لم يكد ينتهي مسلسل البراميل المتفجرة التي اعتمدها الطيران الجوي العراقي في قصفه مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، حتى عاود حلقاته من جديد ليسقط العديد من القتلى والجرحى، في وقت تتعرض فيه عشائر الأنبار الى إبادة جماعية وحملة إعدامات من عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطيران العراقي استغل فترة غياب طيران التحالف الدولي في سماء الأنبار، ليلقي أربعة براميل متفجرة، ليل أمس الثلاثاء، على مدينة الفلوجة، وثلاثة أخرى على الكرمة القريبة منها"، موضحاً أن "البراميل أدت إلى مقتل العديد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وتدمير عشرات المنازل".
كما "قصف الطيران الحربي العراقي، ليل أمس الثلاثاء، سوق القائم الكبيرة في قضاء القائم غربي الأنبار، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 30 آخرين"، بحسب مصدر في المحافظة.
من جهته، دان مجلس عشائر الأنبار قصف الطائرات العراقية سوق القائم وإلقاء البراميل المتفجرة على مدينة الفلوجة.
وقال عضو مجلس العشائر، نجم العلياوي، إنّ "هذه العمليات غير المبررة سيكون لها أثر سلبي على العلاقة ما بين أهالي المحافظة وقوات الجيش العراقي"، مطالباً الجيش بأن "يوجه ضرباته تجاه (داعش) وليس على المدنيين"، داعيّاً "القائد العام للقوات المسلحة بـ"محاسبة المسؤولين عن تلك الأعمال".
ولم يصدر، حتى الآن أي تبرير أو اعتذار رسمي من الحكومة عن تلك الحوادث التي أودت بحياة عشرات المدنيين.
في غضون ذلك، أكّد مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنظيم (داعش) أقدم على إعدام 24 شخصاً آخرين من عشيرة البونمر في منطقة تل أسود شمال الرمادي"، مشيراً إلى أن "التنظيم ألقى جثثهم في بئر في المنطقة المذكورة".
وكان تنظيم "داعش" قد حكم بالردة على عشيرة البونمر بشكل كامل، مع عشائر أخرى رفضت مبايعته وقررت قتاله ومنعه من التوغل في مناطق وجودها، الأمر الذي أثار خلافات واسعة داخل التنظيم، وفقاً لمصادر محلية، بسبب الحكم الشمولي على جميع أبناء العشيرة بالقتل.