أم كلثوم بلسان عربي إسرائيلي ثقيل

26 سبتمبر 2014
حاولت إسرائيل شراء حقوق أسطوانة لأم كلثوم
+ الخط -
ضمن فعاليات برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية على شاشة التلفزيون الإسرائيلي قدّم الفتى الإسرائيلي ميشال كوهين أغنية "أنتَ عمري" للمطربة المصرية الراحلة أم كلثوم، بلسان عربي ثقيل، ونطق ركيك.

ظهر كوهين مرتدياً القبّعة اليهودية الشهيرة "الكيبا"، فأعاد إلى الأذهان جدلية "التطبيع الثقافي مع إسرائيل". كوهين لم يكن أوّل من يصدح بأغنيات أم كلثوم في تل أبيب، إذ سبقته سارة، أشهر مطربة إسرائيلية  تغنّي باللغة العربية، فضلا عن المطربة الصهيونية زهافا التى اشتهرت بتقديم أغنية "أنتّ عمري" خلال حفلاتها.

"أمنيتي أن أشدو بأغنيات أم كلثوم في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة) ذات يوم"، صرّحت زهافا للصحافة العبرية.

يأتي ذلك كلّه بعد رحيل كوكب الشرق في العام 1975. إذ دأبت الإذاعة الإسرائيلية "صوت إسرائيل" على تخصيص الساعة السادسة من مساء كلّ يوم لبثّ أغنياتها لمدّة ساعة. بعدما قطعت أغنيات كوكب الشرق شوطا كبيرا في المشهد الثقافي الإسرائيلي.

ومع مرور الوقت، بدأ "راديو اسرائيل" بالعبرية يبثّ بصورة تدريجية أغنيات أم كلثوم إلى جمهوره العبري، الذى لم يسمع عنها من قبل. وبدأت موسيقى أغنيات أم كلثوم الكلاسيكية تشقّ طريقها إلى الترانيم اليهودية، حين شرّعها الحاخام عوفديا يوسيف، الذى اعتاد الاستماع إلى أغنياتها: "كنتُ شاهدا على محاولات إسرائيلية للسطو على أغنية إنتَ عمري".

أذكر جيّدا أنّه في العام 2006 خاطبت إسرائيل رسميا جمعية المؤلفين والملحّنين المصرية للحصول على إخطار رسمي لهم بطبع أسطوانة مدمجة للأغنية وتوزيعها في تل أبيب، على أن يتم الأمر بموافقة مؤلّف كلمات الأغنية الشاعر أحمد شفيق كامل، لأنّه كان الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة من فريق عمل الأغنية بالكامل. إلا ان كامل الذي توفي عام 2008 رفض العرض بشدة، فأبلغته الجمعية أنّ إسرائيل تركت خانة المقابل المادي متروكة لتقديره الشخصي مقابل موافقته فردّ بحسم: "يغوروا بفلوسهم (يذهبوا بأموالهم)"، على ما يروي الناقد المصري، طارق الشناوي.

ويضيف الشناوي: "إذا كانت إسرائيل تفعل ذلك بدعوى أنّه من حقّ أيّ شخص أن يغنّي لمن يشاء ويسمع من يشاء، فمن حقّنا أيضاً أن نقبل تقديمهم تراثنا الفني أو نرفضه، بل من الواجب علينا أن نكون على درجة الحذر المناسبة من الأهداف السياسية الكامنة وراء التطبيع الثقافي الذى تسعى له إسرائيل، والتي بالتأكيد لا تصبّ في صالح القضايا العربية".
المساهمون