإرهاب"، مشدداً على أن "استقرار العراق يمثل استقرار المنطقة بأكملها وأن حماية وحدة العراق وسياسته هي أساس سياستنا تجاه العراق".
وأضاف أن "تركيا مستعدة لتقديم كل الجهد لإعادة إعمار العراق بكافة المجالات، ومنها، الأغذية والأدوية وغيرها". وتابع "إننا نؤمن بأن هناك نجاحا سيتحقق في هذه المجالات".
وأشار أردوغان إلى أنه "تم تحطيم الرقم القياسي للتبادل التجاري بين العراق وتركيا في العام 2013 حيث بلغ 16 مليار دولار، ونحن نسعى لبلوغ هذا الرقم مرة أخرى".
وكشف عن "سعي تركيا لدخول الاتفاق الاقتصادي مع العراق في أسرع وقت، والتعامل في كافة المجالات العسكرية والثقافية وكافة المستويات الأخرى"، مبيناً أن "حماية سيادة العراق ووحدة أراضيه وأمنه، هي أساس سياستنا تجاه العراق".
في الشأن، وصف مراقبون وسياسيون مراسم الاستقبال الحار والفخم للرئيس العراقي في أنقرة بأنها "رسالة إيجابية للغاية".
وقال عضو الحزب الشيوعي العراقي محمد عوني، إن "الأتراك أوصلوا رسالة من خلال مراسم الاستقبال وحفاوة الترحيب أنهم راغبون بحل كل المشاكل ومرحبون بقيادة العراق الجديدة"، مبيناً أن "على العراقيين أن يبادروا ويترجموا ما تم التوصل إليه من اتفاقات على شيء واقعي في الأرض وخاصة ملف مجلس الشراكة العراقي التركي الذي جرى الاتفاق عليه".
واعتبر أن "الكرة باتت في ملعب العراقيين الآن فيما يتعلق بطرد حزب العمال الكردستاني والقضاء على نشاطه المهدد للسيادة والأمن التركي".