أوكرانيا تهدد برامج التعاون الأميركية الروسية: جي.بي.إس وغلوناس نموذجاً

15 مايو 2014
التوتر بين البلدين يهدد برامج إطلاق صواريخ الفضاء (أرشيف/Getty)
+ الخط -
 

يكتسب التوتر في العلاقات الروسية الأميركية، على خلفية الأزمة الأوكرانية، بعداً جديداً يهدد برامج إطلاق صورايخ الفضاء، والطيران المدني، ومستخدمي أنظمة الملاحة عموماً. هذا الأمر  يدعو إلى التساؤل حول مدى تمكن واشنطن وموسكو من إيجاد حل قبل بلوغ نقطة اللاعودة؟

فقد أعلن المكتب الصحافي لنائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، أنه "مع نهاية مايو/أيار سوف يتم إيقاف عمل 19 محطة أرضية لخدمة منظومة (جي بي إس) الأميركية على الأرض الروسية"، إلا أن روغوزين ترك الباب مفتوحاً حول إمكان إحراز تقدم محتمل.

وقال "نأمل أن نتمكن قبل نهاية الصيف من إيجاد حل يسمح، على أساس من التكافؤ والتناسب، باستئناف التعاون بين (جي بي إس) ومنظومة (غلوناس) الروسية"، محذراً في الوقت نفسه من أن "عدم إحراز تقدم سيعني إلغاء محطات (جي بي إس) في روسيا كلياً في الأول من سبتمبر/أيلول القادم".

من جهته، انتقد وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، فكرة روغوزين المتعلقة بوقف العمل في محطات (جي بي إس) الأرضية في روسيا.

وقال مانتوروف "يمكن فعل ذلك، من الناحية التقنية، ولكن لماذا نفعل ذلك؟ فنظام تحديد المواقع العالمي مفيد للمستخدمين بمن فيهم الروس".

ووفقا لمانتوروف، فإن "نظام تحديد المواقع يسمح بتكرار عمل أقمار غلوناس الوطنية، فإذا لم يعمل فجأة قمر من أقمارنا، يعمل بدلاً عنه (جي بي إس)".

لكن روغوزين لم يتوقف عن إثارة الموضوع على حسابه على موقع "تويتر"، فقد كتب في 13 مايو/أيار إن "توقيف عمل محطات (جي بي إس) في روسيا لن ينعكس على نوعية الإشارة التي يحصل عليها المستخدمون الروس".

وأضاف "أن محطة الفضاء الروسية (روس كوسموس) مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية حول تعاون ندّي ونشر محطات غلوناس الروسية على الأرض الأميركية".

وكان روغوزين قد كتب في اليوم نفسه أن "المستفيد من بيانات محطات تحديد المواقع في الاتحاد الروسي هو إدارة المسح الجيولوجي في وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية".

ولم يغير روغوزين من طرحه في حديثه المشترك مع رئيس وكالة الفضاء الروسية، أوليغ اوستابينكو، في 13 مايو/أيار، أمام الصحفيين. فقد تحدث روغوزين عن سياسة أميركية خاطئة تتمثل بفرض عقوبات، في مجال حساس جداً هو التعاون في الفضاء.

ورأى أن "العقوبات في هذا المجال تضر بالطرفين"، مؤكداً على "سياسة روسية تقوم على مبدأ إعلان مقابل إعلان، وفعل مقابل فعل".

وتحدث عن "محاولات إلغاء تزويد روسيا بأجهزة لإطلاق صواريخ الفضاء، بما في ذلك التي تنتجها بلدان أوروبية، على الرغم من العقود المبرمة بهذا الشأن"، مُركزاً في الوقت نفسه، على "محركات صواريخ الفضاء، مثل "كوزنيتسوف" و"إينيرجوماش" التي تزود بها روسيا الولايات المتحدة، واحتمال إيقاف تزويد الولايات المتحدة بهذه المحركات".

أمّا أوستابينكو، فتحدث عن "خطوات تحذيرية قررتها الحكومة ووكالة الفضاء الروسية"، مؤكداً أنه "إذا لم تحل مشكلة غلوناس بشكل بنّاء فستُتخد عقوبات مناسبة من جهتنا بحق الولايات المتحدة على الأرض الروسية"، أي في مجال الفضاء.

الرد الروسي على العقوبات الأميركية، ولا سيما في مجال الفضاء، يتم تنسيقه على ما يبدو، مع الصين. وسيشغل هذا الموضوع حيزاً هاماً من زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى بكين، بعد إعلان المكتب الصحافي بالكرملين، يوم الأربعاء،  أنّ بوتين سيقوم بزيارة رسمية إلى الصين الشعبية يومي 20 و21 مايو/أيار، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني، شي جين بينغ.

الحديث مع الصين، عن مشاريع الفضاء، يأتي في سياق الحرب بين نظامي الملاحة الأميركي (جي بي إس) والروسي (غلوناس)، ووصولها إلى عتبة حرجة على خلفية الأزمة الأوكرانية.

في موازاة ما سبق، يتم الحديث، في مواقع إلكترونية روسية، عن حرمان الطائرات المدنية الروسية من خدمة الملاحة التي تؤمنها (جي بي إس) في الأجواء الأوكرانية، ما يعرض هذه الطائرات للخطر.

ويشار إلى أن وكالة الطيران الروسية "روس أفياتسيا" قامت بتوجيه شركات الطيران للجوء إلى حلول أخرى أثناء الطيران في الفضاء المجاور.

وتبعاً لمنظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو)، فإن من شأن اختفاء الإشارة من (جي بي إس)، والإشارات التي ترشد الطيارين إلى المسافة بينهم وبين الأرض، أي اقترابهم الخطر من الأرض أو ارتفاعهم الزائد، أن يعرض الطائرات للخطر، والطيارين لضغوطات عصبية خطيرة.

ويتضح في النهاية أن اللعبة بين موسكو وواشنطن أكثر من لعبة شد أعصاب، وأن الأزمة الأوكرانية يجب أن تحل على الأرض قبل حلها في الفضاء.

المساهمون