ابتسم... ربما هناك من يصورك

05 اغسطس 2015
الناس عموماً يتصرفون بشكل أفضل عند وجود الكاميرا (Getty)
+ الخط -
مع انتشار الكاميرات الرقمية الصغيرة التي تثبت على الجسم أو الملابس، باتت الفرص كبيرة بأن هناك من يصورك من دون أن تدري. لذلك، حاول أن تبقى مبتسماً!

ظهرت هذه الكاميرات بداية لتكون بمتناول رجال الشرطة والأمن، بغرض تعزيز الثقة بهم ومساعدتهم في جمع الأدلة، إلى جانب تسجيل طريقة تعاملهم مع الموقوفين أثناء الاعتقال والتفتيش، لكنها سرعان ما تحولت إلى منتج بيد الجميع لتسجل كل ما يدور أمامها من دون استئذان.

إلى جانب انتهاك الخصوصية، يؤكد خبراء أن لهذه الكاميرات تأثيرا مباشرا على سلوكنا في المجتمع، لكن المفاجأة أنه قد يكون تأثيراً إيجابياً. فعندما يدرك أحدهم أنه مراقب أو يجري تصوير ما يقوم به، يصبح تلقائياً أقل حدة وعدائية، كما أن هذه الكاميرات تمنح من يرتديها المزيد من الأمان كونها تشكل سلاحاً نفسياً رادعاً للطرف الآخر.


وتشير الدراسات إلى أن الناس عموماً يتصرفون على نحو أفضل عندما يلحظون وجود الكاميرا أو لحظة إخبارهم بوجودها. على سبيل المثال، وفي إطار خطة تجريبيّة أجريت لمدة عام في قسم للشرطة في ولاية كاليفورنيا الأميركية تبيّن أن الضباط الذين يرتدون الكاميرات الرقمية استخدموا القوة أقل 60 في المائة من السابق. وفي المقابل، انخفض عدد شكاوى المواطنين بنسبة 88 في المائة.

وإيماناً منها بقدرة هذه الكاميرات على الحفاظ على الأمن والسلامة العامة، قررت السلطات البريطانية تزويد شرطة لندن بعشرين ألف كاميرا تثبت في ملابسهم لمساعدتهم على جمع الأدلة، وزيادة عدد حالات الاعتراف بالجرائم وتسريع العملية القضائية من جهة، والحد من الانتقادات التي توجه لعناصر الشرطة بالتمييز ضد الأقليات العرقية والمهاجرين، من جهة ثانية. كما سيتم استخدامها لرصد الجرائم البيئية مثل رمي النفايات، ولمنع تمدد الحرائق وتأمين سلامة الشواطئ، لا سيما في أوقات الاكتظاظ.

إلا أن هذا لا يمنع كثيرين من استخدام الكاميرات بشكل سلبي وغير حكيم، كما فعل أحدهم في سنغافورة، حين ثبت كاميرا رقمية على حذائه وقام بتصوير ما تخفيه تنانير السيدات! ناهيك عن أن استخدام هذه الكاميرات لا يحتاج إلى تصريح أو موافقة من أحد، وبالتالي يمكن لحاملها أن يصور محيطه خلسة أو علناً ليتلصص على حياة الكثيرين فقط لأنه يجد تسلية في ذلك.

اقرأ أيضاً: تطبيق جديد للكشف عن أمراض العيون
المساهمون