إنتاج قياسي لروسيا يهدد أسعار النفط

26 سبتمبر 2016
+ الخط -
يهدد الإنتاج القياسي للنفط الروسي، الذي تخطى عتبة 11 مليون برميل يومياً، فرص تحسن أسعار النفط على المدى القصير، كما أن مثل هذا المعدل من الإنتاج سيجعل من أي اتفاق لتجميد الإنتاج بين "أوبك" وروسيا دون جدوى على صعيد تعزيز مستويات أسعار النفط، حسب خبراء نفط في لندن.
وتخطى إنتاج روسيا النفطي 11.1 مليون برميل لأول مرة منذ عهد الإمبراطورية السوفييتية، وحسب البيانات التي نشرتها الأربعاء وزارة الطاقة الروسية، فإن إنتاج النفط الروسي بلغ 11.09 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال الأسابيع التي مرت من سبتمبر/أيلول، وأن الانتاج بلغ 11.18 مليون برميل في يوم الثلاثاء الماضي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قوله، إن من غير المتوقع أن تناقش منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" فكرة خفض مستويات الإنتاج بنسبة 5% خلال اجتماع يعقد هذا الشهر.
وأضاف نوفاك قائلاً: "إن هناك مقترحاً لتثبيت الإنتاج" النفطي، لكن الوكالة أضافت أنه قال إن الاقتراح ليس على جدول أعمال الاجتماع حتى الآن. ويعقد الاجتماع الأسبوع المقبل في الجزائر.

ونقلت وكالات أخرى عن نوفاك قوله إنه يتوقع محادثات بناءة بشأن النفط في الجزائر، وإن موسكو مستعدة لتنسيق إجراءاتها بشأن سوق النفط مع المنتجين الآخرين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب من الشركات الروسية البدء في الإنتاج التجاري من حقل طاقة بأقصى شمال روسيا، تبلغ احتياطاته من النفط ومكثفات الغاز 340 مليون طن وزهاء 113 مليار متر مكعب من الغاز.
ويعرف حقل النفط والغاز باسم "فوستوشني ميسوياخ" ويقع في إقليم يامالونينسكي، شمالي روسيا، التي تعد منطقة مغرية للاستثمارات الأجنبية بالرغم من ظروف الطبيعة القاسية.
ونظراً لوقوعه في شبه جزيرة غيدانسكي في يامالونينسكي على بعد 150 كلم عن أقرب بلدة، فقد تعين تشييد خط أنابيب بطول 98 كم لربطه بالشبكة القائمة لأنابيب نقل النفط الروسي.

وحقل "فوستوشني ميسوياخ" عبارة عن مشروع مشترك بين شركتي النفط الروسيتين "روس نفط" و"غازبروم نفط"، الذراع النفطية لعملاق الغاز "غازبروم".
وقال بوتين، خلال تعليق خطاب تلفزيوني: "إنه أكبر حقل في أقصى البر الروسي الشمالي، وهو نتيجة جهد كبير"، مشيراً إلى أن إمدادات النفط والغاز من الحقل ستساهم في استقرار سوق الطاقة العالمية.
ويفترض أن يبلغ الإنتاج في حقل الطاقة هذا بحلول عام 2020، ذروته إذ يتوقع أن ينتج 5.6 ملايين طن من النفط سنوياً، وللمقارنة فقد بلغ حجم إنتاج روسيا النفطي العام الماضي نحو 530 مليون طن.

وحسب وكالة نوفستي الروسية، فإنه بسبب الظروف الاستثنائية، استخدمت الشركات تقنيات حفر مبتكرة مع ضغط متفاوت، كما أن خط الأنابيب محمي أيضاً بالعزل الحراري.
وستبلغ الاستثمارات في حقل "فوستوشني ميسوياخ" بحلول نهاية عام 2016 نحو 85 مليار روبل (1.13 مليار دولار)، وستصل إلى 256 مليار روبل "حوالي 3.97 مليارات دولار بنهاية عام 2040.
إلى ذلك، أظهرت بيانات الجمارك الصينية، أمس الخميس، ارتفاع واردات الصين من النفط الروسي 50.2% على أساس سنوي في أغسطس/آب لتصل إلى 1.09 مليون برميل يومياً.

وزادت الواردات من السعودية 11.7% عنها قبل عام إلى 1.03 مليون برميل يومياً، حسبما أفادت الأرقام. وكانت روسيا أكبر مورد للخام إلى الصين في أغسطس/ آب.
ويضع مثل هذا المعدل القياسي من إنتاج النفط الروسي صعوبات أمام نجاح أي اتفاق لتثبيت إنتاج النفط بين روسيا ودول "أوبك". كما أنه يتعارض مع محاولات خفض التخمة النفطية أو سحب الفائض النفطي من السوق.

ولكن رغم ذلك، فإن بعض دول "أوبك" تعتقد أن الظروف ملائمة لتعزيز أسعار النفط. في هذا الصدد قال مندوب العراق لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، فلاح العامري، إن ظروف سوق النفط باتت أفضل لمنتجي الخام من داخل المنظمة ومن خارجها للتوصل إلى اتفاق لدعم السوق، عندما يلتقون في الجزائر الأسبوع المقبل.
وخلال منتدى "غلف إنتليجنس" لأسواق الطاقة في الفجيرة، قال العامري إن بعض منتجي النفط تمكنوا من الوصول إلى حصة سوقية أفضل، مقارنة مع وقت سابق من العام وإن إنتاج إيران بات أعلى من ذي قبل.



المساهمون