وطالب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميتسورا، المجتمع الدولي بالضغط لوقف العنف وحماية المدنيين وتوقف القتال لمدة 48 ساعة لتقديم المساعدات للسوريين.
ووصف دي ميستورا الوضع في حلب بالمروع وغير المسبوق، معتبراً أنّ "قافلة المساعدات لم تنطلق لأنّها لم تحصل على أي ضمانات من قبل النظام السوري أو المعارضة"، مشيراً إلى أنّه "على خلفية أحداث دير الزور والهجوم على القافلة الإنسانية، لا حدث يبرر ما نراه أمام أعيننا، أي إطلاق العنان لعنف عسكري بلا هوادة يمس المدنيين".
وأكّد دي ميستورا أنّه "لا يمكن للأمم المتحدة إحصاء عدد الضربات على حلب بسبب كثافتها"، واصفاً ما يرتكب في المدينة بأنّه "يرقى لجرائم حرب"، مبيّناً أنّ "هناك 275 ألف شخص عالقين بفعل الأمر الواقع وستة ملايين خارج حلب وليسوا منعزلين كهؤلاء في شرق حلب، إذ استهدفت الضربات الجوية مباني سكنية".
ولفت المبعوث الأممي إلى أنّ "عمال الإغاثة غير قادرين على التصرف وعدد الخسائر يزداد، إذ وصلتنا معلومات تفيد بأنّه بسبب الضربات الجوية في المناطق التي تتحكم بها المعارضة، وقعت أعداد كبيرة من الخسائر البشرية تصل إلى المئات بمن فيهم الأطفال والنساء"، مضيفاً أنّ "هناك قنابل حارقة تطلق وأخرى مخترقة للتحصينات".
وعن المعارضة، قال دي ميستورا إنّ "مجموعات المعارضة تطلق صواريخ وهي حاويات مليئة بالحديد والحجارة بدائية الصنع فتقتل المدنيين، كما أنّها قصفت بقذائف هاون مناطق قريبة من مركز الأمم المتحدة غربي حلب، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، كما تم استهداف مراكز طبية عدا عن قصف سيارة إسعاف غربي المدينة".
وذكر المبعوث الأممي أن "الكثيرين لا يستطيعون الحصول على المياه بسبب وقف ضخها شرقاً وغرباً، ومحطة المياه التي تخدم غرب المدينة ضربت بالقصف الجوي، ورد جيش الفتح بقصف محطة أخرى، وأدى الانتقام إلى انعدام المياه"، طالباً من المجلس "حثّ الجميع على وقف العنف وحماية البنية التحتية المدنية ووقف القتال لتقديم المساعدات".
وأشار دي ميستورا إلى تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، التي شدد فيها على أنّه يريد "تحرير كل شبر من سورية"، قائلاً إنّ "ذلك يعني القتال داخل حلب شارعاً شارعاً وتدميراً كاملاً للمدينة، علماً أنّه لا يوجد أي نصر عسكري في سورية بما في ذلك حلب فهذا غير ممكن"، مشدداً على أنّ "الحل العسكري في سورية مستحيل، وهناك مطالبة سورية بوقف إطلاق النار، لكن الثقة منعدمة بين الطرفين".
من جهتها، أكّدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، أنّ بلادها طالبت، "مع بريطانيا وفرنسا، بعقد هذه الجلسة بسبب القصف غير المسبوق الذي تشهده حلب بطائرات نظام الأسد وروسيا اللذين هاجما قوافل الإغاثة".
وقالت إنّه "في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الهجمات على حلب، قصفت ثلاثة من أربعة مواقع احتمى بها المدنيون"، مدينةً "قصف محطات توليد المياه من قبل الحكومة وقوات في المعارضة".
وأشارت إلى أنّ "لروسيا القدرة والقوة لوقف هذا العنف والعودة إلى المفاوضات، ولكنها تقول شيئاً وتفعل العكس وهي لم تفاوض بنوايا حسنة"، مضيفةً أنّه "على الرغم من ذلك، الحل الوحيد في سورية هو حل سياسي، علماً أنّ روسيا ونظام الأسد يؤججان الحرب في البلاد".
في المقابل، رأى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أنّ "العودة إلى السلام في سورية باتت أمراً شبه مستحيل"، مشيرا إلى أنّ "مئات المجموعات المسلحة تعمل في البلاد" التي يقصفها الجميع.
وأكّد الدبلوماسي الروسي أنّ بلاده لن تقبل بخطوات أحادية الجانب لوقف إطلاق النار في سورية، قائلاً إنّه "لا يمكن أن تستمر مثل هذه الحيل التكتيكية بلا نهاية، لن نقبل مرة أخرى بخطوات أحادية الجانب".
وأشار إلى أن الجانب الأميركي "لم يفعل شيئا، وحتى في مسألة تحديد المجموعات الإرهابية كان هناك لف مستمر يثير للاعتقاد أن الهدف الرئيسي لا يزال هو الحفاظ على القدرات القتالية لخصوم حكومة الجمهورية العربية السورية".
ووجه تشوركين دعوة إلى دي ميستورا لاستئناف العملية السياسية للمساهمة في وقف أعمال القتال، قائلاً إنّه "بصراحة، ليس من الواضح بالنسبة إلينا، لماذا لم يتم اتخاذ أعمال حازمة في هذا السياق منذ مايو/أيار"، مضيفاً أنّه "في الوضع الراهن لا مجال للحديث عن إنعاش الهدنة إلا على أساس جماعي".