إصلاحات مالية في "بي بي سي" لصالح البرامج الرقمية

22 يناير 2020
قناة الأخبار لن تتأثر (مايك كيمب/In Pictures)
+ الخط -

من المرتقب أن تعلن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن إلغاء عدد من برامجها الإخبارية في إطار الإصلاحات التي تمر بها الهيئة، قبيل تعيين مدير عام جديد لها. وقالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، إنّ عدداً من البرامج مثل "العالم عند الساعة الواحدة" الذي تبثه الإذاعة الرابعة، ستتحمل عبء الإصلاحات المرتقبة.

وتهدف الإصلاحات إلى تنظيم عمل الهيئة للمزيد من المركزية في اتخاذ القرار. إلا أن قناة الأخبار التابعة للـ"بي بي سي" لن تتأثر بهذه القرارات.

وتقول الصحيفة إنه سيتوجب على مراسلي "بي بي سي" ومنتجيها إصدار برامج يمكن نشرها في جميع المؤسسات التي تمتلكها الهيئة البريطانية، وهو ما يشمل التلفاز والإذاعة وخدمات البث على الإنترنت.

ويشير التقرير إلى أن "بي بي سي" ستركز على الأخبار الرقمية في تحولها الجديد، مثيرةً بذلك الشكاوى من الخدمات الإعلانية التي تعمل على موقعها. وتعود هذه الشكاوى إلى اتساع وتشعب موقع "بي بي سي" بصورة تعيق نشر الإعلانات عليه.

كما تتجه "بي بي سي" إلى إطلاق برنامج تدوين صوتي "بودكاست" يومي خاص بها، مدفوعة بنجاح برنامج التدوين الصوتي "ذا ديلي" الذي تصدره "نيويورك تايمز".

وتشمل الإصلاحات، التي ستقوم بها مديرة الأخبار، فران أونزوورث، تخفيض الإنفاق بنحو 80 مليون جنيه استرليني في السنوات الأربع القادمة. ومما يزيد من تعقيد مهمتها تراجع إيرادات بي بي سي بنحو 250 مليون جنيه سنوياً بسبب إعفاء من يتجاوزون 75 عاماً من رسوم الاشتراك المعروفة بـ"رخصة التلفاز".

ونقلت الصحيفة عن توني هول، المدير العام لبي بي سي والذي تشارف عهدته على الانتهاء بعد استقالته، أن المقاربة الجديدة ستوحي "لجميع المشاهدين أن بي بي سي الإخبارية مخصصة لهم فعلاً." إلا أن الترجمة العملية ستكون في مركزية اتخاذ قرار متابعة التغطيات الإخبارية، وفقاً لـ"ذا تايمز".

وكان هول قد أعلن يوم الاثنين أنه سيتنحى عن منصبه بحلول الصيف المقبل، ليتيح المجال أمام خليفته للتفاوض مع الحكومة على مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية. ويسمح توقيت الاستقالة باختيار خليفة هول من قبل رئيس الهيئة الإذاعية ديفيد كليمنتي، بدلاً من أن يتم تعيينه من قبل الحكومة البريطانية.

وتشمل الأسماء المرشحة لخلافة هول كلاً من مدير استوديوهات بي بي سي، تيم ديفي، ومديرة المحتوى، شارلوت مور، ومديرة القناة الرابعة، أليكس ماهون. 

وتخوض "بي بي سي" نزاعاً مع الحكومة المحافظة، حيث كان بوريس جونسون قد هددها خلال الحملة الانتخابية نهاية عام 2019 بإلغاء رسوم الاشتراك السنوية، مما يجردها من مصدر تمويل رئيسي، وينزع عنها صفة "التمويل العام".

وتجادل حكومة جونسون بأن رسوم اشتراك "بي بي سي" تعد ضريبة عامة، ولا يمكن تبرير استمرارها في وقت نجحت فيه جميع الهيئات الإذاعية الأخرى بالوصول إلى طرق تمويل بديلة. إلا أن أي تعديل على تمويل بي بي سي يتطلب موافقة برلمانية، وبينما قد لا تلغى هذه الرسوم، إلا أن تخفيضها سيكون ضربة لمصدر دخلها.

وكان جونسون قد وجه حكومته أيضاً إلى مقاطعة "برنامج اليوم" على الإذاعة الرابعة والذي يستضيف السياسيين البريطانيين، بحجة أنه متحيز ضد حزب المحافظين. 

دلالات