ساد الإضراب العام والشامل كافة قرى ومدن فلسطين الداخل، في الجليل والمثلث والنقب، صباح الأحد، بناءً على قرار من لجنة "المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، إثر جريمة قتل الشهيد خير حمدان، ليلة السبت، على يد الشرطة الإسرائيلية، وبعدما اتضّح أنّ جريمة القتل تمت بدم بارد وأعقبها جر الشهيد على الأرض بدلاً من استدعاء الإسعاف وتقديم العلاج له.
وشارك مساء أمس، آلاف الفلسطينيين في الداخل، في مراسم تشيع جثمان الشهيد في مسقط رأسه ببلدة كفر كنا الجليليّة، فيما انطلقت تظاهرات غضب في القرية وأنحاء متفرّقة من الداخل، اعقبها مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، ما أسفر عن اعتقال 3 فلسطينيين من بلدة كفر كنا.
ويستعد الفلسطينيون في الداخل، اليوم، لتنظيم تظاهراتٍ احتجاجية، بينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية وعلى لسان المفتش العام يوحنان دانينو، عن رفع حالة التأهب والدفع بآلاف عناصرها إلى المدن والقرى العربية لمنع التظاهرات بحجة "مكافحة أعمال الشغب".
ومع أن شريط فيديو في موقع الجريمة، بيّن دون أدنى شك، أنّ الشهيد قتل من الخلف دون أن يشكل أي خطر على أفراد دوريّة الشرطة، إلاّ أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية أعلن عن دعمه الكامل لأفراد الدورية الذين قتلوا الشهيد خير.
إلى ذلك، صعّدت حكومة إسرائيل الليلة، من تهديدها للفلسطينيين في الداخل من مغبة التظاهر، وأعلن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أنّ الحكومة لن تسمح "بأعمال شغب" وبسد الطرق الرئيسية؛ كاشفاً أنّه أوعز لوزارة الداخلية فحص إمكانيات سحب الجنسية والمواطنة من كل من "يدعو إلى إبادة إسرائيل".
بدوره، اعتبر وزير الإسكان، أوري أريئيل، أنّ من "يسكت عن الإرهاب في القدس سيواجهه في كفر كنا".
في المقابل، دعت لجنة "المتابعة العليا لشؤون فلسطيني الداخل"، الحكومة الإسرائيلية إلى "التحقيق في ظروف جريمة استشهاد خير حمدان"، محملةّ الشرطة مسؤولية جريمة القتل.
كما دعت اللجنة إلى "محاكمة المسؤولين عن الجريمة". في حين دعا فلسطينيون إلى إقالة كل من المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يوحنان دانينو ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش.
وذكر المركز "القانوني للأقليّة الفلسطينيّة في الداخل" (عدالة)، أنّ "هناك علاقة مباشرة بين دعوات أهرنوفيتش إلى قتل كل من يحاول تنفيذ عملية وبين قيام أفراد الشرطة ليلة السبت بقتل الشهيد خير حمدان، حتى بعد أن تراجع عن مركبة الشرطة ولم يعد يشكل خطراً على رجال الشرطة".