إبراهيم العبدلي.. العراق كما يراه "من خلال نافذة"

26 يونيو 2018
إبراهيم العبدلي/ العراق
+ الخط -
لم يبتعد الفنان التشكيلي العراقي إبراهيم العبدلي (1940) طوال أكثر من أربعة عقود عن الانطباعية التي درسها على يد معلّمه الفنان الراحل فائق حسن (1914 – 1992)، وإن لم يكتف في البعد التوثيقي حيث قدّم لوحة مفتوحة على كل تفاصيل الحياة وفعل الإنسان وأزمنته المتغيّرة.

"من خلال النافذة" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح مساء أمس الإثنين في "غاليري الأورفلي" في عمّان، ويتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل، والذي يضمّ إلى بعض الأعمال التي تنتمي إلى اللحظة الراهنة في العراق من مشاهد حية لأثر الدمار والتخريب.

يقول الفنان في تقديمه المعرض "لوحتي أخذت بعداً إنسانياً ورسالة يتلقاها المتلقي لكل تنوّعاته الثقافية والاجتماعية والسياسية.. لوحاتي ترفض الاحتلال وتسعى إلى بناء بلد مدني بعيد عن التخلّف كما ترفض الحروب حتى يعمّ الاستقرار من أجل تأسيس متحف فني عراقي لكي يراه العالم.

يشكّل البورتريه أساس تجربته، وهو الذي رسم العديد من الكتّاب والسياسيين مثل محمد مهدي الجواهري ونزار قباني وناصر الدين الأسد وفدوى طوقان ومحمد القبنجي ومحمد غني حكمت وحسين الاعظمي ويوسف العاني والملك فيصل الثاني.

من المعرضفي هذا المعرض نجد بورتريه للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب (1926 – 1964) وتظهر على وجهه ابتسامه وهو يكتب على أوراقه، وآخر يمثل امرأة عراقية بزيّها الشعبي الأسود اللون وهي تحمل على رأسها سلّة من العنب.

وهناك لوحات أخرى يواصل من خلالها تصوير الحياة اليومية في العراق حيث الأزقة القديمة وعادات المجتمع وطقوسه، ومنها لوحة تبرز نافذة مفتوحة في إحدى المشربيات وعليها طبق من البلح ومن ورائها تظهر حركة السيارات في الشارع، بينما تنفتح نافذة أخرى تحطّ بقربها حمامة على قوارب ترسو بجانب النهر، وفي أكثر من عمل يتتبع الفنان حركة الحمام وهو يطير ويشرب الماء ويقف في أمكنة مختلفة كأنه يشير إلى ذلك الأمن والسلام المفتقدين في بلاده.

يهتمّ العبدلي ايضاً بتقديم المدن العتيقة، مثلما فعل ذلك في أعمال سابقة جسّدت القدس ومكة وعمّان ولندن والموصل وبغداد، لكن تبقى بغداد هي المكان الأوّل الذي يشكّل ذاكرته البصرية، وفي المعرض الحالي لوحات تصوّر العربات التي تجرّها الأحصنة في بداية القرن الماضي، أو أناس يسيرون في السوق، أو طفل بجانب جندي وخلفهما دبابة تشتعل.

المساهمون