إلياس سالم.. يلطخ "الوهراني" بالتطبيع

27 مايو 2015
بيوت فلسطينية مهجّرة في أسدود
+ الخط -

من بين كل الجدل الذي صاحب عرض فيلم "الوهراني" للمخرج والممثل الجزائري إلياس سالم، شكّل إعلان مشاركته في حزيران/ يونيو المقبل في "مهرجان أشدود المتوسطي" الإسرائيلي، صدمة لدى المثقفين والفنانين الجزائريين، إذ اعتبروها سقطة لا تغتفر ومساهمة في كسر المقاطعة عن الاحتلال، بغض النظر عن ملابساتها.

من خلال صفحته على الفيسبوك، لم يتردّد سالم في التعبير عن "سعادته" بتلك المشاركة التي شكلت أيضاً صدمة لـ"الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" التابعة لوزارة الثقافة الجزائرية، التي موّلت وأنتجت الفيلم بتعاون فرنسي. علماً بأنّ الوكالة تعيش صراع وجود مع الوزارة الأم، التي تتجه نحو سحب التكليف السينمائي منها، خصوصاً بعد أن كثر اللغط حول شبهات فساد مالي وسوء إدارة.

تشير بعض التسريبات إلى أن منتجة الفيلم الفرنسية إيزابيل مادلين هي صاحبة فكرة عرضه في المهرجان الإسرائيلي، بينما برّر سالم مشاركته بأن "الجهات المشرفة على المهرجان معادية للصهيونية"، الأمر الذي أثار استهجان واستغراب كثير من المثقفين الجزائريين، الملتزمين بموقفهم الواضح ضد كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.

في أولى ردود الفعل حول تلك المشاركة، عبّر الممثل الجزائري يوسف سحايري عن رأيه لـ"العربي الجديد" مستنكراً: "إن كان فيلم "الوهراني" جزائرياً فعلاً فإنني أجهل سبب مشاركته في مهرجان إسرائيلي داخل فلسطين المحتلة"، أما بالنسبة لعبد الرزاق مقري رئيس "حركة مجتمع السلم" فكتب في صفحته على الفيسبوك بأن الأمر "مؤشر على اختراق صهيوني للجزائر ودفع نحو التطبيع مع الكيان المحتل".

وكان قد صاحب عرض فيلم "الوهراني" داخل الجزائر جدل حاد، إذ اعتبره عدد من النقاد والمتحمسين انجازاً للسينما الجزائرية بعد سنين عجاف، فيما اتهمه آخرون بتشويه صور المجاهدين الذين شاركوا في حرب التحرير الجزائرية؛ حيث أثار غضب العديد من المناضلين الذين شاركوا في الثورة، إذ اعترضوا على طريقة تصويرهم كـ"ماجنين منحلّين"، تلك الصورة التي رجّحها بعضهم كسبب رئيسي دفع المهرجان الصهيوني لاجتذابه وعرضه.

المساهمون