وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، خلال مؤتمره الصحافي، اليوم الإثنين، وفقا لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، إن "المزاعم الأخيرة للمسؤولين الأميركيين حول دور إيران في الهجمات على أرامكو لا أساس لها من الصحة وهي غير مقبولة"، مضيفا أن هذه الاتهامات "تأتي في سياق أقصى الأكاذيب الذي يمارسها المسؤولون الأميركيون ضد إيران".
في سياق متصل، جددت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في اليمن، إعلان مسؤوليتها عن الهجمات.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان مقتضب اطلع "العربي الجديد"، على نسخة منه، إن ما سماها "عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت مصفاتى بقيق وخريص" تم تنفيذها بـ"عدد من أنواع الطائرات والتي تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث".
ويبدو أن التصريحات الجديدة، ترد على الصور التي نشرتها الولايات المتحدة، والتي تبين تعرض منشأة بقيق النفطية لضربات متعددة، ترفع من درجة الشكوك من أن الضربات تمت بطائرات غير تلك التي يتبنى الحوثيون تنفيذ هجماتهم بواسطتها.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين "نحذر الشركات والأجانب من التواجد في المعامل التي نالتها ضرباتنا لأنها لاتزال تحت مرمانا وقد يطاولها الاستهداف في أي لحظة"، وأضاف "نؤكد للنظام السعودي أن يدنا الطولى تستطيع الوصول إلى أي مكان نريد وفي الوقت الذي نحدده"، وأن عليه مراجعة حساباته ويوقف ما سماه "العدوان" و"الحصار".
وكان الحوثيون قالوا السبت الماضي إنهم استهدفوا منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص بعشر طائرات مسيرة على غرار العملية التي استهدفت حقل الشيبة النفطي على الحدود مع الإمارات، إلا أن الشكوك أثيرت حول هجوم السبت الماضي على نحو خاص.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اتهم إيران السبت الماضي، بمهاجمة معملين لتكرير النفط بالسعودية، والتي تبنتها جماعة "الحوثيين"، مستبعداً انطلاق الهجمات من اليمن، وقال إنّ طهران تقوم "بدبلوماسية كاذبة".
وقال بومبيو، في تغريدة على "تويتر"، "طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية في حين يتظاهر (حسن) روحاني و(محمد جواد) ظريف بانخراطهما في الدبلوماسية"، في إشارة إلى رئيس إيران ووزير خارجيتها.
وأضاف "وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية".
طهران: لا لقاء بين روحاني وترامب
وعلى صعيد آخر، نفى موسوي صحة الأنباء التي تتحدث عن احتمال لقاء بين الرئيسين الإيراني والأميركي في نيويورك، قائلا "لا يوجد برنامج لمثل هذا اللقاء وأنه لن يحدث" خلال زيارة روحاني المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تفتتح أعمالها غدا الثلاثاء.
وأضاف موسوي أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف سيرافق روحاني خلال هذه الزيارة "إذا سنحت الظروف"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية ضده في يوليو/تموز الماضي، والتي طرحت توقعات خلال الفترة الماضية بشأن احتمال رفض واشنطن إصدار الفيزا لظريف لزيارة نيويورك.
وجدد المتحدث الإيراني التأكيد على موقف طهران فيما يخص التفاوض مع واشنطن، ليقول إن ذلك "ممكن ضمن مجموعة 1+5 لكن إذا رفعت العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي".
وحول زيارة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى إيران، خلال الأيام الماضية، وظهوره في صور برفقة المرشد الإيراني، علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، قال إن هذه الزيارة "ليست شيئا جديدا وأن حضوره في إيران ليس خاصا ولا يحمل رسالة خاصة"، لكنه أضاف أن "وجوده مكسب لنا وللحكومة العراقية".
وحول آخر أوضاع الناقلة البريطانية المحتجزة لدى طهران، قال موسوي إنها "ستفرج عنها قريبا وأن الإجراءات القانونية والقضائية بشأنها شارفت على الانتهاء".
واحتجزت إيران هذه الناقلة في التاسع عشر من شهر يوليو/تموز الماضي، ردا على توقيف القوات الملكية البريطانية ناقلة إيرانية في منطقة جبل طارق في الرابع من الشهر نفسه، قبل أن تطلق سلطات هذه المنطقة سراحها خلال الشهر الماضي.
التلويح مجدداً بالانسحاب من الاتفاق النووي
وبشأن تطورات الاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحافي، إن بلاده ستواصل مشاوراتها ومباحثاتها مع أوروبا وفرنسا، مشيرا إلى أنها "تنتظر أن تتخذ الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي والدول الأوروبية الثلاث خطوات ملموسة لتنفيذ تعهداتها"، في إشارة إلى كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، باعتبارها شركاء في الاتفاق.
وفي رده على سؤال عما إذا وافق الرئيس ترامب على المقترح الفرنسي لتأسيس خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار لإيران، قال موسوي إن مفاوضات طهران مع باريس و"لسنا معنيين بموافقة ترامب" على المقترح.
ووفقا لما أوردته وكالة "فارس"، أشار موسوي إلى أن بلاده تنفذ "بشكل صريح وحازم" المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها، والتي دشنتها في السادس من الشهر الجاري، قائلا إن "المرحلة الرابعة قيد التصميم"، من دون أن يكشف خطواتها.
ومع تنفيذ المرحلة الثالثة منحت طهران مهلة الستين يوما الثالثة لتلبية مطالبها في مجال بيع نفطها وتسهيل معاملاتها المصرفية، مهددة في الوقت نفسه، بأنه إذا لم تنفذ أوروبا هذه المطالب ستنفَذ المرحلة الرابعة بعد انتهاء المهلة.
ولوّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم، مجددا بورقة الانسحاب من الاتفاق النووي، قائلا "في حال لم تكن هناك منفعة لبقائنا في الاتفاق فلا رغبة لدينا بالبقاء فيه وسنتخذ الإجراءات اللازمة".
وأكد موسوي "لن نعقد آمالنا على تنفيذ أوروبا تعهداتها"، لافتا إلى أن "التجربة على مدى 16 شهرا ماضيا تظهر بأن لا مجال للأمل".