ولفت الشيخ تميم، في خطاب له خلال افتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى القطري، إلى أن أمن واستقرار الدول الخليجية والعربية لن يتحققا عبر المساس بسيادتها، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن "تردي العلاقات الخليجية يضعف قدرتنا على حل مشاكل المنطقة".
وأضاف أن "استمرار الأزمة الخليجية كشف إخفاق مجلس التعاون في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا".
Twitter Post
|
وفي الشأن الداخلي، قال الشيخ تميم إن "الإعداد للانتخابات التشريعية في قطر جارٍ على مستوى اللجان الوزارية"، موضحاً أن "سبب تأخير إعداد القوانين الناظمة للانتخابات يعود للأوضاع والتطورات في المنطقة".
وحاز الوضع الاقتصادي على مساحة كبيرة من خطاب الأمير القطري، إذ أكد أن صادرات بلاده من النفط لم تتأثر بسبب الحصار، مبيناً أن قطر ستحافظ على مركزها كأكبر مصدّر للغاز في العالم على مدى السنوات المقبلة.
وعن آثار الحصار، قال إن "اقتصاد قطر ازداد قوة نتيجة للأزمة الدائرة مع دول عربية أخرى"، وإنّ "حصانة اقتصاد قطر من الهزات الخارجية" تعزّزت، و"ازداد اعتمادنا على ذاتنا عقب الحصار".
واستطرد قائلاً: "ازداد اعتمادنا على ذاتنا وترسخت الروابط مع حلفائنا أكثر مما كانت وتطورت علاقاتنا مع معظم دول العالم، والأهم من هذا كله ازداد تمسك القطريين بأخلاقهم التي عرفوا بها، وتعمق وعي شعبنا وإدراكه لحجم منجزات دولته وأهمية السيادة الوطنية واستقلالية قرارنا السياسي التي تحققت هذه المنجزات في ظلها".
وبيّن أن "الاقتصاد العالمي شهد عام 2017 انتعاشاً، إلا أن هذا التحسن لم يشمل الشرق الأوسط وأفريقيا ومجلس التعاون ودولة قطر"، مستدركاً بالقول: "إلا أن النمو في قطر كان الأقل تضرراً".
وأشار في هذا السياق، إلى أن "صادرات قطر ارتفعت بنسبة 18 بالمائة خلال 2017"، مبيناً أن " الأمر أدى إلى تحسن ملموس في الموازنة العامة والميزان التجاري واسترجع الجهاز المصرفي في أقل من 10 أشهر مستوى المؤشرات التي كانت سائدة قبل الحصار".
ولفت أيضاً إلى أن "مصرف قطر المركزي استعاد مستوى احتياطيه وحافظ الريال القطري على قيمته وحرية تداوله".
كما أشار إلى أن "عدد المصانع العاملة في الدولة ازداد إلى ما كان عليه قبل الحصار بنحو 14 في المائة، وتمكنت هذه المصانع من تحقيق قدر كبير من الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الغذائية وبعض المستلزمات الاستهلاكية".
وأكد أن "الدور الذي لعبه القطاع الخاص في تحقيق هذه النتائج كان محورياً من حيث تفاعله مع متطلبات هذه المرحلة، وما زلنا نتوقع منه استعدادا أكبر للاستثمار المباشر ومبادرات أكثر جرأة ".
وتابع أن "قطر تسير بخطى ثابتة لتحقيق الأمن المائي والغذائي وتأمين طاقة كهربائية كافية لدفع عجلة التنمية والوفاء بمتطلباتها"، موضحاً: "تم تدشين المرحلة الأولى من مشروع مخزون المياه الاستراتيجي وجارٍ العمل على تدشين باقي المراحل بنهاية هذا العام بزيادة قدرها 155 بالمائة عن مخزون المياه العذبة الحالي".
واستطرد قائلاً إن "محطة أم الحول باشرت العمل وسيتم افتتاحها رسمياً في وقت لاحق"، لافتاً إلى أن هذا "المشروع العملاق للطاقة سيحقق الإنتاجية لقطر من الكهرباء بنحو 30 بالمائة ومن المياه المحلاة بنحو 40 بالمائة".
وفي الشأن الخارجي، افتتح الأمير القطري حديثه عن القضايا الإقليمية بالقضية الفلسطينية، داعياً إلى وحدة الشعب الفلسطيني وتجاوز الانقسام.
ودعا أيضاً "المجتمع الدولي إلى وضع إسرائيل أمام مسؤولياتها لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".
وفي الملف السوري، شدّد على دعم بلاده الحلَّ السياسي، قائلاً: "نحرص على أن تبقى سورية وطنا موحدا وندعم كافة الجهود لإنجاح الحل السياسي".
وعن اليمن، أكّد أنه لا يوجد حل عسكري للوضع في اليمن، مضيفاً: "نؤكد وحدة أراضيه واستقراره".
وبالشأن الليبي، أكد الشيخ تميم مواصلة "دعمنا جهود حكومة الوفاق الوطني والمبعوث الأممي في ليبيا غسان سلامة"، مشدداً في المقابل على أن "أمن واستقرار المنطقة لا يتحققان بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول".