أنطونيو يقع في غرام تشيلسي.. علاقة مزج التكتيك بالأزياء

23 يوليو 2016
كونتي أمل جماهير تشيلسي لاستعادة الأمجاد (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

"الضغط؟ هذا الأمر لا يعنيني على الإطلاق، لقد ولدت تحت الضغط، ولعبت ودربت فرقا ومنتخبات كبيرة، لذلك أنا معتاد على مثل هذه الأجواء". أنطونيو كونتي رجل إيطالي قوي الشخصية، يعرف من أين يبدأ حديثه في المواقف الصعبة، ليقدم نفسه أمام كل جمهور تشيلسي بطريقة مناسبة للغاية. لقد قدم بطولة أوروبية مثالية مع الأزوري في فرنسا، وخطف قلوب أنصار ستامفورد بريدج من الوهلة الأولى، عندما وعدهم بالقتال حتى آخر لحظة بالموسم الكروي المنتظر.

عقلية فائزة
كونتي يكره الخسارة بقدر حبه للفوز، وبالتالي لا يعرف الأعذار أبدا، ويركز دائما على اللعب بروح عالية وتضحية مضاعفة. يقول عن نوعية اللاعبين المفضلين بالنسبة له: "أعشق اللاعب المحارب الذي يبذل الغالي والنفيس من أجل فريقه، يجري ويركض دون توقف، يعمل بجد واجتهاد طوال التسعين دقيقة"، أي أنه وضع العمل قبل المهارة، والانضباط في قاموسه يوازي الموهبة أو يتفوق عليها إذا لزم الأمر.

وبالعودة إلى يورو 2016، سنجد أن منتخب إيطاليا كان أكثر فريق منضبط على الإطلاق، مجموعة تهاجم بأقل عدد ممكن من التمريرات، تدافع كوحدة واحدة أمام المرمى، وتضغط بذكاء شديد في الأماكن الضعيفة لدى الخصم، مع غلق محكم للمساحات في الخطوط وبينها، وهذا ما يريد المدرب تطبيقه مرة أخرى على مستوى الأندية مع تشيلسي.

يركز الطاقم التقني في تشيلسي على النوعية التي تخدم أفكار الرجل الجديد، لذلك تعاقدوا مع ميشي بتشواي، المهاجم الموهوب الذي يضغط على المدافعين ويقدم أداءً متوازنا، كذلك نغولو كانتي، الفرنسي الذي لا يتوقف أبدا عن الركض، لدرجة أنه يسبق الكرات، كما يقول عنه مدربه السابق رانييري، وحتى بالنسبة للأسماء المطلوبة، يأتي نايغولان كواحد من أبرز العدائين في ملاعب كرة القدم، كلهم بلا استثناء يتبعون عقلية كونتي الرابحة.

الخياط
هو المايسترو الذي يرسم الإيقاع، المتطلبات المطلقة، الصرامة، هذا هو المدرب في الكرة الإيطالية، ويؤكد كونتي أنه مثل خياط الملابس، الذي عليه أن يخيط أفضل الأزياء وأجود الملابس لفريقه، حتى يصل به إلى منصات التتويج في النهاية. ويعتبر الإيطالي من المدربين الذين ينظرون إلى مسميات الخطط وكأنها مجرد أرقام تليفونات، 4-3-3 لا تفرق عن 4-4-2، و 3-5-2 تصلح أيضا، ولا مانع من التحول إلى خطة جديدة تماما.

المهم هو إيجاد أفضل صيغة تكتيكية تناسب معدلات فريقه، والبحث في أدق التفاصيل الممكنة. يتحدث كونتي كثيرا مع لاعبيه، يستفرد بكل لاعب لكي يوجه له تعليمات مباشرة، ويميل إلى إعطاء الدروس التكتيكية في كل مناسبة، لذلك من الصعب جدا الحديث عن طريقة واحدة سيلعب بها تشيلسي خلال بداية البريمييرليج.

يركز الخياط على صفقات بعينها، يهدف إلى جلب مدافع جديد، كوليبالي نجم نابولي في الصورة، مدافع وظهير "قشاش"، يجيد قطع الكرات ولعب الكرات الرأسية، مع مهارة بناء الهجمة من الخلف، لكي يتحول فريقه بسهولة من توليفة رباعي الخلف إلى ثلاثية الدفاع "3-5-2".

ثوب البطل
يحاول تشيلسي أيضا التعاقد مع مهاجم إضافي، لأن القائد من هواة اللعب بأكثر من مهاجم في الأمام، لتطبيق أفضل ضغط ممكن على الخصوم، وصنع زيادة عددية 2 ضد 1 أو حتى 2 ضد 2 أمام المرمى المقابل، وتبقى خيارات موراتا، لوكاكو في الصورة حتى هذه اللحظة.

اللعب بثنائي هجومي أمر شبه متوقع مع كونتي، لأنه مدرب يعشق الضغط العالي، ولا يكتفي أبدا بالدفاع والعودة إلى مناطقه، ولا يفكر أبدا في القاعدة الوهمية التي تقول إن كل دوري له طريقة لعب معينة، لأن تشيلسي قادر على استخدام أكثر من خطة شريطة الوصول إلى تعاقدات تحميه أثناء التحولات من الهجوم إلى الدفاع والعكس.

يحتاج الفريق اللندني إلى مدافع ومهاجم، لكن هذا لن يمنعه من محاولة جلب لاعب إضافي، ظهير جديد يجيد اللعب على الأطراف أمر سيجعل أفكار كونتي أكثر وضوحا، بفتح الملعب عرضيا قدر المتاح، وإيجاد أكثر من خيار للتمرير أثناء بناء الهجمة من الخلف، دون أن ننسى المستوى الضعيف الذي ظهر به الثنائي إيفانوفيتش وبابا رحمن في الموسم الماضي، وإن كان لاعب مثل كوادرادو قادر على القيام بهذا الدور، من خلال سابق خبرته باللعب في هذا المركز مع فيورنتينا.

صراع الأفكار
الكل في الكل هو الأساس، مهاجم يضغط على دفاعات المنافس، ومدافع يجيد بناء الهجمة من الخلف، مع لاعب وسط "بوكس" يستطيع الركض باستمرار دفاعا وهجوما، من أجل اللعب برباعي صريح في المنتصف خلف ثنائي الهجوم. ويملك كونتي مجموعة مميزة من لاعبي الوسط كسيسك فابريغاس، أوسكار، ماتيتش، بالإضافة للوافد الجديد كانتي.

لذلك من الممكن اللعب بفكرة ثلاثي الوسط في بعض المباريات، أو حتى ثنائي محوري وأمامه لاعب وسط مباشر، أو حتى ثنائي آخر بين العمق والأطراف، لكن من غير السهل وضع خطة واحدة للتوقع خلال الموسم الجديد.

كوادرادو، أوسكار، وميشي، مجموعة ليست في الحسبان إلى حد كبير بالنسبة للصحافة والإعلام، لكن هذا الثلاثي سيساعد أنطونيو على تحقيق أهدافه، لأنه يساهم في تنوع حقيقي يشمل كل خط، في انتظار بقية الصفقات المتاحة، مدافع جديد ومهاجم إضافي "في حالة بيع كوستا"، وربما لاعب وسط من دون سابق إنذار.

المساهمون