إسرائيل والتعليم الفلسطيني

16 ديسمبر 2015
مشكلة الطالب الفلسطيني مزدوجة (الأناضول)
+ الخط -

قتل الأطفال حرقاً وقنصاً ودهساً والزج بهم في المعتقلات بتهم رمي الحجارة على جنود الاحتلال الإسرائيلي، هو غيض من فيض الممارسات التي تشهدها مدن وقرى الضفة الغربية. لكن رغم هذا الطوفان الممنهج من أعمال القمع، يحاول الفلسطينيون الوقوف على أقدامهم ومواجهة الغزو الاستيطاني الزاحف.

المدرسة هي إحدى قلاع الصمود أمام الاقتلاع، مع وسائل كثيرة أخرى. وقد عاد مؤخراً نحو مليون و200 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة، منهم 700 ألف طالب في الضفة ونصف مليون في قطاع غزة. يتوزع الطلاب الفلسطينيون إلى 792 ألفاً في المدارس الحكومية، و295 ألفاً في مدارس الأونروا، و113 ألفاً في مدارس خاصة. هذا العدد يتوزع على 2120 مدرسة حكومية، و350 مدرسة تابعة لوكالة الغوث، و450 مدرسة خاصة.

هذه هي الأرقام الصافية، ولكن التفاصيل أغنى من ذلك. فالفلسطينيون باعتبارهم الأقدم في قوائم اللجوء ينتشرون في ما يسمى الدول العربية المضيفة، وهي هنا سورية ولبنان والأردن ومصر. لكن اللجوء الفلسطيني وصل منذ عقود إلى شمال الكرة الأرضية وجنوبها، أي إلى كندا وأوستراليا، ناهيك بالدول الإسكندنافية وغيرها من دول العالم. بالطبع هؤلاء يتلقى كل منهم تعليماً مختلفاً عن التعليم الذي يتلقاه سواه تبعاً للدولة التي لجأ إليها. حتى الدول العربية المضيفة يخضع الطالب الفلسطيني فيها إلى المناهج الرسمية المقررة من جانب وزارات التربية. فالأونروا لا تملك سلطة إعداد مناهج تربوية خاصة بها، وإن كانت قد عمدت مدارسها إلى تدريس تاريخ وجغرافية فلسطين، في المراحل الدراسية المختلفة، باستثناء صفوف الشهادات التي تتطلب الخضوع للمناهج الرسمية التي تجري الامتحانات تبعا لمحتواها.

على أن مشكلة الطالب الفلسطيني مزدوجة في الأرض المحتلة وخارجها على حد سواء. ففي الداخل تقوم الحواجز باعتراض تنقل الطلاب والمعلمين. إذ يتم التضييق على حركة التواصل بين بيوت الأهل ومباني المدارس، مما يضغط ويؤدي إلى تراجع في مستوى الطالب. على أن المشكلة الأكبر هي محاولات الاحتلال الدؤوبة لإلغاء ذكر فلسطين ومحوها من الذاكرة والمناهج مستهدفة. وإذا كانت وزارة التربية الفلسطينية تعمل على الحؤول دون ذلك، فإن الدراسات الجامعية تصبح بمثابة الفخ عندما ينجز الطالب المرحلة الثانوية. ولعل اللغة العبرية تقف حجر عثرة وحائلاً دون الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية التي تشترط إجادة هذه اللغة على الطلبة، مما يحول دونهم وارتيادها. وتبقى لمدارس الأونروا قصة مختلفة تماما.
(أستاذ في كلية التربية – الجامعة اللبنانية)

اقرأ أيضاً: أجيال الضياع
المساهمون