إيران وأميركا تبحثان "النووي" وطهران تكشف عن مقترحاتها

11 يناير 2015
كشف ظريف عن جولة أوروبية بعد لقاء كيري (الأناضول)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أنه سيجتمع ونظيره الأميركي، جون كيري، الأربعاء المقبل، في جنيف ليتباحثا حول الملف النووي الإيراني، في وقت اتهم فيه رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إسرائيل بعرقلة الاتفاق بين بلاده ودول السداسية في فيينا خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كاشفاً عن مقترحات بلاده خلال تلك المحادثات.

ونفى ظريف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي، ياني كاسوليدي، الذي يزور العاصمة طهران، وجود "علاقات سياسية ودبلوماسية بين بلده وأميركا، فلا يمكن بالتالي بحث أي موضوع باستثناء النووي، كون واشنطن طرف مهم في السداسية الدولية"، مشيراً إلى أنه "سيطرح خلال هذه الجلسة مدى القدرة على تسريع المحادثات بين إيران ودول 5+1 للتوصل إلى نتائج حقيقية".

وكشف عن جولة أوروبية يعتزم القيام بها، بعد لقائه بكيري في جنيف، فضلاً عن إجراء مباحثات مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، خلال زيارة الأخير لطهران غداً، الاثنين.

وحول الأنباء التي نشرتها صحيفة "دير شبيغل" الألمانية عن بناء إيران مفاعلاً نووياً في سورية بالتعاون مع كوريا الشمالية، اعتبر ظريف أن هذه الأنباء عبارة عن "ادعاءات مضحكة وتعمل فقط على شيطنة إيران، وخصوصاً أن طهران ترفض امتلاك سلاح نووي وصناعته".

في موازاة ذلك، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني، أن بلاده "ودول السداسية استطاعت التوصل لاتفاق في فيينا خلال شهر نوفمبر الماضي، لكن أمراً قد طرأ أدى لتراجع هذه البلدان عن اتفاقها وإيران"، متوقعاً أن "تكون إسرائيل وراء الأمر، ولا سيما أن واشنطن صرحت آنذاك أنها تأخذ أمن إسرائيل على محمل الجد". واعتبر أن "مصلحة الطرف الإسرائيلي الإبقاء على أزمة النووي مع إيران".

وأفصح صالحي عن المقترحات التي قدمتها بلاده على طاولة الحوار النووي مع الغرب، موضحاً أن "الخلاف يتعلق بالتخصيب وبآلية رفع العقوبات وبإصرار الغرب على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي".

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن "طهران قبلت طوعاً إيقاف التخصيب بنسبة عشرين بالمئة واستمراره بنسبة خمسة بالمئة فقط"، لافتاً إلى وجود "تسعة آلاف جهاز طرد مركزي يدورون حالياً، رغم أن العدد الذي تمتلكه إيران أكبر من هذا بكثير، فطهران تخصب اثنين ونصف طن من اليورانيوم سنوياً الآن، رغم حاجتها لأكثر من ثلاثين طناً، ومع هذا لم يقبل الغرب بهذا الأجراء".

وقبلت إيران، بحسب صالحي، أن "تزودها روسيا بوقود لمفاعل بوشهر للسنوات الثماني القادمة، على أن تتخذ إجراءات أخرى عند نهاية المدة"، مشيراً إلى أن "إيران تناقش حالياً فترة توافق تعلّق فيها البلاد بعض الأنشطة، وهذا لبناء الثقة بين الجميع، وبعدها تستأنف طهران نشاطها".

وأكد أن "الخلاف يدور الآن حول عدد هذه السنوات، فالغرب يريد تعليقاً من عشرة إلى عشرين عاماً، وهذا كثير بالنسبة لإيران".

وحول مفاعل "آراك"، الذي يعمل بالماء الثقيل، لفت صالحي إلى "تبديل قلب المفاعل لأنه قديم"، مضيفاً أن "الغرب يريد تحويل عمل المفاعل ليعمل بالماء الخفيف وهذا للتقليص من كمية البلوتونيوم التي ينتجها".

واقترحت إيران، وفقاً للمسؤول الإيراني، أن "يعمل المفاعل بالماء الثقيل مع ضمان عدم إنتاج أكثر من كيلوغرام واحد من هذه المادة خلال عام، رغم القدرة على إنتاج عشرة كيلوغرامات، مع العلم أن البلوتونيوم هو الذي يقلق الغرب، كون كميات قليلة منه تسمح بإنتاج سلاح نووي".

ونفى صالحي أن "تكون بلاده قد وافقت على نقل اليورانيوم المخصب لروسيا"، وأعلن أخيراً أن "المرحلة الحالية حساسة للغاية"، مشيراً إلى أن "بلاده تتعامل بجدية في مفاوضاتها مع السداسية ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن التوافق يحتاج لإرادة سياسية حقيقية من قبل الكل".