إضراب في "تلفزيون المستقبل" اللبناني: أين مرتّباتنا؟

19 يونيو 2019
في استوديوهات القناة (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
لا تكاد أزمة "تلفزيون المستقبل" اللبناني تُحَّل، حتى تتعقّد من جديد. فقبل 8 أشهر تقريباً، قيل إن المشاكل المالية للقناة في طريقها إلى الحلّ، بينما تردّدت أخبار قيل وقتها إنها شائعات، عن اتجاه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لبيع القناة، لمستثمر خليجي. وسرعان ما تبيّن أن هذه الأخبار كانت أقرب إلى بالونات اختبار.

ثم قبل 4 أشهر، عادت الأزمة المالية لتطلّ برأسها، فبدأ كلٌّ من الموظفين في التلفزيون بتقاضي نصف راتبه الشهري، مع وعود بدفع المستحقات المتبقية "قريباً جداً". تزامن ذلك، مع وقف بثّ القناة فضائياً على قمر "نايلسات" المصري، بسبب تراكم ديون القناة، التي بلغت حوالي 200 ألف دولار، وفق ما يشير إليه مصدر من القناة لـ"العربي الجديد".

هنا، عادت الشائعات إلى أروقة المحطة: تارة تنتشر أخبار عن نية الإدارة تحويل القناة إلى محطة infotainment، أي أن تتكل في بثها على الوثائقيات والرياضة والأخبار من دون أي برنامج خاص، وبالتالي صرف كل العاملين في البرامج. وأُعطيت، بدايةً، مهلة 8 أشهر للدخول في هذا المشروع، ثمّ قيل إن هوية التلفزيون الجديدة ستظهر بعد رمضان... بينما كانت مستحقات الموظفين تتراكم.

كل هذه الظروف الضاغظة، دفعت العاملين إلى تنفيذ إضراب تحذيري يوم الإثنين الماضي، وأبلغوا مدير المحطة رمزي جبيلي، بقرارهم. ليعود هذا الأخير ويعقد اجتماعاً معهم يوم الخميس الماضي، ليبلغهم أن الأمور معقدة، وأن القناة بالفعل ستغير هويتها لتتخلى نهائياً عن البرامج، ومؤكداً أن "هناك أزمة سيولة (مال)".
لكن نهاية الأسبوع، فوجئ موظفو المحطة بحصول العاملين في شركة "ميلينيوم" التي تعمل مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وتؤمن الخدمات الأمنية وغيرها للقناة، على مرتّباتهم كاملة، ما أثار موجة غضب كبيرة في أروقة التلفزيون.

انطلاقاً من كل هذه التطورات، كان يفترض أن يُعقد اجتماع "حاسم" ليلة أمس في بيت الوسط (منزل رئيس الحكومة الخاص) للبتّ في شأن القناة والموظفين فيها، لكن حتى الساعة لم يتبلّغ هؤلاء أية معلومات، وفق مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".

وبسبب كل هذا الغموض، والتأجيل، أعلن العاملون في القسم الإخباري عن بدء إضرابهم التام اليوم إلى حين حصولهم على كل مستحقاتهم، بينما يسير العاملون في قسم البرامج على خطاهم؛ إذ هدد العاملون في برنامج "عالم الصباح" بوقف العمل، في حال لم يقبضوا كل رواتبهم يوم غد. بينما تأخروا يوم أمس نصف ساعة عن الهواء في خطوة تحذيرية.

ويتخوّف موظّفو تلفزيون "المستقبل" من أن يلاقوا نفس مصير العاملين في صحيفة "المستقبل"، الذين لم يقبضوا بعد مستحقاتهم بعد إقفال الصحيفة نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وأدى تدخل وزارة العمل اللبنانية بين إدارة الصحيفة والموظفين إلى إعادة جدولة المستحقات لدفعها على سنتين، بدل 8 أشهر كما كان متفقاً عليه.
المساهمون