الجميع يأتي إلى العشاء من عالمه الخاص، الأطفال من اللعب، المراهقون من اختلاساتهم، الفتاة من فقدان عذريتها، الأكبر سناً يأتون من ذكرياتهم، الجميع يأتي إلى مائدة السيدة رامزي.
قلما تُذكر السيدة رامزي، سرقت السيدة دالوي الأضواء من بين كل شخصيات فرجيينا وولف. السيدة رامزي في رواية "إلى المنارة" هي التي ستجعلك تعتقد أن برموثويوس كان امرأة، مائدتها ستجعل النار مترادفة مع الكلام والتواصل.
السيدة رامزي قادرة على أن تجعل حياة المدعوّين تدور حول هذه المائدة، قادرة على جعل المائدة تقود من حولها إلى الحميمية، تصير صانعة العالم، صحيح أن كلاًّ منهم جاء من عالمه، لكنهم يدورون في فلك المائدة الآن، تتغيّر طباعهم، الفظ يصبح دمثاً، الفيسلوف عاطفياً. رامزي التي تحمل شكاً عميقاً في كل ما هو واقعي، تشعر للحظة أنها خلقت الوهم الذي تريد من دعوة عشاء. الدعوة حقيقية والعشاء كذلك، الآخرون فقط هم المتوهمون.
ينتقل الحضور إلى غرفة القراءة، يقرؤون سوناتة شكسبير 98، ينظر السيد رامزي إليها، إنه يريد شيئاً، مثل كل الرجال في روايات وولف. ستموت السيدة رامزي قبل أن تنتهي الرواية بكثير ليتحقق الانقطاع العائلي وتختفي المائدة.
المائدة الحقيقية تهبط من السماء فقط، أما البشر فتذوب أجسادهم كالملح. وكذلك ذكراهم، رغم ذلك تولد السيدة رامزي كل مرة تحل فيها ذكرى وولف: 25 يناير/كانون الثاني 1882.
اقرأ أيضاً: رصد الانهيار الخاص