أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وزعماء أوروبيون أهمية العمل معاً في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، منتقدين روسيا بسبب حملة القصف التي تشنها في سورية، و"تقاعسها" عن تنفيذ اتفاق السلام الخاص بأوكرانيا.
جاء ذلك في بيان أصدره البيت الأبيض، اليوم الجمعة، عقب اجتماع سعى خلاله أوباما إلى طمأنة زعماء ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والذي سيخلفه في العشرين من يناير/ كانون الثاني، لن يفكك التحالف بين جانبي الأطلسي، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأثار ترامب مخاوف أثناء حملته الانتخابية عندما قال إنه قد يحجب المساعدات العسكرية عن شركاء أميركا في حلف الأطلسي؛ إذا لم يفوا بالتزاماتهم في مجال الدفاع. وقال إنه سيقيم روابط أوثق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقال البيت الأبيض إن الزعماء اتفقوا على الحاجة للعمل معاً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك ضمان حلول دبلوماسية للصراع في سورية وشرق أوكرانيا.
وسعى الزعماء الأوروبيون للحصول على دعم أوباما، بينما يستعدون لتمديد عقوبات فرضتها واشنطن وبروكسل على روسيا في 2014، في أعقاب تدخلها في شرق أوكرانيا، ودراسة عقوبات جديدة بسبب أعمال روسيا في سورية، إذ تؤيّد موسكو الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأبلغت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن تمديد العقوبات الخاصة بأوكرانيا، لكن الخطوات التي اتخذت لتنفيذ اتفاق مينسك للسلام غير كافية.
ومن المتوقع أن يمدّد زعماء الاتحاد الأوروبي العقوبات في ديسمبر/كانون الأول، أو يناير/كانون الثاني، قبل موعد انقضائها في نهاية يناير/كانون الثاني.
وقالت ميركل إن الزعماء لم يناقشوا فرض عقوبات مرتبطة بسورية ضد روسيا أثناء اجتماعهم اليوم الجمعة.
ويخشى مسؤولون أوروبيون أن روسيا قد تستخدم الوقت المتاح حتى تنصيب ترامب في يناير/ كانون الثاني، لشن هجمات جديدة في سورية وأوكرانيا.
ودعا الزعماء، أيضاً، إلى نهاية فورية للهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية بدعم من حليفتيها روسيا وإيران على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب.
وقال أوباما إن واشنطن ما زالت مقتنعة بأن تخفيف الصراع وإيجاد حل سياسي هما "السبيلان الوحيدان القابلان للتنفيذ لإنهاء المعاناة، ومنع أزمة هجرة أخرى، والتحرك نحو انتقال سياسي".
وتحث المعارضة السورية الدول الغربية على توسيع العقوبات لتشمل شركات روسية تورد أسلحة وأوراق "البنكنوت" لسورية.
ومن المنتظر، اليوم الجمعة، أن يجتمع قادة المعارضة السورية مع زعماء من الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد، فيدريكا موغيريني، في بروكسل.
(العربي الجديد)