ابنة أوباما.. من ثانوية دينية إلى جامعة هارفارد

12 يونيو 2016
ماليا الابنة الكبرى لأوباما (getty)
+ الخط -

حضر الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم الجمعة في العاصمة واشنطن، حفل تخرّج أقامته لفوج من طلبتها، مدرسة سيدويل، التي تشرف عليها جمعية الأصدقاء الدينية (الكويكرز). لكن مشاركة أوباما في الحفل لم تكن بصفته رئيساً للولايات المتحدة، بل كأب لواحدة من الخريجات، ابنته الكبرى ماليا.

ولهذا السبب امتنع أوباما عن إلقاء كلمة في حفل التخرج، أو إقحام نفسه في أي فقرة من فقرات الحفل، واكتفى بالجلوس في أحد المقاعد المخصصة لأقارب الخريجين، كما أبعد حراسه عنه مسافة أكبر من المعتاد، حرصاً منه، على ما يبدو، على عدم لفت النظر إلى وجودهم.

وتغيب أوباما في ذلك اليوم، عن حضور تأبين الملاكم العالمي الراحل محمد علي في ولاية كنتاكي، حتى لا يحرم من مشاركة ابنته فرحتها. وزاد من فرحة الأسرة الأميركية الأولى، تزامن تخرج ماليا مع حصولها على قبول من جامعة "هارفارد" العريقة، التي تخرّج منها والدها قبل عقود.

وكان أوباما عند قدومه للبيت الأبيض في 2009، قد واجهته مشكلة إيجاد مدرسة ملائمة لابنتيه، بعد أن اكتشف أن عاصمة بلاده من بين مدن أميركية معينة، تعاني من رداءة التربية، وضعف مستوى التعليم في مدارسها الحكومية.

ولم يشأ أوباما أن يغامر بمستقبل ابنتيه بإلحاقهما بمدارس حكومية، يتحكم في اختيارها عنوان السكن، كما كان يدرك أن الوقت لن يسعفه لإصلاح الخلل، وأن النظام الفيدرالي لن يسمح بتدخل سافر في شأن من شؤون حكومة محلية، فضلاً عن أن الحكومة الفيدرالية مشغولة أكثر بمشكلات العالم الخارجي.

ولم يكن أوباما، في الوقت نفسه، من أنصار المدارس الربحية، التي يلتحق بها أبناء طبقة معينة من أثرياء يجمع بينهم نمط معين من سلوك يتنافى مع نشأة أوباما البسيطة، ولهذا فقد لجأ الأب إلى أسلوب عُرف به لاحقا في نهجه السياسي، وهو البحث عن "حل وسط".

اختار أوباما لابنتيه مدرسة نموذجية، لا هي حكومية ولا ربحية، بل تدار كمؤسسة لا ربحية بإشراف جماعة دينية من طائفة الكويكرز. وتعرف المدرسة التي تم إنشاؤها عام 1883، بتنوع مشارب طلابها وعرقياتهم وخلفياتهم الثقافية والاقتصادية، كما تُولي الأخلاق والصداقة ومبادئ الكويكرز عناية خاصة.

ومن حسن حظ الابنة الكبرى لأوباما، أن تخرّجها تزامن مع اقتراب موعد تغيير سكن أسرتها، فيما ستضطر الابنة الصغرى ساشا إلى تغيير مدرستها قبل أن تكمل المرحلة الثانوية، حيث أنها تصغر أختها بثلاث سنوات.

ومن المتوقع أن يعود أوباما وزوجته ميشيل وابنته الصغرى، نهاية الفترة الرئاسية الحالية، إلى منزلهم العائلي في ولاية إلينوي التي قدموا منها، فيما ستتوجه الابنة الكبرى إلى ولاية ماساشوسيتس، حيث حرم جامعة "هارفارد".

دلالات
المساهمون