أوباما.. هل سيأخذ الأسد معه؟

07 أكتوبر 2014
+ الخط -

يبدو أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ينوي أن ينهي ولايته الأخيرة رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، بنصر مؤزر، بعد مواقفه السلبية تجاه الثورة السورية، وغض النظر عن جرائم النظام ومجازره بحق الشعب السوري، على الرغم من ادعاء إدارته نُصرة ثورة هذا الشعب، في نيل حريته وكرامته. وعلى ما يبدو، لم ينته الخط الأحمر السابق بالنسبة لأوباما، بالاتفاقية التي تخلى فيها الأسد عن سلاحه الكيماوي، فكان التحالف الدولي الكبير، اليوم، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، بديلاً عن الخط الأحمر، الذي يبدو أن أوباما ما زال محتفظا به، حتى الآن، باسم عدم الإفلات من العقاب، وخصوصاً بعد تطاول الأسد على أوباما شخصيا، في تصريح  بثينة شعبان، أخيراً، أن النظام السوري سوف يسقط الطائرات الأميركية المخترقة للمجال الجوي السوري، إذا لم يتم التنسيق مع القيادة السورية في الحرب على داعش.

لذلك، يبدو أن أوباما، قد اختار، قبل رحيله من منصب الرئاسة، أن يعيد إلى سمعته الشخصية، أولاً، وإلى سمعة بلاده، ثانياً، هيبة فقدت. فأوباما، اليوم، لا يريد أن تنتهي ولايته ويرحل ويبقى الأسد، فقد بات رحيل الأسد قبل انتهاء ولاية أوباما حلما يراوده، ليزين به نهاية ولايته، وإلا فإن أوباما سيكون أمام إهانة كبيرة له ولبلاده.

قرار ضرب داعش في سورية سيكون أولى مراحل القضاء على الأسد، وانهيار نظامه، وليس إضعافه فحسب، والدليل موافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ السريعة على تدريب المعارضة السورية وتسليحها، وتمويلها بمبلغ 500 مليون دولار، وهي موافقة كانت تبدو شبه مستحيلة، حتى قبل أسابيع قليلة، فضلا عن ضغوط قوية تتعرض لها الولايات المتحدة، هذه المرة، من تركيا، حيث تسربت معلومات عن عزم الحكومة التركية إقامة مناطق عازلة في الشمالين، العراقي والسوري، عدا عن استمرار الضغوط الأخرى من عدة دول خليجية أبرزها قطر والسعودية، بوجوب القضاء على الأسد، توازياً مع القضاء على داعش، لأن القضاء على داعش من دون القضاء على الأسد، سوف يجعل الأخير يُنتج داعشا ثانيا وثالثا بل وعاشرا.

طبعا، لا يمكننا أن ننسى الضغط الأكبر الذي بات يتعرض له أوباما بعد إعدام الصحافي الأميركي، جيمس فولي، من الشعب الأميركي نفسه، والذي بات يرى القضاء على داعش أمراً يجب حسمه في سورية والعراق معا، منعاً لامتداده إلى دول إقليمية، بما يهدد مصالح بلادهم فيها، وبذلك، سيترافق القضاء على داعش، بالقضاء على الأسد، الجاذب للإرهاب كما بات يراه الأميركيون والعالم، وكما هو فعلا.

ينوي أوباما أن يختتم مسيرته الرئاسية بنصر كبير، لا بخسارة مهينة، ومن غير المنطقي أن يرحل هو ويبقى الأسد. لذلك، السؤال الأبرز اليوم، كم من الوقت سيبقى الأسد؟

avata
avata
رائد الجندي (سورية)
رائد الجندي (سورية)