إحراق المساجد يتواصل في الضفة والهدف "حرب دينية"

14 نوفمبر 2014
المستوطنون يحرقون مقدسات الفلسطينيين (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

كلما حرق المستوطنون الإسرائيليون مسجداً في قرية فلسطينية، يقف الفلسطينيون العاجزون عن حماية أنفسهم ومقدساتهم في ذهول. فثمة سؤال كبير يخطر في بالهم بعد كل جريمة مماثلة "لماذا يفضلون حرق دور العبادة على حرق بيوت الفلسطينيين أنفسهم؟". ليبقى السؤال مطروحاً من دون معرفة الجواب الشافي الكافي لتفسير سلوك المستوطنين.

ويقول وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إن "المستوطنين يضربون على الوتر الحساس، ويعرفون جيداً ما الذي يؤلم الفلسطينيين أكثر، فيحرقون مساجد الفلسطينيين وكنائسهم أيضاً. إنها حرب دينية بالنسبة لهم".

وحرق المستوطنون ما يقارب عشرة مساجد، منذ بداية العام الحالي، كان آخرها مسجد قرية المغير، شمال شرقي رام الله المحتلة، فجر الأربعاء، وهو الثاني في أقل من شهر، بعد إحراق مسجد قرية عقربا، جنوب نابلس، فجر 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويوثق الفلسطينيون تفاصيل الحرق، ليكتشفوا أن الحارقين يختارون بدقة ساعة جريمتهم، التي تكون دائماً قبل صلاة الفجر، ويعلقون على ذلك بالقول "لا يريدون لنا فجراً من دون نار".

ويشير رئيس مجلس قروي المغير، فرج النعسان، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن "لا أحد يستطيع ردعهم، سوى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هذا إن كان عندها نية في ذلك، فجيش الاحتلال الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة القادرة على منعهم من إشعال النار فينا، مع عدم التقليل من أهمية صمود الفلسطينيين وتمسكهم بحقهم وأرضهم، فهذا يشكل بالنهاية رادعاً أيضاً".

ويرى ادعيس أن "الاحتلال معني بإشعال حرب دينية في المنطقة، وأن الاعتداء على مقدسات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني، يتم بحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية، وما يجري في المسجد الأقصى دليل دامغ لا مجال لنكرانه".

وبحكم عمله كمدير للارتباط المدني، عدا عن كونه رئيساً لمجلس قروي المغير، يعرف النعسان كيف يفكر المستوطنون، ولماذا يحرقون المساجد، مؤكداً "يريدون الانتقام من كل شيء فلسطيني، ويشعرون بالراحة كلما زاد حجم الضرر الذي يسببونه لنا. فإحراق مدرسة فلسطينية، أو حقل زيتون، أو منزل، يختلف عندهم عن حرق المسجد، فالمدرسة تهم فئة الطلاب، والحقل يهم المزارع، والمنزل يهم ساكنيه، أما المسجد فيهم كل كبير وصغير في القرية، وبالتالي فإن إحراقه يعود عليهم بسعادة أكبر، لأنهم استفزوا كل الفلسطينيين، لا جزءاً منهم. وحرق المسجد يشفي غليلهم".

ويربي المستوطنون الساكنون فوق تلال الضفة الغربية المحتلة (وهم أكثر تطرفاً وإرهاباً من كل فئات المجتمع الإسرائيلي)، أولادهم على عقيدة لا يمكن فك عقدها في العداء مع غير اليهود في الأرض. فيعلمونهم أن "كل شخص غير يهودي هو عدو خطير يجب الخلاص منه، ويجب إيذاءه بكل الطرق، ولا مانع من قتله متى لاحت الفرصة المناسبة".

واعتداء اليهود على مقدسات غيرهم من المسلمين والمسيحيين، ليس بالأمر الجديد، فاستهداف المقدسات نهج يسري في دمهم، كما يقول ادعيس، الذي يناشد بموقف عربي وإسلامي ودولي جاد، لردع الاحتلال الذي يسمح لمستوطنيه بحرق مساجد الفلسطينيين وأشجارهم وبيوتهم.

وعلى عكس ادعيس، لا يناشد النعسان أي عربي لإخماد النار المشتعلة في الفلسطينيين، ويقول "قد أسمعت إن ناديت حياً، لكن لا حياة لمن تنادي". ويضيف "العرب لم يسمعوا صرخات القدس والأقصى، كيف سيسمعون صرخات قرية المغير؟".

المساهمون