يبلغ الإسكافي، خليل ابراهيم جعفر، ثلاثة وسبعين عاماً، بدأ حياته في حرفة صناعة الأحذية عندما كان فتى صغيراً، وقضى جلّ حياته في العمل على هذه الحرفة، وتطوير تقنيّاته إلى أن وجد نفسه قادراً على فتح دكانه الخاص للمرة الأولى في السوق القديم في صور، بعدما اكتسب الخبرة اللازمة.
يعمل خليل في بقعته المتواضعة منذ عام 1979، تجده في سوق صور القديم بالقرب من الفوال المزرعاني، يجلس كل يوم في دكانه الصغير المتواضع، على كرسيّه الخشبي القديم وأمامه الأدوات، التي يعمل بها.
يُمسك مطرقته الرفيعة وينهال بها طرقاً على أحذية قديمة تقاوم قساوة الأيام، التي أفقدتها حلّتها الجميلة الأولى، مستعيناً بخبرته الطويلة ليُعيد إليها الرونق والبريق، الذي كانت قد فقدته قبل حين.
لم تمنعه سنواته الثلاث والسبعون من متابعة مهنته، فهو يتواجد في محله منذ الصباح الباكر، يعمل بنشاط غريب متحلياً بالصبر، على الرغم من أن هذه المهنة مليئة بالصعوبات.
يقول خليل لـ "العربي الجديد": "لقد تبدّلت حرفة الإسكافي واختلفت عن السابق، فاليوم وبوجود الآلات الكهربائية، كالجلخ الكهربائي، بات بإمكان العامل إنجاز أعماله بشكل أسرع وأسهل، بينما كان الأمر معقداً وأصعب سابقاً حيث كان الاعتماد على الأدوات اليدوية البسيطة التي تتطلب جهداً جسدياً ووقتاً أطول نسبياً. المكننة سهّلت كل شيء".
ويتابع: "قد تكون حرفة الإسكافي من الحرف الآخذة بالزوال، نتيجة المنافسة غير المتكافئة بين البضائع الرخيصة الرثة بطابعها والتي يكون مصيرها مستوعبات القمامة بعد مدة قصيرة من استخدامها، وبين البضاعة الأصليّة. يبقى الإصرار من قبل أرباب المهنة موجوداً لحمايتها، على الرغم من أن مهنة الإسكافي تؤمّن مردوداً لابأس به"ز
ويرى خليل أن الحرفة إلى زوال لأسباب بسيطة، على الرغم من أنها مهنةٌ شريفة وتؤمّن لأصحابها حياة كريمة، إلّا أن الجيل الجديد يعتبرها في ظل التطور الحاصل، مهنة غير لائقة ولا تتناسب مع تطلعاته. لكن تلك المهنة أمنت حياة شريفة وكريمة لخليل، لذا هو متمسّكٌ بها، كما ينصح كل من يريد العمل بهذا المجال أن يتقنه ويتمرّس بتفاصيله.
يؤكّد أن باستطاعته إصلاح أيّ حذاء مهما طال عليه الزمن. لا يُنهي خليل تصليح كل القطع التي تحتاج إلى تصليح دفعةً واحدة، ففي أكثر الأحيان وبعد يوم عمل شاق يستمر لأكثر من عشر ساعات، يقفل محله وما زالت البضاعة التي تنتظر دورها للتصليح مُكدّسة.
ويختلف جعفر عن سائر أصحاب المهن، الذين غالباً ما يطلبون مساعدة الدولة ودعمها، لكن في ما يخص مصلحته فهي لاتحتاج إلى تمويل، هو بانتظار الدعم المعنوي فقط، التشجيع والتحفيز للاستمرار لا أكثر، ودعمه من خلال توفير فرص العمل والمساعدة في عملية استيراد معدات المهنة لأن ثمنها مرتفع في الخارج .
ويختم جعفر: "على الرغم من كل ما سبق، فأنا محسود من الموظفين وبعض العاملين، فتراهم يقولون لي باستمرار (عملك أفضل من عملنا، نحن محكومون لأرباب عملنا، أما أنت فمحكوم لنفسك)".
يعمل خليل في بقعته المتواضعة منذ عام 1979، تجده في سوق صور القديم بالقرب من الفوال المزرعاني، يجلس كل يوم في دكانه الصغير المتواضع، على كرسيّه الخشبي القديم وأمامه الأدوات، التي يعمل بها.
يُمسك مطرقته الرفيعة وينهال بها طرقاً على أحذية قديمة تقاوم قساوة الأيام، التي أفقدتها حلّتها الجميلة الأولى، مستعيناً بخبرته الطويلة ليُعيد إليها الرونق والبريق، الذي كانت قد فقدته قبل حين.
لم تمنعه سنواته الثلاث والسبعون من متابعة مهنته، فهو يتواجد في محله منذ الصباح الباكر، يعمل بنشاط غريب متحلياً بالصبر، على الرغم من أن هذه المهنة مليئة بالصعوبات.
يقول خليل لـ "العربي الجديد": "لقد تبدّلت حرفة الإسكافي واختلفت عن السابق، فاليوم وبوجود الآلات الكهربائية، كالجلخ الكهربائي، بات بإمكان العامل إنجاز أعماله بشكل أسرع وأسهل، بينما كان الأمر معقداً وأصعب سابقاً حيث كان الاعتماد على الأدوات اليدوية البسيطة التي تتطلب جهداً جسدياً ووقتاً أطول نسبياً. المكننة سهّلت كل شيء".
ويتابع: "قد تكون حرفة الإسكافي من الحرف الآخذة بالزوال، نتيجة المنافسة غير المتكافئة بين البضائع الرخيصة الرثة بطابعها والتي يكون مصيرها مستوعبات القمامة بعد مدة قصيرة من استخدامها، وبين البضاعة الأصليّة. يبقى الإصرار من قبل أرباب المهنة موجوداً لحمايتها، على الرغم من أن مهنة الإسكافي تؤمّن مردوداً لابأس به"ز
ويرى خليل أن الحرفة إلى زوال لأسباب بسيطة، على الرغم من أنها مهنةٌ شريفة وتؤمّن لأصحابها حياة كريمة، إلّا أن الجيل الجديد يعتبرها في ظل التطور الحاصل، مهنة غير لائقة ولا تتناسب مع تطلعاته. لكن تلك المهنة أمنت حياة شريفة وكريمة لخليل، لذا هو متمسّكٌ بها، كما ينصح كل من يريد العمل بهذا المجال أن يتقنه ويتمرّس بتفاصيله.
يؤكّد أن باستطاعته إصلاح أيّ حذاء مهما طال عليه الزمن. لا يُنهي خليل تصليح كل القطع التي تحتاج إلى تصليح دفعةً واحدة، ففي أكثر الأحيان وبعد يوم عمل شاق يستمر لأكثر من عشر ساعات، يقفل محله وما زالت البضاعة التي تنتظر دورها للتصليح مُكدّسة.
ويختلف جعفر عن سائر أصحاب المهن، الذين غالباً ما يطلبون مساعدة الدولة ودعمها، لكن في ما يخص مصلحته فهي لاتحتاج إلى تمويل، هو بانتظار الدعم المعنوي فقط، التشجيع والتحفيز للاستمرار لا أكثر، ودعمه من خلال توفير فرص العمل والمساعدة في عملية استيراد معدات المهنة لأن ثمنها مرتفع في الخارج .
ويختم جعفر: "على الرغم من كل ما سبق، فأنا محسود من الموظفين وبعض العاملين، فتراهم يقولون لي باستمرار (عملك أفضل من عملنا، نحن محكومون لأرباب عملنا، أما أنت فمحكوم لنفسك)".