إيران: بدء عرض فيلم "النبي محمد".. والأزهر يحتج

29 اغسطس 2015
دور السينما الإيرانية تعرض ملصقات الترويج للفيلم (getty)
+ الخط -
يتوقّع لفيلم يتناول سيرة النبي محمد تحقيق إيرادات قياسية في إيران ، بعدما بدأ عرضه الخميس الفائت، وسط مناشدات ودعوات رجال دين سنّة في العالم العربي طهران منع عرضه.

وأخرج فيلم (محمد رسول الله) مجيد مجيدي، الذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل مخرج، وأنتجته السلطات الإيرانية بتكلفة 40 مليون دولار في أضخم إنتاج سينمائي إيراني حتى اليوم.

ونقلت مجلة "حزب الله لاين" عن مجيدي قوله: "قرّرت إنتاج الفيلم للتصدي للموجة الجديدة من الخوف من الإسلام في الغرب. التفسير الغربي للإسلام مليء بالعنف والإرهاب".

مدّة الفيلم 171 دقيقة وهو الجزء الأوّل من ثلاثية، ويركّز على طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولن يظهر وجه الرسول على الشاشة وفقاً لقيود إسلامية محافظة، فيما تظهر الكاميرا جسم الفتى الذي يؤدّي دور الرسول فقط من الخلف، أو من خلال ظلّه.

واستخدمت لعرض آراء الرسول طريقة تصوير بكاميرا ثابتة للمصوّر السينمائي الإيطالي، فيتوريو ستورارو، الحائز على جائزة أوسكار. ولم يكشف عن هوية الصبي الذي أدّى دور محمّد في الفيلم.

ولم تنل هذه التحفظات رضا بعض علماء الأزهر، وهو أكبر مؤسسة للسنّة في العالم الإسلامي ومقرّه مصر، إذ طالب الأزهر إيران بوقف عرض الفيلم.

وقال عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، عبد الفتاح العواري: "هذا أمر محسوم أصلاً. لا يجوز شرعاً تجسيد الأنبياء". وأضاف: "لا يجوز شرعاً أن يقوم شخص بأدوار متناقضة متضاربة.. تارة نراه سكّيراً حتّى الثمالة، وتارة نراه زير نساء، وتارة نراه على غير خلق، ثم يقوم بتجسيد نبي أو ولي أو صحابي.. هذا لا يجوز".


اقرأ أيضاً: إيران تعرض فيلم "محمّد رسول الله" والأزهر يرفض

وتابع العواري: "هذا ما انتهت إليه جميع المجامع العلمية المعتبرة، وعلى رأسها مجمع البحوث الإسلامية (التابع للأزهر)، فلا يجوز بحال من الأحوال تجسيد الأنبياء والمرسلين ولا الصحابة المبشّرين بالجنة".

وعمّقت المنافسة الإقليمية بين السعودية السنية وإيران الشيعية الشكوك المتبادلة بين أتباع المذهبين خلال العقود الماضية. ولم يصدر عن السعودية أي تعليق رسمي يخص الفيلم.

وقال سامي يوسف، وهو أحد أشهر المطربين الإسلاميين في العالم، والذي قام بأداء أغنيات في الفيلم: "أنا على ثقة من أنّ من ينتقدون الفيلم في الأزهر وغيره لم يشاهدوه حتى الآن. يعارضون الفيلم لأنّ مصدره إيران".

وقال يوسف: "من العار أنّه لم ينتج حتى الآن سوى عملين كبيرين يجسدان حياة محمد، مقارنة بعدد كبير من الأعمال عن حياة عيسى وغيره من الأنبياء". 

ولطالما أثار تجسيد النبي محمد توتراً غاضباً إذ يوصم من يقوم بذلك من المسلمين بالتجديف. ونشرت رسوم كاريكاتيرية في صحيفة دنماركية في 2005 وتلتها احتجاجات غاضبة مات فيها عشرات الأشخاص، وتخللتها هجمات على سفارات ومقاطعة بضائع.

وقتل متشددون مسلمون بالرصاص 12 شخصاً في مكاتب صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية في يناير/كانون الثاني الماضي، وقالوا إنهم يثأرون لنشرها رسماً يجسّد النبي محمد.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، الخميني، قد  أفتى داعياً المسلمين إلى قتل الكاتب سلمان رشدي في 1988 بعدما صدر كتابه "آيات شيطانية"، وهي رواية اعتبرت مسيئة في تناولها للإسلام ورسوله.

والعمل الجديد، "محمد رسول الله"، هو فقط ثاني فيلم روائي طويل عن الرسول. والفيلم الأول كان "الرسالة"، أنتج في 1976 للمخرج السوري الراحل، مصطفى العقاد، وفيه لعب الممثل الشهير الراحل، أنتوني كوين، دور حمزة عمّ الرسول.

ولم يجسّد ذلك الفيلم وجه الرسول على الشاشة، لكنّه أغضب بعض المسلمين. وقتل العقاد في 2005 في تفجير انتحاري في العاصمة الأردنية، عمان.


اقرأ أيضاً: "محمد" اسم المواليد الأول في بريطانيا

وقال المغني يوسف: "لا يمكنك أن تدرس حياة الرسول ولا تقع في حبّه وحبّ شخصيته. لو أنّ الفيلم ساعد الناس حول العالم على معرفة نبينا بشكل أفضل والتعرف على سماحته، فسنكون قد أنجزنا مهمتنا".

وأضاف: "الفيلم تمّ تصويره في إيران بشكل أساسي. مشاهد مكّة تم تجسيدها في مساحات واسعة وبأدقّ التفاصيل. المشاهد التي تظهر فيها الفيلة صوّرت في جنوب أفريقيا، بعد رفض الهند السماح لصنّاع الفيلم بذلك، خشية ردّ فعل الدول الإسلامية على الفيلم".

وزار الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، موقع تصوير الفيلم في إشارة دعم قويّة. وطرح الفيلم في 143 دار عرض في إيران في اليوم نفسه الذي يعرض فيه في افتتاح مهرجان مونتريال السينمائي. وقالت إحدى دور العرض في طهران، طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب قانونية، إنّ الفيلم هو "الأكثر شهرة الآن".

اقرأ أيضاً: آلام المسيح في شوارع لندن

دلالات
المساهمون