أولمبياد ريو تواجه خطراً ثلاثياً...الإرهاب وفيروس زيكا والأزمة المالية

23 يونيو 2016
وزير العدل البرازيلي تطرق إلى الوضع الأمني (العربي الجديد)
+ الخط -
تقترب اللحظة التي ينتظرها العالم بأسره، "أولمبياد ريو دي جانييرو باتت على الأبواب. كثيرون ينظرون إلى هذا الحدث الرياضي الضخم، الذي يجمع رياضيين من مختلف أنحاء العالم، لكن هذه النسخة لن تكون مثل سابقاتها، فهي تعيش حالة من الخوف بسبب عدة أمور، أبرزها الإرهاب وفيروس زيكا، وكذلك الأزمة المالية والاقتصادية، ونستعرض كل ما يتعلق بهذا الأمر في هذا التقرير.

الإرهاب والهاجس الأمني
بعدما امتدت يد الإرهاب إلى الرياضة، بات الهاجس الأمني يشغل بال الجميع، في أمم أوروبا الحالية، تحاول فرنسا الاعتماد على 90 ألف رجل أمن وشرطي لمنع أي هجوم إرهابي من تنظيم الدولة "داعش"، الذي سبق أن قام بتفجير في العاصمة باريس خلال مباراة ودية جمعت فرنسا بألمانيا.

وبعد انتهاء اليورو في 10 يوليو/ تموز، سيتوجه الجميع إلى حدث رياضي أضخم في العالم تستضيفه البرازيل وتحديداً مدينة ريو دي جانييرو، وهو الألعاب الأولمبية التي ستجمع منتخبات من مختلف الرياضات والجنسيات من كل أقطاب العالم.

وبات الهاجس الأمني في عالم الرياضة هو حماية التجمعات، وهذا الأمر يشغل بال أهل السياسة حيث صرّح وزير العدل البرازيلي، ألكسندر مورايس، أن بلاده ستقوم بتبادل المعلومات مع 83 دولة، وذلك من أجل هدفٍ واحد، وهو تكاتف الجهود لتفادي أي أعمال إرهابية خلال الأولمبياد التي تنطلق في أغسطس/آب المقبل.

وتابع مورايس حديثه: "هناك 83 دولة في العالم تقدم لنا المعلومات، وعلى مندوبيها الوصول إلى ريو قبل انطلاق الألعاب الأولمبية، وذلك من أجل الانضمام إلى مركزنا لمكافحة الإرهاب، إذ هناك قلق جراء احتمال شنّ هجمات إرهابية خلال هذا الحدث".

وأكدت الوكالة البرازيلية للاستخبارات، في وقت سابق، أن تنظيم الدولة (داعش)، يقوم باستخدام تطبيق تبادل الرسائل عبر الهواتف المحمولة من أجل نشر معلومات باللغة البرتغالية، وقالت الوكالة، في أبريل الماضي، بوجود تهديد إرهابي في البلاد، تم توجيهه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أحد عناصر تنظيم داعش.

فيروس زيكا
يشغل فيروس زيكا بال اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو، وكذلك بال الرياضيين جميعاً، في البداية تتركز عدوى زيكا في البرازيل في الجزء شمال شرق من البلاد، والمرض ظهر لأول مرة في أوغندا سنة 1947، وهو ينتشر بشكل كبير حالياً في القارة اللاتينية لاسيما كولومبيا، وينتقل عبر البعوض، مما يؤدي إلى صغر حجم الرأس عن شكله المعتاد ومشاكل أخرى متعلقة بالنمو.

وأكدت البرازيل، في شهر فبراير/ شباط الماضي، أن 580 شخصاً تعرضوا للإصابة بفيروس زيكا، فيما يتحرى المعنيون هناك عن 4100 حالة إضافية، ودعا 200 طبيب وعالم إلى إلغاء البطولة أو نقلها، إذ يرى هؤلاء أن زيارة ما يقارب 500 ألف سائح أجنبي للبلاد من كل أنحاء العالم لحضور هذه المنافسات سيجعل نسبة الإصابة بالمرض كبيرة، وبالتالي قد يُنقل إلى بلادهم مما سيجعله وباءً عالمياً.

وعلى سبيل المثال أكد فيجاي سينغ، أحد أهم وأشهر لاعبي الغولف في العالم، أنه لن يشارك في أولمبياد 2016 بسبب زيكا، وصرّح: "أتمنى اللعب في ريو، لكن فيروس زيكا كما تعلمون...أشعر بحزنٍ لأنني أردت المشاركة، ولكن بعد التفكير اتخذت قراري".

وأكدت كثير من المصادر الإعلامية الرياضية، أن النجم الأميركي، ستيفن كوري، لاعب فريق غولدن ستايت ووريرز اعتذر عن المشاركة في الأولمبياد بسبب فيروس زيكا، على غرار ما فعل نجما أوكلاهوما سيتي، ثاندر راسل وستبروك، وجيمس هاردن لاعب هيوستن روكتس، وكذلك لن يتواجد بو غاسول، نجم إسبانيا في كرة السلة في المنافسات بسبب هذا الفيروس الذي يشغل العالم بأسره.

الإفلاس والوضع الاقتصادي
مع اقتراب الأولمبياد وبدء العدّ التنازلي، وتزايد المشاكل المتعلقة بهذه الاستضافة، خرج خبر الأزمة المالية التي ضربت مدينة ريو دي جانييرو للعلن ليزيد الطين بلّة بعد الهاجس الأمني وفيروس زيكا، حيث سيؤدي هذا الأمر إلى التأثير بشكل سلبي على الحياة الاجتماعية هناك وكذلك على الألعاب الأولمبية.

وأعلنت ولاية رو دي جانييرو أن هناك صعوبات مالية حادة قبل أقل من 50 يوماً على انطلاق الأولمبياد، التي تبدأ يوم 5 أغسطس/ آب، وقال حاكم الولاية فرانسيسكو دورنليس: "نواجه أزمة اقتصادية خطيرة، يمكن أن تأثر على الحدث المنتظر".

واتهم المحافظ البرازيلي دولته بالتأثير على الأمر، بعد انهيار أسعار النفط عالمياً، وكذلك مشاكل الضرائب، فيما تعاني البرازيل من تفاقم أزمة الركود الاقتصادي وأضاف دورنليس: "هذا الأمر سيؤدي إلى انهيار تام في الأمن العام، والصحة، والتعليم والتنقل والإدارة البيئية".

وقال رئيس بلدية ريو دي جانييرو إدواردو بايس: "موقع مدينة ريو يدفعها للاعتماد على العائدات الضريبية، والكارثة الاقتصادية تؤخر الأعمال والالتزامات التي تعهدنا بها، لكننا نثق بتقديمنا ألعاباً أولمبية استثنائية".

وتعتمد ولاية ريو بشكل كبير على عائدات الضرائب من حقول النفط قبالة ساحل المحيط الأطلسي جنوب شرق البرازيل، وبسبب تراجع سعر النفط العالمي تسبب هذا الأمر في خسائر لاقتصاد المدينة، وتفاقم الوضع بسبب فضيحة الفساد الضخمة التي اجتاحت شركة النفط المملوكة للدولة في البلاد "بيتروباس" وتورط عدد من وزراء الحكومة في مزاعم رشوة.

ولم تكتمل، حتى هذه اللحظة، بعد المشاريع الخاصة بالأولمبياد، ما دفع الرئيس المؤقت ميكائل تامر لتقديم مساعدات للمدينة على وجه السرعة، وتعاني المدينة بشكل كبير من قضايا توفير الخدمات العامة، ورواتب المتقاعدين، إضافة إلى نقص في المواد الطبية في بعض المستشفيات، وكذلك هناك إضرابات من المدارس بسبب الإهمال في القطاع التعليمي.

المساهمون