أم وليد... خمسون عاماً من الرباط في المسجد الأقصى

25 سبتمبر 2015
النبالي تؤكد أنها ستبقى في الرباط حتى الممات(العربي الجديد)
+ الخط -

منذ أكثر من 50 عاماً والمسنّة الفلسطينية سارة النبالي (أم وليد) تواظب على الرباط في المسجد الأقصى والصلاة فيه، وتحاول على الرغم من كبر سنّها التصدي لاقتحامات المستوطنين المتكررة واليومية لباحات الأقصى.

وتتوجّه أم وليد (85 عاماً) بشكل يومي إلى المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى للرباط فيه، ولتأدية صلاتي الظهر والعصر، على الرغم من التضييق الذي تحاول شرطة الاحتلال فرضه عليها عند دخولها من البوابات الرئيسية من خلال طلب بطاقة هويتها الشخصية التي لا تحملها معها.

وتقول النبالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، "أدخل إلى المسجد الأقصى وأنا لا أحمل هويتي الشخصية، يحاول الجنود إيقافي على الحاجز لكن لا يهمني ما يحاولون فعله، وأدخل إلى باحات المسجد رغماً عنهم، لا أتوقف ولن أتوقف ابداً".

ولدت الحاجة أم وليد في الخامس عشر من مايو/أيار عام 1930 وتعيش في حي رأس العامود جنوبي المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وهي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن المسجد والرباط فيه من عشرات السنين، وتتصدى في كل صباح لاقتحامات اليهود المتطرفين الذين يقتحمونه عادة تحت حراسة وحماية شرطة وجيش الاحتلال.

اقرأ أيضاً: إدانة عربية لإدراج إسرائيل "المرابطون والمرابطات" تنظيمين غير شرعيين

وفي كل صباح، تصدح بصوتها الكاهل وبصيحات وهتافات التكبير والتوحيد واقفة في وجه المستوطنين الذين وصفتهم بأنهم "أنجاس" يدنّسون باحات الأقصى، ويحاولون الاعتداء على المصلين والمرابطين فيه، ويشكلّون تهديداً كبيراً له.

"سأبقى في الرباط في سبيل الله حتى الممات"، تقول أم وليد لـ"العربي الجديد"، وهي التي تصل إلى الأقصى عبر المواصلات، وفي بعض الأحيان يقوم أحد أبنائها الخمسة أو أحفادها الخمسة والثلاثون بتوصيلها من أجل مواصلة رباطها والتصدّي لمحاولات اقتحامات المستوطنين المتواصلة برفقة المرابطين والمرابطات الفلسطينيات.

تؤكد أن رباطها في المسجد الأقصى على الرغم من كبر سنّها هو رسالة للاحتلال، بأن الفلسطينيين لن يفرطوا بالمسجد الأقصى ومدينة القدس على الرغم من أن الفلسطينيين ذاتهم يعانون من ويلات الاحتلال منذ نحو 67 عاماً.

وكانت أم وليد قد تعرّضت لعدة اعتداءات من المستوطنين المتطرفين، حيث تم ضربها أكثر من مرة ونُقلت في إحداها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما تم دفعها وشتمها عدة مرات في محاولة لردعها عن مواصلة رباطها في الأقصى.

وتطالب أم وليد الدول العربية والإسلامية بحماية المسجد الأقصى، والتدخّل لمنع اقتحامات المستوطنين وتدنيسهم لباحاته، مشيرة إلى أنه "آن الأوان لتحريره من اليهود المحتلين، لأن الأقصى لكل المسلمين".

اقرأ أيضاً: الأقصى يقاوم وحيداً... يوم جديد من الاعتداءات غير المسبوقة

المساهمون