إيبولا ينتشر و"الصحة العالمية" تدرس علاجات تجريبية

04 سبتمبر 2014
حملات توعية بالمرض في غرب أفريقيا (Getty)
+ الخط -

فيما يواصل فيروس "إيبولا" تفشيه في دول غرب أفريقيا، التي قضى فيها على 1900 شخص من أصل 3500 إصابة مؤكدة، ما زالت العديد من الجهات الصحية في العالم تواصل جهودها لتوفير لقاحات مضادة، ومنظمة الصحة العالمية تدرس علاجات تجريبية لمواجهة الفيروس القاتل.

وعرضت منظمة الصحة العالمية لائحة تحتوي على ثمانية علاجات تجريبية ولقاحين يجب تطويرها، على نحو 200 خبير مجتمعين في جنيف؛ لتقييم وسائل مكافحة فيروس إيبولا.

ونشرت المنظمة العالمية في وثيقة عمل الخميس أنه "لم يتم تجربة أي منها سريريا. في حين يتم الآن اتخاذ تدابير استثنائية لتسريع وتيرة التجارب السريرية، لن تكون العلاجات الجديدة واللقاحات متوفرة للاستعمال العام قبل نهاية 2014".

وأكدت أن "في الأثناء، لن تتوفر سوى كميات صغيرة، أي بعض جرعات علاجية" وأن تطوير وتقييم الأدوية سريريا قد يستغرق "حتى عشر سنوات في الظروف العادية".

ويعكف 200 خبير تجمعهم منظمة الصحة العالمية في جلسات مغلقة قرب مطار جنيف، على تحليل "إمكانيات إنتاج واستعمال تلك العلاجات" التجريبية.

وفي الوقت نفسه، ما زالت العديد من الجهات الطبية والدوائية في العالم تكثف جهودها لتوفير لقاحات لمواجهة هذا الفيروس القاتل، فقد أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" الأميركية للأدوية، أنها ستبدأ التجارب السريرية لعقار مضاد لفيروس إيبولا مطلع العام المقبل.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الخميس، أن الشركة أعلنت اليوم أن الاختبارات السريرية على المصل الجديد، الذي يتضمن تكنولوجيا من إنتاج شركة "بافاريان نورديك" الدنمركية للتكنولوجيا الحيوية ستبدأ أوائل عام 2015.

وأضافت الصحيفة أن الشركة تستهدف تطوير مصل ضد سلالة "زائير" وهي نفس سلالة تفشي المرض في غرب أفريقيا حاليا، وأن الشركة أكدت أن البيانات الأولية للقاح المنتظر تشير إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى مستوى عال من الحماية ضد الفيروس لدى البشر.

وفي روسيا، أعلنت وزارة الصحة الروسية منذ يومين استعدادها لاختبار لقاح، طوره علماء روس ضد فيروس "إيبولا" على المصابين بهذه الحمى القاتلة، بعد أن أثبت نتائج عالية الفعالية، وبدأت عملية تسجيله رسميا في روسيا، كما نقلت وكالة الأناضول.

وأضافت الوزارة أن العلماء الروس تمكنوا من تطوير لقاح مضاد لفيروس إيبولا يثير الاستجابة المناعية، ويمكن أن يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة في الجسم تكافح الفيروس.

وكان المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، التابع لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية، أعلن مؤخرا عن انطلاق تجارب للقاح مضاد لفيروس حمى "إيبولا" النزفية، على البشر، في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وزامبيا ومالي منتصف سبتمبر/أيلول الحالي.

وأوضح المعهد أن اللقاح الجديد تم تطويره من قبل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة، بالتعاون مع شركة الأدوية البريطانية "جلاكسو سميثكلاين".

وكانت شركة "ماب بايوفارماسوتيكال" الأميركية، أعلنت الجمعة الماضية، أن عقار (زي- ماب) التجريبي لعلاج فيروس "إيبولا" الذي تنتجه الشركة، عالج 18 قردًا كانوا على وشك النفوق من الفيروس القاتل، بما فيها تلك التي تعاني من حمى ونزف وهي من الأعراض المميزة للمرض، رغم أن القردة لم تتلق العلاج إلا بعد مرور خمسة أيام على إصابتها، وبقيت أيضا على قيد الحياة، فيما لم تتم تجربة العقار علميًا على البشر، وكانت الدراسة التي أجرتها الشركة هي الأولى على القردة.

ورغم أن اثنين من عمال الإغاثة الأميركيين أصيبا بفيروس إيبولا في ليبيريا، شُفيا بعد أخذ عقار (زي- ماب)، إلا أن الأطباء المعالجين لا يعرفون إن كان العقار ساعد في ذلك أم لا، حيث توفي طبيب ليبيري بالمرض هذا الأسبوع، رغم أنه أعطي العقار مثلما حدث مع قس إسباني.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس أن حصيلة الوفيات جراء انتشار المرض في غرب

أفريقيا بلغت 1900 شخص، كما تأكد إصابة 3500 حالة بالمرض في غينيا، وسيراليون، وليبيريا، مشيرة إلى تسارع في نسق عدد الوفيات.

وقالت رئيسة المنظمة، مارجريت تشان، إن الإصابة "تنتشر بشكل يفوق جهود السيطرة على المرض في هذه البلاد".
ولفت بيان منظمة الصحة العالمية إلى أن إمكانية القضاء على الوباء تبقى "ممكنة" في حال عملت المجموعة الدولية بشكل جماعي، ونسقت جهودها لتعبئة الموارد الضرورية لذلك، وضمان المرافقة التقنية واللوجستية.

و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، إذ تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 في المائة، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.

كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.

وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت في غينيا في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغال والكونغو الديمقراطية.

المساهمون