إصدارات.. نظرة أولى

05 مارس 2019
روبرتا فايغيلتيت/ ليتوانيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين المعاجم والتاريخ وعلم النفس والفنون والدراسات الفلسفية والفكرية والسياسية.

■ ■ ■


صدر، حديثاً، للباحث والأكاديمي فهد الكغاط كتاب "معجم المسرحيات المغربية: من البداية إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين" عن "دار توبقال للنشر". يضمّ العمل ثلاثة آلاف عنوان لأعمال مسرحية بعضها جرى نشر نصوصه، فيما ظلّت الأخرى غير منشورة. كما يذكر الكغاط إن كانت المسرحية قد عُرضت أم لا، مع تحديد مكان عرضها وزمانه، وتمييز المسرحيات المقتبسة مع بعض الإضاءات والتوضيحات الدراماتورجية، بالعودة إلى مصادر مسرحية متنوّعة مثل البيبليوغرافيات السابقة، والأبحاث، والأطروحات الجامعية، والمجلّات والصحف.


عن "منشورات سوتيميديا" في تونس، صدر مؤخراً كتاب "السواحلية.. زمن البايات والدولة البورقيبية" للمؤرّخ التونسي محمد علي الحباشي. يدرس العمل فئةً جهوية في تونس، هم أصيلو منطقة الساحل الشرقي من البلاد، من الناحية التاريخية والاجتماعية، وهي مقاربة قلّما جرى اعتمادها في الأبحاث التاريخية، وفي العلوم الاجتماعية بشكل عام في تونس، رغم بروز "السواحلية" في مجالات أساسية مثل السياسة والاقتصاد. قبل هذا العمل، صدرت للمؤلّف أعمال تاريخية أخرى منها: "عروش تونس" (2016)، و"التونسيون: الأصول والألقاب" (2018).


صدر عن "دار جداول" كتاب "النادي الميتافيزيقي.. قصة الأفكار في أميركا" للكاتب والأكاديمي الأميركي لويس ميناند، بترجمة فاطمة الشملان. يتطرّق العمل إلى ما عُرف بـ"النادي الميتافيزيقي"، وهو مجموعة من المثقّفين بدأت تلتقي في ماساشوستس عام 1872، وضمّ أعضاؤها أوليفر ويل هولمز الذي سيصبح لاحقاً قاضياً في المحكمة العليا للولايات المتّحدة، ووليام جيمس الذي يُعتبر مؤسّس علم النفس الأميركي؛ وعالم المنطق والسيميائي تشارلز ساندرز بيرس. استمر النادي لمدة تسعة أشهر فقط، والكتاب أقرب إلى سرد عن الشخصيات والتاريخ الاجتماعي.


يصدر قريباً عن "مركز دراسات آسيا" في "جامعة هارفرد" كتاب "الأوبرا والمجتمع والسياسة في الصين الحديثة" للباحث الصيني هسياو- تي لي. ينطلق العمل من الأوبريتات الشعبية التي كانت جزءاً أساسياً من الترفيه اليومي أواخر الإمبراطورية الصينية وكان لها دورها في نقل ثقافة وقيم المجتمع، ثم ينتقل إلى تأسيس الأوبرا المعاصرة في مدينة شنغهاي والأعمال التي قدّمتها في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي واتسمت بالجرأة وعكست أفكاراً ثورية آنذاك، وما هي أبرز المؤثرات التي تركتها الحقبة الاستعمارية، وصولاً إلى الصين الشيوعية.


عن "سطور"، صدر مؤخّراً كتاب "ما فوق الإنسانية، دليل موجز إلى المستقبل" للفيلسوف السويدي نيك بوستروم بترجمة ياسر عبد الواحد راشد. العمل بمثابة مقدّمة افتراضية للعالم المستقبلي ويبحث في العوامل التي تدفعنا إلى التفاؤل بالمستقبل، كما يلفت إلى المسائل التي تقتضي الخوف والحذر على مستوى الحكومات والشعوب. يرى المؤلّف أن التقنية اليوم لن تكتفي بتغيير محيطنا أو التأثير في تصرّفاتنا من الانعزال والتشظّي والقلق والانجراف نحو أهواء جديدة، بل إنها ستفتح الباب أمام تغيرات ونتائج لم تكن لتخطر على بال كثيرين.


ضمن سلسلة "كوساج"، صدر مؤخراً كتاب "التاريخ الثقافي" للباحث الفرنسي باسكال أوري. يتصدّى العمل إلى مجموعة من الإشكاليات التي يعرفها هذا المجال المعرفي، من أبرزها: أي اختلاف بينه وبين مجالات معروفة مثل تاريخ الفن، وتاريخ العلوم، وتاريخ الأدب؟ وهل من الممكن كتابة تاريخ للتمثّلات الاجتماعية وتطوّرها عبر الزمن؟ ولماذا أصبح الحديث عن "التاريخ الثقافي" موضة في الغرب منذ سنوات؟ انطلاقاً من هذه الإشكاليات، يحاول أوري إبراز الحدود المنهجية التي يعرفها هذا المجال ويستشرف أفق تطوّره لاحقاً وتقاطعه مع مجالات أخرى.


صدر حديثاً، عن "منتدى العلاقات العربية والدولية"، كتاب "تاريخ المغرب الأقصى من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال" للباحث المغربي امحمد جبرون. ينبّه المؤلّف في تقديم العمل إلى أنه لا يخلط بين أحداث ووقائع تهمّ المغربَين: الأدنى (تونس) والأوسط (الجزائر) بل يتخصّص فقط في المغرب الأقصى ويدرس الدور المحوري للإسلام في تبلوره سياسياً وحضارياً، كما يتطرّق إلى دوره في حوض المتوسط. ويدرس الكتاب، في أحد محاوره، الجهاد الوطني بوصفه عملاً عسكرياً لمواجهة التجزئة والانقسام الطائفي والقبلي والغزو الأجنبي وحماية السيادة الترابية.


صدر حديثاً، عن منشورات "ويلكام"، كتاب "أجساد قروسطية: الحياة والموت والفن" للباحث والأكاديمي جاك هارتنل، وفيه يتطرّق إلى حياة الرجال والنساء في العصور الوسطى وما مرّ بهم من أمراض وأوبئة، وتمسّكهم بالبحث عن المعجزات والتدخُّل الغيبي. يكتشف هارتنل في هذا التاريخ الغني وغير المألوف الطرق المذهلة التي فكّر بها الناس واستكشفوا أجسادهم من القسطنطينية إلى القاهرة وحتى كانتربري. قصص مليئة بالقديسين والجنود والخلفاء والملكات والرهبان والوحوش تَكشف عن المعرفة الطبية المدهشة في تلك المرحلة التاريخية.


بترجمة زبيدة محمد عطا، صدر مؤخّراً عن "المركز القومي للترجمة" كتاب "السامية ومعاداتها.. سؤال حول الصراع والتحيز" للمستشرق برنارد لويس. يُظهر العمل المواقف المتحيّزة للمشروع الصهيوني لدى المؤلّف، وهو ما تلفت إليه المترجمة، مقدّمةً خلفية ضرورية للقارئ العربي وهو يتناول طروحات لويس، ذلك أن مواقفه من موضوع اللاسامية ستَظهر مخرجاتها لاحقاً في مواقفه من العالم العربي، مثل ربطه بين صناعة الإرهاب والثقافة العربية الإسلامية. من مؤلّفات لويس الأخرى: "العرب في التاريخ"، و"الحضارات في صراع"، و"لغة الإسلام السياسية".


"عشر ساعاتٍ هزَّت تونس: حريق السفارة الأميركية ونتائجه" عنوان الكتاب الصادر حديثاً للباحث التونسي أحمد نظيف عن "دار ديار". يتناول المؤلّف حادثة حريق السفارة الأميركية في تونس العاصمة في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2015، ويحلّل مواقف التيارات السياسية حيالها وكيف فَسّرت بواعث العنف، وموقف الأجهزة الأمنية وتحرّكاتها، والصراع داخل الحكومة التونسية حول تقييم الواقعة وتداعياتها، والمسار القضائي الذي ترتّب على الحادثة، وظاهرة "الترانسفير الجهادي" التي تعيشها تونس، خاصة بعد التدهور الأمني في ليبيا.


المساهمون