فقد نعتت صحيفة "كالكيلست" الاقتصادية الصفقة، والتي تم الإعلان عنها أمس الإثنين، بـ"صفقة القرن"، في حين اعتبرتها قناة التلفزة الإسرائيلية "الصفقة التي ستغير الاقتصاد الإسرائيلي بشكل جذري".
وقد اشتهرت شركة "موبيلاي" بتدشين التقنية التي ستستند إليها السيارات ذاتية التحكم، والتي من المتوقع أن تكون سيارة المستقبل، وذلك بنجاحها في تطوير مجسات تساعد السيارة على مراقبة المخاطر أثناء القيادة، إذ قامت ببيع هذه المجسات إلى شركات السيارات الرائدة في العالم، مثل فولكسفاغن وبي.إم.دبليو وجنرال موتورز ونيسان.
وحسب تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، أشارت صحيفة "كالكيلست" إلى أن التقنية التي طورتها "موبيلاي" ستساعد شركات السيارات الرائدة على إنتاج السيارات ذاتية التحكم من خلال توفير خارطة رقمية تظهر كل ما يعترض السيارة من مخاطر أثناء القيادة ويسمح لها بتجاوزها.
وحسب تومر هدار، كبير المعلقين في "كاكيليست" فإن ما دفع "إنتل" للمخاطرة بدفع هذا المبلغ الضخم لشراء "موبيلاي" حقيقة أنه في هذا الوقت تحديداً تعكف شركات السيارات العالمية على وضع معايير وضوابط قواعد الأمان في السيارات ذاتية التحكم، ما ضاعف من أهمية التقنيات التي تطوّرها الشركة الإسرائيلية.
وحسب هدار، فإنه نظراً لـ "السمعة" التي اكتسبتها "موبيلاي" فإن هناك أساساً للاعتقاد أنه سيتم ضبط قواعد الأمان ومعاييره وفق التقنيات التي تنتجها هذه الشركة.
وحسب هدار فإن "إنتل" ستعتمد على "موبيلاي" في اختراق سوق إنتاج السيارات العالمية لتكون شريكة للشركات الرائدة في هذا السوق.
وقد أشارت قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية إلى أن الصفقة، والتي تبلغ قيمتها أكبر من موازنة الأمن الإسرائيلية، ستؤدي إلى إحداث تغييرات جوهرية على الاقتصاد الإسرائيلي.
وأشارت القناة إلى أن أصحاب الشركة سيحصلون على ثلاثة مليارات دولار من قيمة الصفقة، في حين أن "الدولة" ستحصل على خمسة مليارات كعوائد ضريبية، ما سيسمح لحكومة بنيامين نتنياهو بإدخال إصلاحات اقتصادية تتضمن خفض قيمة الضرائب، ولا سيما ضريبة الدخل.
وهناك من يتوقع أن تفضي الصفقة إلى تحسين ظروف سوق العمل، ولا سيما في مجال التقنيات المتقدمة.
وقال النائب في البرلمان الإسرائيلي أرئيل مرغليت إن الصفقة ستوفر 30 ألف مكان عمل جديد في قطاع التقنيات المتقدمة.
ونقل موقع صحيفة "معاريف"، اليوم الثلاثاء، عن مرغليت، والذي قالت إنه كان من رواد قطاع التقنيات المتقدمة وباع عشرات الشركات قبل انضمامه للعمل السياسي، قوله إن الصفقة "ستفتح الطريق أمام إسرائيل لتكون قوة عظمى في مجال إنتاج السيارات.
وأشار مرغليت إلى أنه نظراً لأن "موبيلاي"، والتي تتخذ من مدينة القدس المحتلة مقراً لها، ستواصل العمل داخل إسرائيل، فإن الحكومة الإسرائيلية يمكنها أن تقدّم تسهيلات لشركات إنتاج السيارات العالمية، في حال ساعدت على فتح فروع للشركة في مدن إسرائيلية أخرى، ما يعزز الواقع الاقتصادي بشكل كبير.
من ناحيته قال آفي حسون، رئيس شعبة الابتكارات والعالم الرئيس في وزارة الاقتصاد، إن الصفقة تعد "فصلاً جديداً من فصول النجاح غير المسبوق لقطاع التقنيات المتقدمة الإسرائيلية".
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" على موقعها اليوم، اعتبر حسون أن الصفقة تدلل على "تعاظم الابتكارات الإسرائيلية وتأثيراتها"، معتبراً أن الإنجازات التي حققتها الابتكارات الإسرائيلية كانت نتاج الربط بين المؤسسات الأكاديمية الرائدة التي تنتج المعرفة الأساسية وشركات التقنية المحلية التي تحول هذه المعرفة إلى برمجيات وتقنيات والشركات العالمية التي تشتري هذه التقنيات وتلك البرمجيات.
وأوضح أن الصفقة تدلل على "انهيار الأسوار بين التكنولوجيا والأسواق، بحيث إن شركات التقنية المتقدمة باتت مطالبة بإنتاج سلع "تكميلية" لأسواق مختلفة، مثل سوق السيارات.