إصدارات.. نظرة أولى

06 اغسطس 2019
ماري أشتون/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الاقتصادية والفكرية والفلسفية والنقد الأدبي والتكنولوجيا والعمران.

■ ■ ■


صدر أخيراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "التنويع الاقتصادي في دول الخليج العربية"، وهو عمل يضم مجموعة مختارة من بحوث قُدّمت في "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية"، الذي عقده "المركز العربي" في الدوحة في ديسمبر/ كانون الأول 2016، وتناول المشاركون فيه قضايا الاقتصاد في دول مجلس التعاون بالعودة إلى قراءة خطط الأخير واستراتيجياته، وصولاً إلى مستقبل التنويع الاقتصادي استناداً إلى التحديات التي تواجهها بلدان الخليج، وحاجتها إلى اعتماد نموذج تنموي جديد، بعيداً من نظم الريع التقليدية.


صدرت حديثاً عن دار نشر "غاليمار"، النسخة الفرنسية من كتاب "حرارة العقل: حوار بين مثقفَيْن ألمانيين"، ويضم المناقشات التي خاضها كل من ألكساندر كلوغ (1932) وفرديناند فون شيراك (1964)، وتناولا فيها تحوّلات العالم المعاصر. تكمن قيمة هذه النقاشات في كونها تجمع بين مفكّرين من جيلين مختلفين، إضافة إلى كونهما يستندان إلى مرجعيات متنوّعة، إذ تحضر في الكتاب قراءات حول لوحات هاينريش فون كليست أو أدب ترومان كابوت أو أفلام المخرج السينمائي مايكل هانيكي، كما أنه يضيء أجزاءً من السيرة الذاتية لكل منهما. صدر الكتاب بالألمانية في 2017.


بترجمة عومرية سلطاني، صدر حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث" كتاب جماعي بعنوان "تنويعات العِلمانية في عصر العِلماني"، من تحرير مايكل وارنر وجوناثان فان أنتوربن وكريغ كالهون. يعالج الكتاب أسئلة تدور حول معنى العلمانية كما تناولها المفكر الكندي تشارلز تايلور (1931)، إذ يشتبك الباحثون المشاركون مع فكر تايلور من زوايا اختصاصات مختلفة، وتجري دراسة صلته بالتقاليد الفكرية ومقارنته بمنظرين آخرين تناولوا نفس المسألة بالدرس. كما يضم الكتاب دراسات حول المنهجية ومفهوم التاريخ والمخيال الاجتماعي عند تايلور.


صدر عن دار "صفحة سبعة للنشر" كتاب "تهمة اليأس" للفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور بترجمة الطيب الحصني، وهو عمل يجمع نصوصاً منتقاة لصاحب "العالم كإرادة وتمثّل" لا تحمل صرامة الأطروحات الفلسفية البحتة التي عرف بها شوبنهاور في أعماله الأخرى، إذ يعتمد كتابة قريبة من التأمّل الذاتيّ ومن التداعيات الفكرية التي تحيل على مشاهد من حياته الخاصة وتجاربه الشخصية. من المواضيع التي يتناولها العمل: مسألتا الخلود والانتحار، وموقع المرأة في المجتمع، وغريزة الرجل، والسيكولوجيا البشرية بين المعاناة والسعادة.


"المدينة في الصين: آفاق جديدة حول العمران المعاصر" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة بريستول"، ويضمّ أوراقاً بحثية قام بتحريرها كلّ من: راي فوريست وجولي رن وبارت ويسينك. يعود الكتاب إلى دراسة وضعها عالم الاجتماع الأميركي روبرت بارك عام 2015 تتضمّن اقتراحات حول السلوك البشري في بيئة المدينة، وإسقاطها على الواقع الصيني الذي نشأت فيه العديد من التجمعات الحضرية بحكم النموّ الاقتصادي المتسارع، وكيف تؤثر ضخامة هذه المدن على النسيج الاجتماعي، ثم انعكاس ذلك في إنتاج أنماط معمارية مختلطة الهويات.


في طبعة مشتركة بين دارَي "ابن النديم" و"الروافد الثقافية"، صدر مؤخراً كتاب "مدخل إلى فلسفة ابن رشد: آفاق الدراسات الرشدية المعاصرة" للباحث يوسف بن عدي، الذي يقدّم مشهد الدراسات الأكاديمية التي تعنى بقراءة تراث الفيلسوف الأندلسي. يؤكّد المؤلف ضرورة إخراج ابن رشد من القمقم المؤدلج، وفقاً لتعبيره، إلى رحابة الفكر الفلسفي، إذ يلاحظ أنه قد جرى رفع منسوب القراءة الأيديولوجية لأفكاره على حساب البحث العلمي والأكاديمي الدقيق، وهو ما ينتج قراءة مجتزأة لفكر صاحب كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد".


صدر حديثاً عن "منشورات هارفارد" كتاب "ضجر، وحيد، غاضب وغبي: تغيير المشاعر حيال التكنولوجيا، من التلغراف إلى تويتر" لـ لوك فرنانديز وسوزان جيه مات. يتناول الكتاب استجاباتنا العاطفية للتقنيات الحديثة، ليثبت أن التكنولوجيا لا تغير فقط ما نشعر به ولكن ما تعنيه مشاعرنا. يستند الكتاب إلى مذكرات من القرنين التاسع عشر والعشرين ثم مقابلات مع أفراد من مختلف الشرائح العمرية لتوثيق كيف تحوّلت عواطفنا عن طريق التغيير التكنولوجي. من بين الطروحات التي يقدّمها العمل اعتبار أن التكنولوجيا أزالت الكثير من القيود على الحياة العاطفية.


"خيال الضرورة ومرجعياته: قراءات في شعر العامية" عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" للباحث محمود الحلواني، الذي يحاول طرح بعض الاقتراحات المفاهيمية والرؤى النظرية لقراءة شعر العامية في مصر الذي لم يحظَ بمتابعة نقدية، من خلال تقديم ملامح أساسية للمشهد الشعري وتحوّلاته من مرحلة زمنية إلى أخرى، مع التركيز على ارتباطه أساساً بقضايا وهموم سعى شعراء العامية للتعبير عنها بطريقتهم، ثم برز تيار عريض من الشعراء لكتابة الذات ومخاصمة الميراث الشعري السابق، وصولاً إلى ما يقدّم حالياً.


عن "دار الشروق"، يصدر قربياً كتاب "جدلية الفرد والمجتمع في علم الاجتماع" للباحث العراقي معن خليل العمر. ينطلق الكتاب من فهم الذات البشرية وكيف تتولد وتنمو عبر تفاعلها الاجتماعي مع محيطها، كما يضيء على القنوات التي يرتبط بها الفرد بمجتمعه إضافة إلى محاولته رصد مجموعة العوائق الاجتماعية والثقافية، التي تقوم على تحجيم الفرد في عصور مختلفة، لينتقل بعدها الباحث العراقي إلى مناقشة التنظيمات الاجتماعية وتطوّرها في سياق تعاملها مع أعضائها، وتحليل الجهد العلمي المبذول في نقاش قانون التجادل بين الفرد والمجتمع.


يصدر قريباً عن "دار هبة ناشرون وموزعون" كتاب "مهنّا الدرّة.. موسيقار الفرشاة وفيلسوف اللون" للباحث غازي انعيم، الذي يكتب سيرة الفنان الأردني (1938)، منذ تعلمه الرسم في مطلع الخمسينيات على يد فنانين أوروبيين كانوا يقيمون في عمّان، ثم انتقاله إلى روما ليدرس في أكاديميتها للفنون الجميلة، ويعود إلى الأردن ليساهم في تأسيس العديد من المؤسسات منها دائرة الثقافة والفنون التي تحولت إلى وزارة لاحقاً، وكذلك يضيء على مراحل تجربته بتطوراتها التي جعلت منه أحد الفنانين الأردنيين القلائل البارزين في المشهد التشكيلي العربي.

المساهمون