إساءة رعاية مسنة تشعل سجالاً مجتمعياً في الدنمارك

07 يوليو 2020
كانت الدنمارك من أفضل دول العالم في رعاية المسنين (ناصر السهلي)
+ الخط -

خالفت صحيفة شعبية دنماركية قرار محكمة مدينة آرهوس (وسط غرب) بعدم بث مقاطع من برنامج تلفزيوني يظهر إساءة لمسنة داخل مركز لرعاية كبار السن، جرى تصويره بكاميرات مخفية، وبالاتفاق معها ومع أهلها، وبثت، مساء أمس الاثنين، مشاهد مؤلمة للتسعينية "إلسا"، وهي معلقة بحمالة فوق السرير لنحو 7 دقائق، وتتوسل "أنزلوني أريد الاستلقاء. أتألم (كررتها 9 مرات)".

وكشفت صحيفة "إكسترا بلاديت"، مساء الاثنين، أنها ستبث "ما لا تريد السلطات لكم أن تروه في مركز رعاية المسنين كونغسغوردن في آرهوس"، غير آبهة بحظر النشر الذي طلبته البلدية من المحكمة ضد القناة الثانية الرسميةوأصابت المشاهد الدنماركيين بصدمة، بعضهم صدمه خرق حظر النشر، لكن الغالبية عبروا عن صدمتهم من القسوة والفشل في رعاية سيدة مسنة تعاني من الشيخوخة.

وبررت الصحيفة خرقها لحظر النشر الذي سيعرضها لغرامة مالية كبيرة، وقال رئيس تحريرها بول مادسن:  "تابعوا معنا ما تخفيه السلطات عن الرأي العام"، معتبرا أن دور الصحيفة هو "منع إخفاء وجود مشكلة، فمئات من أهالي المسنين يصطدمون بحائط بيروقراطي عند اعتراضهم على أسلوب رعاية أقاربهم".

ولم تتوقف الصحيفة بعد بث المقطع الأول الذي يصور عملية الحصول على عينة براز من المسنة، فنشرت، اليوم الثلاثاء، مقطعا بعنوان "هيا نحتفل بالهالويين"، تظهر فيه إلسا وهي مرفوعة على حمالة تعلو كرسيها المتحرك في غرفتها، وسط تذمر موظفات الرعاية من رائحة البول، فيما بدت الموظفات غير مكترثات بتوسلات السيدة التي تطلب إنزالها لتستلقي في سريرها.

ولسنوات ظلت الدنمارك قدوة في مجال الرعاية العامة للمسنين، وحضرت خلال العقدين الماضيين وفود من دول عدة للاطلاع على تجربتها الناجحة. لكن يبدو أن تراجع الرعاية كان متسارعا نتيجة تخفيض عدد الموظفين والتقشف المالي للحكومة، والذي بات يزيد شكوك أهالي المسنين وغيرهم إزاء استقطاعات ضريبية لتوفير الرعاية لكبار السن.

وأثارت الفيديوهات غضب اليمين المتشدد في حزب الشعب الدنماركي، والذي طالب بمقاضاة الصحيفة على خرق حظر النشر، لكن مشرعين آخرين عبروا عن غضبهم من سوء معاملة المسنين، وهو ما عبر عنه أيضا مركز حقوق المسنين في الدنمارك الذي وصف تلك المشاهد بانها"صدمة".

المساهمون