إيبولا: 56 وفاة جديدة وهلع أفريقي في انتظار الدواء

13 اغسطس 2014
تشديد الإجراءات على الحدود والدول المصابة تنتظر الدواء(العربي الجديد)
+ الخط -

سجّلت منظمة الصحة العالميّة في آخر إحصائيّة لها اليوم الأربعاء حول ضحايا وباء الإيبولا، وفاة 56 شخصاً آخرين خلال يومَي الأحد والإثنين، وأحصت 128 إصابة جديدة بالوباء المتفشي في غرب أفريقيا، فباتت الحصيلة حتى 11 أغسطس/آب الجاري 1069 وفاة و1975 إصابة مؤكدة. وقد سجّلت أربع حالات جديدة وأربع وفيات في غينيا، و71 حالة جديدة و32 وفاة في ليبيريا، ووفاة واحدة في نيجيريا من دون إصابات جديدة، و53 إصابة جديدة مع 19 وفاة في سيراليون.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الموريتانيّة اليوم الأربعاء، أن البلاد خالية، حتى الآن، من المرض. ويأتي هذا التأكيد بعد المخاوف التي أثارها انتشار المرض في الدول المجاورة.

وأكدت الوزارة على أنها اتخذت الإجراءات الاحتياطيّة الضروريّة كافة في جميع نقاط العبور، من خلال توزيع فرق صحيّة مدرّبة على الكشف عن المرض مزوّدة بسيارات إسعاف مجهّزة على البوابات الحدوديّة للبلد.

وطمأن مدير الوقاية والسلامة في وزارة الصحة، عبد الله ولد احبيب، المواطنين إلى أن البلاد خالية، حتى الساعة، من المرض، معلناً أن وزارة الصحّة وضعت بتصرّفهم رقم هاتف مجاني للطوارئ (101) وذلك للإبلاغ عن أي حالة يشتبه بها.

وأوضح أن السلطات الموريتانيّة اتخذت إجراءات عدّة، من بينها تزويد المطارات وعبّارة روصو (وهي الجسر المائي الوحيد بين موريتانيا والسنغال، والتي تنقل المسافرين بين حدود البلدَين عبر نهر السنغال) بكاميرات حراريّة تمكّن من قياس درجة حرارة أي مسافر آتٍ من المطار أو عبر العبّارة، لتفادي دخوله إلى البلاد. كذلك، فإن كل المؤسسات الصحيّة الطبيّة مستعدّة للتكفّل بالمصابين.

ودعا عبد الله ولد احبيب المواطنين إلى ضرورة أن يعوا "خطورة المرض وتجنّب لمس المريض أو لمس الميّت المصاب به أو لمس أي أداة استعملها أو استُعملت لعلاجه". ونصح بالتخفيف من عادة المصافحة، بخاصة في هذه الفترة، وعدم السفر إلى المناطق الموبوءة، واتباع قواعد النظافة، بخاصة غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرّر يومياً".

إلى ذلك، تبذل دول غرب أفريقيا جهوداً كبيرة لتجنّب حالات الهلع في مواجهة انتشار فيروس إيبولا، مع وعود من الأسرة الدوليّة بتقديم مساعدات.

وتنظر هذه الدول إلى الأدوية التجريبيّة كبارقة أمل بعد السماح باستخدامها بشكل استثنائيّ. لكن لن تتمكن سوى مجموعة صغيرة من الأشخاص من الاستفادة منها، وهؤلاء لا يشكلون سوى نسبةٍ ضئيلةٍ جداً من بين مئات، إن لم يكن آلاف المصابين.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على "وجوب تجنّب الهلع والخوف. يمكننا وقف تقدّم الإيبولا". وقد أعلن، الثلاثاء، عن تعيين الطبيب البريطاني الخبير في الأوبئة، ديفيد نابارو، منسّقاً للأمم المتحدة في هذا الشأن.

وأضاف أنه "تم احتواء إيبولا في أماكن أخرى، ويمكننا أن نفعل ذلك اليوم". وتابع: "في الأيام المقبلة، ستعزّز الأمم المتحدة تحركاتها لمكافحة الوباء"، مشيراً إلى إرسال معدات طبيّة ومواد وقاية.


وكانت المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا قد أعلنت عن وفاة أحد موظفيها في لاغوس، ليرتفع عدد الذين توفوا في نيجيريا، البلد الأكبر لجهة عدد السكان في القارة، إلى ثلاثة أشخاص.

وأشارت رئاسة ليبيريا إلى أن المصل التجريبي الأميركي، (ZMapp)، الذي أعطى نتائج إيجابيّة على مريضَين أميركيَّين والذي لم يستطع إنقاذ حياة رجل دين أسباني توفّي الثلاثاء، لن يقدّم هنا سوى إلى طبيبَين ليبيريَّين هما زوكونيس آيرلاند وأبراهام بوربور.

وأوضحت الرئاسة أن "موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركيّة، (أف دي أيه)، تسمح للشركة المنتجة بإرسال العلاج إلى وزارة الصحة ليستخدم من قبل طبيبَين فقط"، مشيرة إلى أن "الأدوية ستصل إلى البلاد خلال 48 ساعة".

وفي سيراليون المجاورة، قالت وزارة الصحة لوكالة فرانس برس إنها وجّهت رسالة إلى الشركة الأميركيّة للحصول على هذا المصل. وقال الناطق باسم الوزارة، سيدي يحيى تونس، إن منظمة الصحة العالمية "وافقت للتوّ على طلبنا وضع دواء (ZMapp) بتصرّف سيراليون وليبيريا". في المقابل، لم تطلب غينيا الاستفادة من هذا المصل، كما قال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس في كوناكري.

وأعلنت شركة الأدوية الأميركيّة التي أنتجت المصل، الاثنين، أنها أرسلت كل الجرعات المتوفرة إلى غرب أفريقيا، من دون أن تذكر إلى أي من البلدان، مؤكدة أن "العلاج قُدّم مجاناً لكل المصابين".

وفي مواجهة انتشار الوباء واسع النطاق، رأت لجنة من الخبراء، في اجتماع لمنظمة الصحة العالميّة، الثلاثاء، أنه من الممكن أخلاقياً "تقديم أدوية لم تتمّ المصادقة عليها ولا تُعرف فعاليتها ولا آثارها الجانبيّة بعد، كعلاج ممكن أو وقائي". إلا أن نائبة مدير المنظمة، ماري بول كيني، اعترفت بعدم وجود مخزون متوفر لأن إيبولا "مرض فقراء في دول فقيرة لا أسواق فيها لشركات إنتاج الأدوية".

من جهته، دعا رئيس سيراليون، إرنست باي كوروما، الأسرة الدوليّة إلى جمع 18 مليون دولار تنقص لتمويل مكافحة الوباء.

وفي المنطقة، قرّرت غينيا بيساو إغلاق حدودها مع غينيا المتضرّرة من جرّاء المرض "حتى إشعارٍ آخر"، كما أعلن رئيس الوزراء، دومينغوس سيموس بيريرا.

المساهمون