06 نوفمبر 2024
إسرائيل ويهود العالم: اتّساع الشرخ
من المعطيات اللافتة لـ"مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" لعام 2019، والذي نشر يوم 7 يناير/ كانون الثاني الجاري زيادة التآكل فيما يسمى "التضامن اليهودي" الذي يشكل "الدبق الذي وحّد الشعب اليهودي على مر آلاف الأعوام"، كما يقول مدير "مركز القومية، الدين والدولة" في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية الذي يتولى إعداد هذا المؤشر منذ نحو عقدين.
أظهر المؤشر أن 51% من اليهود الإسرائيليين فقط يشعرون بأن لديهم مصيراً مشتركاً مع سائر اليهود في العالم الذين يوصفون بأنهم "يهود الدياسبورا". كما أظهر أن 60% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لا ينبغي أن تأخذ في الاعتبار مواقف اليهود في العالم في شتى القرارات التي تتّخذها، بما في ذلك سياستها الإقليمية. غير أن الجانب الأهم يظلّ رهن المحور المتعلق بالعلاقة بين القومية والدين والدولة. وهو محورٌ مشحونٌ منذ علقت الحكومة الإسرائيلية عام 2016 قراراً يقضي بضمان الصلاة التعدّدية الدائمة لغير اليهود الأرثوذكس في حائط المبكى (البراق)، بسبب الضغوط التي مورست عليها من زعماء أحزاب اليهود الأرثوذكس (الحريديم)، فيما اعتبر تراجعا عما كان يُنظر إليه درجةً من الاعتراف بتيارات اليهودية غير الأرثوذكسية التي تشكل أغلبية يهود أميركا.
وتتجه جلّ الأنظار أكثر شيء إلى العلاقة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، والتي بدأت تتسم بوجود تباينٍ بيّن في شؤون الدين اليهودي، وكذلك في بعض المحاور السياسية، وتحديداً منذ تولي الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة دونالد ترامب، شؤون البيت الأبيض.
ووفقاً لأحدث مؤشرات استطلاعات الرأي العام في هذا الشأن، أعلن 80% من اليهود الإسرائيليين دعمهم سياسة ترامب في إدارة العلاقات الأميركية مع إسرائيل، وقال 85% منهم إنهم يؤيدون خطوة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في حين أن 57% من اليهود الأميركيين فقط يؤيدون طريقة ترامب في إدارة العلاقات مع إسرائيل، وعارض 46% منهم نقل السفارة الأميركية، وأعلن 59% منهم تأييدهم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وداخل هذه المعطيات ثمّة وزن متصاعد لآراء الشباب. ويُشار، مثلاً، استناداً لدراسة حديثة أجرتها إحدى المؤسسات اليهودية في أميركا، إلى أن 57% فقط من الطلاب اليهود في الجامعات والكليات الأميركية عبّروا، في 2016، عن تأييدهم إسرائيل بسياق الصراع مع الفلسطينيين مقابل 84% في العام 2010. وبينت الدراسة أنه بينما كان 95% من الطلاب الجامعيين اليهود في الولايات المتحدة يحملون آراء إيجابية عن إسرائيل في 2010، هبطت هذه النسبة إلى 82% في 2016، إضافة إلى أن الأغلبية الساحقة منهم أصبحت تعتقد أن "دولة إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان". وهذا يعني أنه في وقتٍ تتعزز العلاقات بين ترامب ورئيس حكومة دولة الاحتلال نتنياهو، فإن الشرخ بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل آخذ بالاتساع.
وتتقاطع هذه الوقائع مع تباين آخر في المواقف بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة على خلفية تعميق نتنياهو الانقسام مع الحزب الديمقراطي، وأساساً من طريق تعزيز تحالفه مع عتاة المسيحيين الإنجيليين من قادة الحزب الجمهوري وأنصاره، والذين يعتبرهم مؤيدين متحمّسين لإسرائيل وسياستها الإقليمية، سيما حيال المسألة الفلسطينية.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة، تتزايد الأصوات التي تحذّر من مغبة المُضي في هذا المسار. وبعضها يقول إنه كلما اتجهت إسرائيل نحو اليمين، ازداد تأثير الإنجيليين في العلاقات بين الدولتين، ناهيك عن وجود قوى في هذا اليمين تسعى إلى أن يكون التأييد الأميركي إسرائيل معتمداً حصرياً على الإنجيليين، ما من شأنه أن يتسبّب بتآكل إضافي في مكانة إسرائيل وسط مراكز قواها التقليدية، وفي طليعتها يهود الولايات المتحدة الذين يعتبرون الإنجيليين خطراً حقيقياً على قيمهم، من جانب واحد. ومن الجانب الآخر، يؤدي ذلك إلى تعميق الانقسام مع الديمقراطيين. وبناءً عليه، في حال انتخاب رئيس وكونغرس ديمقراطيين سيشكل ذلك مشكلةً خطرةً لإسرائيل، إذا ما بقي نتنياهو في سدّة الحكم.
وتتجه جلّ الأنظار أكثر شيء إلى العلاقة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، والتي بدأت تتسم بوجود تباينٍ بيّن في شؤون الدين اليهودي، وكذلك في بعض المحاور السياسية، وتحديداً منذ تولي الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة دونالد ترامب، شؤون البيت الأبيض.
ووفقاً لأحدث مؤشرات استطلاعات الرأي العام في هذا الشأن، أعلن 80% من اليهود الإسرائيليين دعمهم سياسة ترامب في إدارة العلاقات الأميركية مع إسرائيل، وقال 85% منهم إنهم يؤيدون خطوة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في حين أن 57% من اليهود الأميركيين فقط يؤيدون طريقة ترامب في إدارة العلاقات مع إسرائيل، وعارض 46% منهم نقل السفارة الأميركية، وأعلن 59% منهم تأييدهم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وداخل هذه المعطيات ثمّة وزن متصاعد لآراء الشباب. ويُشار، مثلاً، استناداً لدراسة حديثة أجرتها إحدى المؤسسات اليهودية في أميركا، إلى أن 57% فقط من الطلاب اليهود في الجامعات والكليات الأميركية عبّروا، في 2016، عن تأييدهم إسرائيل بسياق الصراع مع الفلسطينيين مقابل 84% في العام 2010. وبينت الدراسة أنه بينما كان 95% من الطلاب الجامعيين اليهود في الولايات المتحدة يحملون آراء إيجابية عن إسرائيل في 2010، هبطت هذه النسبة إلى 82% في 2016، إضافة إلى أن الأغلبية الساحقة منهم أصبحت تعتقد أن "دولة إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان". وهذا يعني أنه في وقتٍ تتعزز العلاقات بين ترامب ورئيس حكومة دولة الاحتلال نتنياهو، فإن الشرخ بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل آخذ بالاتساع.
وتتقاطع هذه الوقائع مع تباين آخر في المواقف بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة على خلفية تعميق نتنياهو الانقسام مع الحزب الديمقراطي، وأساساً من طريق تعزيز تحالفه مع عتاة المسيحيين الإنجيليين من قادة الحزب الجمهوري وأنصاره، والذين يعتبرهم مؤيدين متحمّسين لإسرائيل وسياستها الإقليمية، سيما حيال المسألة الفلسطينية.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة، تتزايد الأصوات التي تحذّر من مغبة المُضي في هذا المسار. وبعضها يقول إنه كلما اتجهت إسرائيل نحو اليمين، ازداد تأثير الإنجيليين في العلاقات بين الدولتين، ناهيك عن وجود قوى في هذا اليمين تسعى إلى أن يكون التأييد الأميركي إسرائيل معتمداً حصرياً على الإنجيليين، ما من شأنه أن يتسبّب بتآكل إضافي في مكانة إسرائيل وسط مراكز قواها التقليدية، وفي طليعتها يهود الولايات المتحدة الذين يعتبرون الإنجيليين خطراً حقيقياً على قيمهم، من جانب واحد. ومن الجانب الآخر، يؤدي ذلك إلى تعميق الانقسام مع الديمقراطيين. وبناءً عليه، في حال انتخاب رئيس وكونغرس ديمقراطيين سيشكل ذلك مشكلةً خطرةً لإسرائيل، إذا ما بقي نتنياهو في سدّة الحكم.