رويدا عطية... الرقصة الأولى والأخيرة

08 يوليو 2024
اعتمدت بعد عام 2011 سياسة الأغاني المنفردة (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **بداية مشوار رويدا عطية الفني:** انطلقت من برنامج "سوبر ستار" بصوتها الجبلي المميز، وحققت شهرة كبيرة رغم الصعوبات الشخصية، وأطلقت ألبومات ناجحة مثل "من نظرة" و"خصامك مر".

- **التحديات المهنية والتعامل مع شركات الإنتاج:** اعتمدت على شركات إنتاج أقل حضوراً مثل "المولى برودكشن"، ونجحت في الوصول إلى الجمهور بأغاني منفردة مثل "الله على كل ظالم"، وسط شائعات عن حرب شنتها ضدها فنانات.

- **التأثيرات السياسية والعزلة الفنية:** بعد تأييدها لنظام بشار الأسد، دخلت في عزلة فنية تقريباً بعد 2011، واستمرت في تقديم أغاني ناجحة رغم المشكلات القانونية، وآخر أغنية أصدرتها كانت "حدا تاني" في 2020.

رسم الموسم الأول من برنامج المواهب "سوبر ستار" حلم عدد من الفنانين رغم فوز واحدة منهم فقط هي ديانا كرزون. وقتها كان الجمهور ينتظر من سيربح اللقب. يتابعون تلفزيون المستقبل اللبناني في كل أسبوع لمعرفة ماذا سيجري، لدرجة أن الموضوع تحول من فني إلى سياسي، ولا سيما أن اللقب كان محصوراً بين رويدا عطية من سورية، وديانا كرزون من الأردن، وملحم زين من لبنان. كانت تلك البرامج جديدة. ورغم فوز كرزون، فإنّ زين وعطية قدّما أجمل الأغاني، وهما من الأصوات اللافتة في العالم العربي. لكن عطية خطت نجوميتها بطريق صعبة، مثلها مثل كثير من الفنانات السوريات اللواتي لم يكملن الطريق.
عرف الناس رويدا عطية من "سوبر ستار" وانطلقت بعدها إلى عالم الفن بقوة حاملة صوتاً جبلياً قيل وقتها إنه يشابه صوت الشحرورة صباح، وينافس نجوى كرم. لاقت عطية إشادات بصوتها، لكن حياتها لم تسلم من الانتقادات، ولا سيما أن زوجها الأول كان يتدخل في كل شيء، وعنّفها وحاول تشويه سمعتها، الأمر الذي دعاها إلى اللجوء إلى القضاء السوري الذي حكم بحبسه ثلاث سنوات. كما دارت في الكواليس أحاديث حول فنانات حاربنها، لكن رغم ذلك حققت شهرة في بداياتها، وأطلقت ألبومات كان أولها بعنوان "من نظرة" في عام 2004، ولاقى نجاحاً كبيراً، ثم أصدرت ألبوم "خصامك مر" (2006)، إلا أنه لم يلقَ ذات الصدى الذي حققه الأول. هكذا، غابت رويدا عطية فترة عن الألبومات، وأصدرت أغاني منفردة، إلى أن عادت بألبوم "اسمعني" الذي نال شهرة بعد أن صورت منه أغنيتين؛ "شو سهل الحكي"، و"بلا حب".
لم تتعامل رويدا عطية مع شركات إنتاج كبيرة رائدة في ذاك الوقت، رغم أنها غنّت ديو مع عاصي الحلاني من إنتاج شركة روتانا، لكنها لم توقع معها عقداً، بل تعاملت في ألبوماتها وأغانيها مع شركات مثل "المولى برودكشن"، و"العنود برودكشن"؛ شركتان أقل حضوراً وتسويقاً في الساحة الفنية، ورغم ذلك نجحت في الوصول إلى شريحة كبيرة من الناس متجاوزة ضعف التسويق، فكانت صوتاً يستحق السماع في كل مرة، واعتمدت بعد عام 2011 سياسة الأغاني المنفردة، فكانت لها "الله على كل ظالم"، و"ميرسي"، و"الرقصة الأولى"، و"خاين"، وآخرها "حدا تاني".
دارت في الأوساط الفنية، منذ دخول عطية الوسط الغنائي، أنباء حول حرب تشنها ضدها فنانات مثل نجوى كرم وأصالة نصري، فالشاعر والملحن عماد شمس الدين، الذي نجحت كرم بعدة تعاملات معه، تبنى عطية في ألبومها الأول، وكانت هناك محاولة لتصديرها في الساحة الغنائية منافِسةً لكرم، خصوصاً بعد خلافات بينه وبين الأخيرة، لكن حين تصالح معها بعد مدة، عادت الأمور إلى نصابها وبقيت عطية مُبعَدة عن "روتانا" بسبب كرم، في حين قيل إن أصالة كان لها دور أيضاً بحكم أن رويدا سورية ومن الممكن أن تكون منافِسة لأصالة، لذا كانت عطية دوماً محطّ مراقبة، فهي فنانة ذات صوت قوي، وحضور مميز، وشهرة واسعة بدأتها مذ شاركت في "سوبر ستار" فكانت بمثابة خطر على من سبقنها من المغنيات.

خسر الفنانون شرائح من الجمهور، سواء أكانوا مع النظام أم المعارضة، فالتعبير عن الموقف السياسي كان بمثابة خسارات كبيرة لجميع الأطراف، ومنهم عطية التي عبرت عن تأييدها لنظام بشار الأسد، ما جعلها تدخل بعد عام 2011 في عزلة فنية تقريباً، فأُبعِدَت عن المشاركة في الحفلات العربية بما فيها الخليجية، وبقيت ضمن حفلات محلية سورية وشركات تنتج لها أغاني بين الفينة والأخرى، وتلقى النجاح والرواج. تلك الشركات لم تستطع كسر العزلة التي عاشتها فترة من الزمن قبل أن تهدأ الأوضاع السياسية قليلاً، بل تعرضت إلى مشكلات كبيرة وصلت إلى القضاء مع مدير أعمالها في شركة المولى الذي منعها من جولات فنية في كندا وبلدان أخرى كونها تخالف العقد، فكان صوت المغنية السورية هو جواز السفر الوحيد الذي صدّرها للناس.
وبقيت عطية على هذا المنوال، إذ تقدم أغاني وتتقدم وتتراجع، فكان النجاح حليفها بأغنيات "الرقصة الأولى"، و"كيفك يا حب"، و"حدا تاني" والخفوت حليفها في أغان أخرى مثل "ميرسي"، و"منرجع نلتقي"، وقد كانت آخر أغنية أصدرتها في عام 2020 هي "حدا تاني" أي قبل أربع سنوات وغابت بعدها عن الإصدارات.

المساهمون