عادت إيطاليا من العاصمة البولندية وارسو بأغلى ثلاث نقاط لها في دوري الأمم الأوروبية. ثلاث نقاط منحتها كل الآمال من أجل محاولة خطف بطاقة العبور من البرتغال. فوز مثير لم يأتِ عن طريق الصدفة بل جاء نتيجة عمل كبير صنعه عناصر منتخب "الأزوري" الذين عادوا بقوة بعد كارثة مونديال 2018.
لأول مرة... عرض قوي
تتسم الكرة الإيطالية عادةً بالأداء العادي وحتى في المباريات التي تنتهي بفوز المنتخب، وذلك لأن الاعتماد على الدفاع هو ميزة "الأزوري". أمام بولندا كل شيء كان مختلفاً، فهذه المرة إيطاليا قدمت عرضاً كروياً قوياً لم تشهد مثيلاً له منذ سنوات طويلة. والهدف الوحيد الذي صنع الانتصار ليس بالحظ أو بالصدفة، لأن إيطاليا كانت تستحق الفوز وبأكثر من هدف حتى.
منذ سنوات وإيطاليا عاجزة عن مجاراة الخصوم بالأداء، لكن أمام المنتخب البولندي وبقيادة المدرب الجديد روبيرتو مانشيني الأمر كان مختلفاً. تفوقت إيطاليا على بولندا بكل شيء. صنعت 15 فرصة سانحة للتسجيل من بينها خمس فرص خطيرة جداً، بينما صنعت بولندا ثماني فرص.
عندما تتحدث عن إيطاليا فالاستحواذ ليس من صفات هذا المنتخب الأوروبي الذي يعتمد على الدفاع دائماً. لكن أمام بولندا كانت المفاجأة الكبيرة، فإيطاليا هي من استحوذت على الكرة بنسبة 63% مقابل 37% لبولندا، وهو أمر لم تعتد عليه الجماهير الإيطالية في السنوات الأخيرة. باختصار "الأزوري" كان الأفضل بالأداء أولاً قبل النتيجة، فلطالما انتظرت جماهير إيطاليا منتخبا قويا بهذا الحجم.
خط وسط عالمي
لعل أبرز ما ميز المنتخب الإيطالي في مباراته أمام بولندا هو خط الوسط العالمي. نعم، عالمي بقيادة كل من جورجينيو، ماركو فيراتي ونيكولو باريلا. ثلاثي صنع 277 تمريرة من أصل نحو 669 تمريرة لإيطاليا في المباراة. عدد التمريرات (669) شيء جديد على إيطاليا، وهو نتيجة عمل كبير من روبيرتو مانشيني الذي بدأ يُفكر في عملية بناء الهجمات وصناعة الخطورة بدلاً من الدفاع فقط. والانتظار في المرتدات.
صنع ثلاثي خط الوسط كل شيء في المباراة، ويكفي أن نسبة التمريرات الصحيحة وصلت إلى 88%، بينما صنع الثلاثي سبع تمريرات مؤثرة جاء منها فرصة خطيرة لإيطاليا. جورجينيو اللاعب الذي يعرف جيداً كيفية بناء الهجمات من الخلف وضبط الإيقاع في خط الوسط. فيراتي اللاعب الذكي والذي يصنع أجمل التمريرات للمهاجمين. باريلا وافد جديد إلى خط وسط "الأزوري" لكنه أثبت قدرته على كسر كل هجمات الخصم بفضل روحه القتالية.
إيطاليا عادت وبقوة إلى الساحة الكروية بعد معاناة كبيرة، ومباراتها الأخيرة في دوري الأمم الأوروبية أمام البرتغال ستُحدد الكثير وربما تتأهل إيطاليا إلى الدور نصف النهائي لو سارت الأمور كما تريد. والأهم أن "الأزوري" بقيادة روبيرتو مانشيني استعاد توازنه بعد أن اختار السير على مقولة: "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".