أوكرانيا: وزير دفاع جديد للإمساك بالجيش

15 أكتوبر 2014
اتّهم بوتين القيادة الأوكرانية بانتهاكات واسعة (فلاديمير شاتنكو/الأناضول)
+ الخط -
اندلعت اشتباكات، اليوم الثلاثاء، بين متظاهرين ورجال الشرطة أمام البرلمان الأوكراني، وذلك بسبب تصويت نواب البرلمان مراراً ضد مقترحات للاعتراف بمجموعة المحاربين الأوكرانيين، خلال حقبة الحرب العالمية الثانية كـ"أبطال وطنيين".

واحتشد آلاف من حزب "سفوبودا" القومي الأوكراني، منذ الصباح الباكر، للاحتفال بـ"جيش التمرّد الأوكراني"، الذي كافح من أجل الاستقلال الوطني ولطخته عمالته لحساب النازيين. 

وفي وقت لاحق، هاجم ملثمون رجال الشرطة وألقوا عليهم قنابل دخان يدوية خارج البرلمان، فيما كانت الجلسة منعقدة في الداخل. وذكرت وزارة الداخلية أن "الشرطة احتجزت 36 شخصاً على خلفية هذه الأحداث".
ونفى "سفوبودا" أن يكون أعضاؤه مسؤولين عن الاضطرابات، التي قالت الشرطة إنّها مدبّرة من قبل مجموعة صغيرة من المشاركين في المسيرة.

وطغت هذه الأحداث على صدور قوانين تأمل الحكومة أن تحارب الفساد المستشري الذي أعاق التنمية الاقتصادية في البلاد. وحثّ الرئيس بترو بوروشينكو النواب على مواصلة الكفاح ضد مشكلة الفساد، التي ساواها بالإرهاب.

وينصّ أحد القوانين، والذي حُظي بموافقة 278 نائباً من أصل 303 نواب، على إنشاء مكتب لمكافحة الفساد بهدف محاربة الكسب غير المشروع. ومن بين التشريعات التي تم تمريرها أيضاً، قوانين للقضاء على غسل الأموال، وزيادة الشفافية في الشركات.

كما وافق البرلمان على تعيين وزير جديد للدفاع، وهو الرئيس السابق للحرس الوطني، ستيبان بولتوراك، الذي أقسم اليمين ليبدأ مهامه، ويكون بذلك رابع وزير دفاع أوكراني، خلال الأشهر الثمانية الماضية، منذ تولّي الحكومة الجديدة السلطة في البلاد.

وأوضح بوروشينكو، في كلمة له قبيل التصويت، أن "بولتوراك، يمتلك نفوذاً كبيراً داخل القوات المسلّحة"، طالباً من النواب تقديم الدعم له.

في المقابل، اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القيادة الأوكرانية بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال الصراع الدائر في شرق البلاد. وقال بوتين مخاطباً مجلس المجتمع المدني وحقوق الإنسان في موسكو، إن "هذه الأحداث كشفت النقاب عن نطاق أزمة القانون الدولي والمعايير الأساسية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومعاهدة منع الإبادة الجماعية والمحاسبة عليها". وأضاف بوتين أن "السلطات والجيش ومسؤولين آخرين في شرق أوكرانيا، انتهكوا العديد من معايير القانون الدولي". 

موسكو منفتحة
من جهته، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "بلاده لن تذعن للمطالب الغربية في مقابل تخفيف العقوبات التي فُرضت عليها". وأشار قبل محادثاته مع نظيره الأميركي، جون كيري، في وقت لاحق الثلاثاء، إلى أن "موسكو منفتحة على إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي". ولفت في حديث له أمام أعضاء "رابطة الأعمال الأوروبية في موسكو"، إلى أنه "من البديهي القول إننا لن نناقش أيّ تدابير لإلغاء العقوبات، فمن فرضها عليه أن يلغيها". وأضاف "لن نلبي المطالب المبالغ فيها لأيّ جهة. ولا نعلم من الذي يخسر أكثر اقتصادياً هل هي روسيا أم الاتحاد الأوروبي"؟.

وتأتي هذه التطورات، في وقت لا تزال أوكرانيا تواجه اشتباكات يومية مع انفصاليين موالين لروسيا. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن "مواقعها تعرّضت لهجمات صاروخية لما يزيد على 30 مرّة خلال الساعات الـ24 الماضية".

وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن، الكولونيل أندريه ليسنكو، إن "سبعة عسكريين لقوا حتفهم في شرق البلاد في نفس الفترة، وقتل ستة منهم بفعل انفجار ألغام".
في المقابل، كشف قائد للمتمردين يقود ذلك الهجوم، والذي عرّف عن نفسه بالاسم الحركي "جيفي"، أن "27 عنصراً من عناصره قُتلوا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة خلال القتال من أجل السيطرة على مطار دونيتسك".

وكما قُتل خمسة أشخاص، اليوم، من جراء قصف شهدته قرية سارتانا بالقرب من ماريوبول. وأفادت بلدية المدينة في بيان، أن متمردين أطلقوا قذائف استهدفت أشخاصاً كانوا يشاركون في جنازة.
المساهمون