جدّدت إيران، اليوم الأربعاء، نفيها أن تكون مستعدة لطرح برنامجها الصاروخي للتفاوض مع واشنطن، من خلال التأكيد أنّ قدراتها الصاروخية "خطّ أحمر ولن تتفاوض بشأنها". بدوره، شدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أنّ "بلاده ليس لديها خيار سوى تصنيع صواريخ لأغراض دفاعية".
وأكد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، اليوم الأربعاء، في معرض ردّه على سؤال على هامش اجتماع للحكومة، عن مدى صحة قبول إيران بالتفاوض حول قدراتها الصاروخية، بالقول إنّ "منظومتنا الدفاعية خطّ أحمر، وأكدنا مراراً أننا لن نتفاوض بشأنها".
وعلّق واعظي على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، في هذا الخصوص بالقول: "إننا نسمع كثيراً تصريحات متناقضة عن المسؤولين الأميركيين، وتناقضات الإدارة الأميركية أكثر من غيرها".
وأشار، وفق ما ذكرته "أسوشييتد برس"، إلى الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وقال إنّه "على مدار ثماني سنوات، قام صدام حسين بإغراق مدننا بالصواريخ والقنابل التي قدمها الشرق والغرب. وفي الوقت نفسه، لم يبع أحد أي وسيلة للدفاع لإيران. فلا خيار لنا سوى بناء أنفسنا، والآن يشكون". وقال ظريف أيضاً: "بدلا من تجنب المسألة، يجب على الولايات المتحدة أن تنهي مبيعات الأسلحة لأمثال صدام".
طهران تربط التفاوض مع واشنطن بعودتها عن العقوبات
كان بومبيو قد ذكر، خلال اجتماع للحكومة الأميركية في البيت الأبيض، أنّ إيران قالت إنّها مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي.
بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماع حكومته، أمس الثلاثاء، إنّ تقدماً كبيراً تحقق مع إيران، من دون أن يوضح طبيعة هذا التقدم، مضيفاً أنه يسعى إلى "التفاوض والعمل معها"، مؤكداً أنّه لا يسعى إلى تغيير النظام في "الجمهورية الإسلامية".
وربط رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية التفاوض مع واشنطن بعودتها عن العقوبات التي فرضتها على طهران، معتبراً أنّه في حال رُفعت العقوبات، تتشكل فرصة مناسبة للتفاوض مع الإدارة الأميركية في إطار مجموعة 1+5، وهي المجموعة السداسية الدولية التي أبرمت الاتفاق النووي في الرابع عشر من يوليو/تموز 2015، وكانت من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية.
وجاء حديث بومبيو عن استعداد طهران للتفاوض بشأن قدراتها الصاروخية، بعد أن ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية إمكانيّة طرح برنامج بلاده للصواريخ الباليستية على طاولة المفاوضات، "إذا توقفت واشنطن عن بيع الأسلحة إلى حلفائها الخليجيين في الشرق الأوسط".
لكنّ المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، اعتبر أنّ تصريحات ظريف "قد حُرّفت بشكل واضح"، مؤكداً أنّ برنامج إيران الصاروخي "غير قابل للتفاوض تحت أي ظرف ومع أي دولة". وأضاف ميريوسفي، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ نصّ سؤال القناة الأميركية بشأن إمكانية التفاوض بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني وإجابة ظريف عليه "يُظهر أنّ تفسير "أسوشييتد برس" لتصريحاته خاطئ".
وأشار المتحدث الإيراني إلى أنّ ظريف قال في المقابلة إنه "إذا كانت تريد الولايات المتحدة أن تتحدث عن الصواريخ، فعليها أن توقف مبيعات الأسلحة إلى دول المنطقة ومنها بيع الصواريخ"، قبل أن يؤكد ميريوسفي أنّ هذه العبارة "لا تعني بأي حال من الأحوال أن إيران ترغب في التفاوض حول بعض جوانب قدراتها الصاروخية". وأوضح أن "قدرات إيران الصاروخية ليست قابلة للتفاوض بشكل مطلق وتحت أي ظرف مع أي دولة أو أي شخص".
Twitter Post
|
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، مساء أمس الثلاثاء، أنّ ردّ ظريف على سؤال الشبكة الأميركية "كان ذكياً ودقيقاً"، مضيفاً أنه أكّد من خلال هذا الردّ "استحالة" التفاوض بهذا الشأن.
وكتب موسوي عبر "تويتر" أنّ وزير الخارجية الإيراني "قد ألقى الكرة في الملعب الأميركي من خلال إخضاع موضوع مبيعات الأسلحة الأميركية للتساؤل، بدلاً من أن يكون موقفه انفعالياً"، في الردّ على سؤال الشبكة بشأن إمكانية التفاوض حول برنامج إيران الصاروخي.
والإثنين الماضي، أكد المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني، يد الله جواني، في تصريحات، أن "الحديث عن التفاوض حول القدرات الصاروخية لحلّ المشاكل المعيشية للناس خيانة".
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد أكد الأحد الماضي، أنّ بلاده مستعدة للتفاوض مع واشنطن، إذا رفعت العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي، والتزمت بالمنطق والاحترام المتبادل.