17 نوفمبر 2024
إدلب بعد اتفاق سوتشي
استطاع المفاوض التركي تجنيب إدلب (المدينة السورية شمالا) هجوماً كاسحاً من قوات النظام بمواكبة روسية وإيرانية، في اتفاق سوتشي الذي أحاط المدينة بحلقاتٍ منزوعة السلاح، على حساب مناطق تسيطر عليها المعارضة.. لم يحمِ الاتفاق إدلب من مرمى النيران، وهي المكان الذي يقطنه حوالي ثلاثة ملايين شخص، هم من بقوا من سكانها الأصليين، مع أعداد كبيرة من مهاجري أرياف حلب وحماة واللاذقية، بل وضعها في حالةٍ متأرجحةٍ ما بين الحرب والسلم، وهي حالة مؤقتة، جرى فيها هجوم قوات النظام فترات متقطعة، شكلت قلقاً من انهيار هذا الاتفاق، وفق متغيرات كثيرة، دخلت في معادلة التعامل بين كل الأطراف الموجودة في المنطقة، من روس وإيرانيين وكرد وقوات دولية، وأخرى تركية، وآخرين بدون هوية. وقد شهدت مناطق إدلب خلال الفترة الماضية بالفعل هجمات متقطعة على مناطق الداخل، وبعض المحاور التي يعتبرها النظام تحمل قيمة عسكرية، كمدن اللطامنة وكفر زيتا ومحور قلعة المضيق، وسقط خلال هذه الهجمات مدنيون، واستعملت خلالها أسلحة متنوعة، بعضها محرّم.
كل الهجمات التي نفذت خلال وقف النار قامت بها مجموعات النظام والمليشيات التابعة له، فيما يمكن تفسير هذا الهجوم المتقطع، والذي يستهدف المدنيين، بشعور النظام وإيران بالامتعاض حيال اتفاق سوتشي، حين كانا يهيئان هجوما آخر، يشبه ذلك الذي كسبا فيه الغوطة والمناطق الجنوبية، ولكن الاتفاق أوقفهما في اللحظة الأخيرة..
هجوم يوم الأربعاء قامت به طائرات روسية، وهو تغيير في القواعد المتبعة منذ توقيع اتفاق سوتشي، ما يعني أن هناك تعديلا ترغب به روسيا. وبمراجعة سريعة لاتفاق سوتشي، هو يتضمن جانبين رئيسيين: الأول تتراجع فيه المجموعات المسلحة في إدلب مسافة خمسة عشر إلى عشرين كيلومتراً، وتسمى هذه المناطق منزوعة السلاح، ويراقبها طيران مسيَّر من تركيا وروسيا وإيران. في الجانب الثاني، يتم فتح طريق اللاذقية-حلب، وطريق حلب-حماة، ويضمن الجميع حركة المواطنين وأمنهم، ويلتزمون محاربة الإرهابيين. يؤجل هذا الاتفاق الفضفاض كل شيء، ولا يضع تصوراً لحل نهائي، وما حدث في الواقع كان تراجع المجموعات المسلحة في إدلب، وبعد ذلك حدث انحسار لبعضها لصالح بعض آخر، مع ظهور أكبر لحركة تحرير الشام، أما الطرق فلم يدع النظام للأمن الفعلي أن يستتب بها، علماً أنه يمتلك حلولاً طرقية بديلة مؤمنة له بدرجة كبيرة.
وجد النظام نفسه خاسراً في اتفاقيةٍ جمدت قواته حول محيط إدلب، وقد كان يمنّي النفس بمعركة سريعة تعيدها إلى "حضنه"، وتلمست روسيا أن رغبتها في تعويم الأسد لم تلقَ التجاوب المطلوب، فاقتصر الأمر على دولةٍ وحيدة، افتتحت علنا خط التعاون الدبلوماسي مع دمشق، كما أن جهود إعادة الإعمار باءت بالفشل، بعد أن سوّقتها روسيا طويلاً، وجديد الجهود المبذولة في هذا الاتجاه كان الجولة الروسية في الخليج التي لم يبدر عنها ما يفيد بأن هذه الدول معنية بالموضوع. وهناك فيتو أميركي معلن، وصل إلى حد تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن سحب كامل قواته من سورية، فهو لا يرغب ببدء أي عملية إعمار، قبل أن يرى إيران خارج سورية، أو على الأقل يطمئن إلى انحسار نفوذها بشكل كبير في دمشق. أما الصين، وهي مرشح قوي لإعادة الإعمار، فعلى الرغم من مشاركتها الواسعة في معرض دمشق الدولي أخيرا، والحفاوة التي أبداها النظام السوري وإعلامه بهذه المشاركة، لم تبدِ الصين حماساً كبيراً، وهي تملك شركاء استراتيجيين في الخليج، يرفضون حتى الآن جهوداً كهذه. في هذه الأجواء، تريد روسيا إعادة ضبط اللعبة بهجوم مبرمج، وبأهداف ذات رمزية قوية، كان أحدها قصف سجن يضم كثيرين من أنصار الأسد، وداعمي إيران، أرادت فيه أن تحرّك الركود الذي يواجه النظام، لكن الفشل في هذه المحاولة شبه مضمون.
كل الهجمات التي نفذت خلال وقف النار قامت بها مجموعات النظام والمليشيات التابعة له، فيما يمكن تفسير هذا الهجوم المتقطع، والذي يستهدف المدنيين، بشعور النظام وإيران بالامتعاض حيال اتفاق سوتشي، حين كانا يهيئان هجوما آخر، يشبه ذلك الذي كسبا فيه الغوطة والمناطق الجنوبية، ولكن الاتفاق أوقفهما في اللحظة الأخيرة..
هجوم يوم الأربعاء قامت به طائرات روسية، وهو تغيير في القواعد المتبعة منذ توقيع اتفاق سوتشي، ما يعني أن هناك تعديلا ترغب به روسيا. وبمراجعة سريعة لاتفاق سوتشي، هو يتضمن جانبين رئيسيين: الأول تتراجع فيه المجموعات المسلحة في إدلب مسافة خمسة عشر إلى عشرين كيلومتراً، وتسمى هذه المناطق منزوعة السلاح، ويراقبها طيران مسيَّر من تركيا وروسيا وإيران. في الجانب الثاني، يتم فتح طريق اللاذقية-حلب، وطريق حلب-حماة، ويضمن الجميع حركة المواطنين وأمنهم، ويلتزمون محاربة الإرهابيين. يؤجل هذا الاتفاق الفضفاض كل شيء، ولا يضع تصوراً لحل نهائي، وما حدث في الواقع كان تراجع المجموعات المسلحة في إدلب، وبعد ذلك حدث انحسار لبعضها لصالح بعض آخر، مع ظهور أكبر لحركة تحرير الشام، أما الطرق فلم يدع النظام للأمن الفعلي أن يستتب بها، علماً أنه يمتلك حلولاً طرقية بديلة مؤمنة له بدرجة كبيرة.
وجد النظام نفسه خاسراً في اتفاقيةٍ جمدت قواته حول محيط إدلب، وقد كان يمنّي النفس بمعركة سريعة تعيدها إلى "حضنه"، وتلمست روسيا أن رغبتها في تعويم الأسد لم تلقَ التجاوب المطلوب، فاقتصر الأمر على دولةٍ وحيدة، افتتحت علنا خط التعاون الدبلوماسي مع دمشق، كما أن جهود إعادة الإعمار باءت بالفشل، بعد أن سوّقتها روسيا طويلاً، وجديد الجهود المبذولة في هذا الاتجاه كان الجولة الروسية في الخليج التي لم يبدر عنها ما يفيد بأن هذه الدول معنية بالموضوع. وهناك فيتو أميركي معلن، وصل إلى حد تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن سحب كامل قواته من سورية، فهو لا يرغب ببدء أي عملية إعمار، قبل أن يرى إيران خارج سورية، أو على الأقل يطمئن إلى انحسار نفوذها بشكل كبير في دمشق. أما الصين، وهي مرشح قوي لإعادة الإعمار، فعلى الرغم من مشاركتها الواسعة في معرض دمشق الدولي أخيرا، والحفاوة التي أبداها النظام السوري وإعلامه بهذه المشاركة، لم تبدِ الصين حماساً كبيراً، وهي تملك شركاء استراتيجيين في الخليج، يرفضون حتى الآن جهوداً كهذه. في هذه الأجواء، تريد روسيا إعادة ضبط اللعبة بهجوم مبرمج، وبأهداف ذات رمزية قوية، كان أحدها قصف سجن يضم كثيرين من أنصار الأسد، وداعمي إيران، أرادت فيه أن تحرّك الركود الذي يواجه النظام، لكن الفشل في هذه المحاولة شبه مضمون.