عقدت جولة محادثات نووية جديدة بين إيران والسداسية الدولية في العاصمة العُمانية مسقط، اليوم الثلاثاء، على مستوى ممثلين سياسيين عن تلك البلدان وبحضور وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في وقت أبدى فيه نائب الرئيس الإيراني، اسحاق جهانكيري، الذي يمثل وجهة النظر الحكومية التي تشرف على هذه المفاوضات، تفاؤله بتحقيق نتيجة إيجابية في نهاية هذه الجولات من المحادثات مع دول 5+1، مشيراً إلى أن "الوفد المفاوض يصرّ على بند إلغاء الحظر الاقتصادي عن إيران وهو الذي تسبب بمشكلات عديدة للاقتصاد الإيراني وكبد الإيرانيين ثمناً هائلاً خلال السنوات القليلة الماضية".
وتأتي هذه الجلسة، بعد يومين من محادثات إيرانية - أميركية، عقدت في فندق البستان في سلطنة عمان، ناقشت أبرز نقطتين خلافيتين على طاولة الحوار، وهما تخصيب اليورانيوم وآلية إلغاء الحظر المفروض على طهران على كافة الصعد والمستويات.
والتقى الوفد الإيراني، قبل بدء جلسة الثلاثاء، بالوفدين الروسي والصيني، كما سيجتمع بالوفد ممثلين عن بريطانيا، ألمانيا وفرنسا في اجتماعات ثنائية ستعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، ليناقش الحاضرون أهم المسائل النووية التي تعقد التوصل لاتفاق، في مسعى منهم لتوقيعه قبل انتهاء المدة التي حددها اتفاق جنيف في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إنه "من الممكن التمديد لهذه الجولة من المفاوضات ليوم آخر، وهو ما سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
من جهته، أوضح وزير الخارجية، محمد جواد ظريف لوكالة أنباء (فارس) أنه "على الجميع الانتظار حتى الأسبوع المقبل، ففي ذاك الوقت ستبدو كل الأمور أوضح".
وكانت تصريحات الوفد الإيراني، قد نقلت يوم أمس الاثنين، أن المحادثات بين ظريف ونظيره الأميركي جون كيري كانت صعبة، وناقشت المواضيع الخلافية الحساسة، ولا يمكن القول إنها أحرزت أي تقدم ملموس، أو حتى تراجع كبير سينسف سياسة الحوار بالمطلق.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الاجتماعات في سلطنة عمان، يراقب المسؤولون الإيرانيون عن كثب ما يحدث هناك، وتنقل تصريحاتهم إصراراهم على بعض الشروط التي يصفونها بالخطوط الحمر، فيما لا يثق البعض الآخر منهم بالطرف الأميركي.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن "إيران اتبعت مساراً عقلانياً في مفاوضاتها، وهيئت الأجواء والظروف الملائمة للحوار، إلا أن الطرف الغربي لازال يتلاعب ولا يصدق في نواياه إزاء الطرف الإيراني".
ونقلت وكالة أنباء (فارس) عن لاريجاني، قوله إن "الأنباء التي تم تداولها عن إرسال الرئيس الأميركي رسالة للمرشد الأعلى علي خامنئي والتي طلب فيها التعاون مع طهران لمحاربة الإرهاب كون هذا يشكل مصلحة مشتركة لهما، ما هي إلا بلبلة إعلامية كي تسوق لأجواء معينة في الغرب تنقل بأن أميركا تطلب التعاون وإيران ترفض الحوار وتهدد الجميع".
من جهته، قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زاده، إن "الولايات المتحدة هي التي تحتاج إيران خلال هذه المرحلة، ولهذا تحاول خوض المفاوضات بطريقة أكثر جدية، وهذا بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها في المنطقة".
وأضاف أن "إيران لا تنوي التخلي حالياً عن سياسة الحوار، فيما أنها لن تتنازل عما اعتبره حقوقا مسلّمة، وستكون قوات البلاد جاهزة لصد أي تهديد وعدوان مستقبلي".