أميركية على فئة العشرة دولارات

20 سبتمبر 2015
هجّر جاكسون آلاف السكان الأصليين (فرانس برس)
+ الخط -

يفترض أن تعلن خزانة المالية الأميركية هذا العام عن الشخصية النسائية التي ستختارها لوضع صورتها على فئة العشرة دولارات بحلول عام 2020. وكانت قد استجابت لحملة أطلقتها مجموعة من الأميركيين عام 2012، تحت اسم "امرأة على الـ 20 دولاراً"، لاستبدال صورة الرئيس الأميركي السابق أندرو جاكسون بحلول عام 2020، بسبب مسؤوليته عن تهجير وقتل آلاف السكان الأصليين في الولايات المتحدة، وجني ثروته من الاتجار بالعبيد، بالإضافة إلى مرور مائة عام على حصول النساء في الولايات المتحدة على حق التصويت. إلا أن خزانة المالية آثرت اختيار فئة العشرة دولارات بدلاً من العشرين دولاراً لأنها أكثر عرضة للتزوير، كما قالت.

رشحت المنظمة، بعد جمع أكثر من 600 ألف توقيع وارسالها إلى السلطات المعنية، هارييت توبمان، لوضع صورتها على الورقة الخضراء. وجاء ترشيحها بعد التصويت إلكترونياً، علماً أن المنظمة كانت قد دعت الأميركيين من كل مكان إلى الاشتراك بالتصويت، فاختيرت توبمان من بين 16 مرشحة، وهي أميركية سوداء من أصول أفريقية، ويقدر أنها ولدت ما بين عامي 1820 و1825، وتوفيت عام 1913. عاشت وعائلتها في ظل نظام العبودية في جنوب الولايات المتحدة. تمكنت من الهرب تاركة جنوب أميركا خلفها، بهدف تحرير نفسها لتنتقل إلى شمال البلاد، حيث كان يمكنها أن تعيش كامرأة حرة. لكنها رفضت عيش حريتها بمفردها، فعادت أكثر من 13 مرة إلى الجنوب وخاطرت بحياتها، لتساعد وتقود أفراداً من عائلتها وغيرهم من السود الأميركيين إلى الحرية.

رفضت وهي في الثالثة عشرة من عمرها أوامر "مالكيها" بإمساك شخص حاول الفرار، ما أدى إلى معاقبتها وضربها لتعاني بقية حياتها من مشاكل صحية عدة. هربت عام 1848، ولم يقتصر دورها على العودة إلى الجنوب لتحرير أفراد عائلتها، وغيرهم من العبودية وتهريبهم إلى الشمال، بل قدمت المساعدة لجيوش الشمال أثناء الحرب الأهلية الأميركية التي استمرت بين عامي 1861 و1865.

لم يقتصر عملها على الأدوار التقليدية للنساء. فبالإضافة إلى الطبخ ورعاية وإسعاف الجرحى، تمكنت من مساعدة جيوش الشمال، بسبب معرفتها الممتازة بجغرافيا الجنوب، وقادت كتيبة حررت 700 شخص كانوا يقبعون تحت العبودية، لتصبح أول امرأة تقود كتيبة عسكرية آنذاك، وتحديداً عام 1863، بحسب المنظمة. لم يتوقف نضالها مع انتهاء الحرب وانتصار الشمال وتجريم العبودية، بل بقيت تقدم الدعم وتكافح من أجل المساواة وتمكين المرأة.

ولعل أبرز المتنافسات اللواتي وصلن إلى المراحل النهائية، بحسب المنظمة، هن إلينور روزفلت وروزا باركس وويلما مان كيلر. وكانت روزفلت سيدة أميركا الأولى، إذ تولى زوجها فرانكلين دي روزفلت رئاسة الولايات المتحدة بين عامي 1933 و1945. ولعبت دوراً أساسياً في انتخابه أربع مرات. عاشت في إنجلترا بعد وفاة والديها ودرست في مدارس خاصة هناك، وتأثرت بالحركة النسوية إلى حد ما. كانت تعارض إعطاء المرأة حق التصويت في الولايات المتحدة، لكنها سرعان ما طوت تلك الصفحة بعد حصول النساء على حق التصويت عام 1920، وعملت ضمن "جامعة النساء المصوتات". ويبدو أن آراءها الشخصية تطورت إذ نادت بسن قوانين تفرض المساواة في الأجور والحد من عمالة الأطفال، ودعمت حركات التحرر للأميركيين السود، كما دعمت النقابات. بعد وفاة زوجها، عملت كمبعوثة الولايات المتحدة للأمم المتحدة. وبحسب المنظمة، ناضلت من أجل تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.

وقد تكون روزا باركس (1913-2005) من أشهر النساء اللواتي كافحن من أجل نيل السود في الولايات المتحدة حقوقهم وإلغاء التمييز والعنصرية ضدهم. وحين سئلت كيف تريد أن يتذكرها العالم، قالت: "كشخص أراد أن يكون حراً كي يكون الآخرون أحراراً كذلك". اشتهرت بعد حادثة باص مونتغمري عام 1955. كانت تستقل الباص عائدة من عملها في معمل الخياطة، ورفضت إخلاء مكانها بناء على طلب سائق الباص لأحد الركاب البيض. على أثرها، سجنت وحوكمت، ما أدى إلى إعلان حركة مقاطعة خطوط باصات النقل في مونتغمري لعام كامل. خسرت وزوجها عملهما ما اضطرهما للعيش في ولايات أخرى. ولقبت بأم حركة الحقوق المدنية.

أما ويلما مان كيلر (1945-2010)، فكانت أول امرأة من الهنود الحمر (السكان الأصليين) التي تنتخب لمنصب رئيسة قبيلة الشيروكي (قبيلة من الهنود الحمر التي كانت تستوطن جنوب شرق الولايات المتحدة) لثلاث مرات بين عامي 1985 و1995. نشأت في إحدى المحميات المخصصة للسكان الأصليين في أوكلاهوما. في مراحل حياتها المختلفة، عانت بسبب العنصرية، لكنها ناضلت من أجل الحرية وحقوق السكان الأصلين. أثناء توليها رئاسة القبيلة، حدت من البطالة ورفعت مستوى التحصيل العلمي بين أبناء القبيلة. عام 1990، وقعت على الاتفاق التاريخي الذي يقوم بموجبه مكتب شؤون الهنود الحمر الفدرالي بتسليم الشيروكي السيطرة المباشرة على ملايين الدولارات من الأموال الفدرالية المخصصة للقبيلة.
أما بقية النساء اللواتي رشحتهن المنظمة، فهن المناضلة الحقوقية أليس بأول، والكاتبة والناشطة بيتي فريدان، وأول امرأة سوداء تنتخب لعضوية الكونغرس شيرلي تشيشولم، والناشطة سوجرنير تروث، والباحثة راحيل كارسون، وأول امرأة جنوبية من أصول أفريقية تنتخب لعضوية الكونغرس باربارا جوردان، وغيرهن.

اقرأ أيضاً: امرأة على 10 أو 20 دولاراً
المساهمون