أمهات أردنيات: مناهج الأبناء عبارة عن "رفع أثقال"

11 مايو 2016
يقع العبء الأكبر على الأم في المتابعة الدراسية للأبناء(Getty)
+ الخط -
رغم أن الأمهات في هذا العصر يحاولن مواكبة جميع التطورات لمساعدة أبنائهن على التفوق الدراسي، في غياب وجود مناهج تخدم الطفل المعاصر واحتياجاته، ونظراً لطول المناهج قياساً بالوقت المتاح للطالب لدراسته واعتماد الوزارة على مناهج السنوات السابقة تحت ما يسمى (من لم يتقن السابق لن يتقن اللاحق).

ومع الأخذ بالاعتبار الفروقات التعليمية بين الأمهات وأبنائهن، يقع العبء الأكبر على الأم في متابعة أداء ابنها/ ابنتها في الدراسة، وهذا ما يستنزف قدراتهن ويجعل عبء التدريس يتفوق على تكلفته المادية.

في سياق الحديث كان لـ "العربي الجديد" لقاء مع عدة أمهات للسؤال عن المصاعب التي تواجههن في ما يخص المناهج التعليمية؟

السيدة نيفين حشاش أم لأربعة أبناء، الكبرى في الصف التاسع والثلاثة الأصغر في المرحلة الابتدائية، وجهنا لها السؤال أعلاه فقالت: إن كتب الصف التاسع عبارة عن "رفع أثقال"،
وأضافت بأنها مواد تتسم بأنها "ثقيلة دم" من حيث تكديس المعلومات والابتعاد عن المهارات التي تعمل على تنشيط عقل الطالب؛ لذلك من الصعب التعامل مع المادة بفكر وإنما يستنزف الطالب عقله "كآلة حفظ" فقط، فإذا كان الطالب يجد صعوبة في فهم المادة والمعلم يهرول في ختم المواد دون شرحها لأنهم حكموا بوقت عينته الوزارة لانتهاء الفصول فكيف لي أن أساعد ابنتي على الدراسة؟

تستطرد قائلة: أشعر أحياناً بأن من وضع هذه المناهج من كوكب المريخ، فأجد أنه من غير المنصف أن يتلقى الطلبة مواد كهذه، ولذلك أنا مع المناهج الدولية وضد الوطنية لأنها بكل بساطة تجعل فكرة الدراسة أشد متعة ولأن معلمات البرامج الدولية مدربات على جعل المادة سلسة ومفهومة علماً أني أحاول قدر المستطاع عدم إبعاد أبنائي عن لغتنا الأم؛ اللغة العربية، ولكن أرى أن أداءهم في البرامج الأجنبية أكثر نجاحاً من الوطنية ومجهودي معهم أقل لذلك نقلت أبنائي للبرامج الدولية.


كما أضافت بيان الكيلاني، وهي أم أيضاً لأربعة أطفال وناشطة اجتماعية تربوية، أن المعضلة تكمن في إلقاء هذا العبء علينا دون مراعاة الفروقات بين جيلنا وجيل أبنائنا، وهذا ما يجعل الأم حتى وإن كانت مثقفة ومطلعة على محيطهم التكنولوجي في ضيقٍ من تدريس أبنائها.

وأكملت الكيلاني بأن المدارس ترهق أبناءنا من كثرة الواجبات التي يرسلونها للمنزل، فيشعر الطالب بملل من كتبه ولا يرغب في أن يبذل جهداً أكثر مما يبذله في المدرسة، لذلك تشعر الأم بضيق على ابنها ولا تعلم هل تتابع معه الدراسة أم تجعله يتنفس قليلاً؟ وتضيف بأنها لا تُرغم أبناءها على الدراسة وتفضل أن تمنحهم مساحة ليمارسوا طفولتهم بعيداً عن الإجهاد الدراسي.

ورأت الكيلاني أن الوزارة يجب أن تضع شروطاً لتوظيف المعلم، فمن لا يتوافر به الشغف لإعطاء المادة لا يجب أن يتعين في هذه الوظيفة؛ لأن الجزء الأكبر يجب أن يلقى على المعلم وليس الأم ووظيفة الأم هي المتابعة وليس الشرح والتأسيس .

ومع الأخذ بالاعتبار أن الأم انخرطت في سوق العمل فكيف لها متابعة أداء أبنائها الدراسي مع ضيق الوقت ومتطلبات الدراسة اليومية.

وأضافت ربى مبيضين، وهي أم لثلاثة أبناء في المرحلة الأساسية، أن المناهج الوطنية أصبحت تترجم للغة الإنجليزية مثل التربية الوطنية والعلوم والرياضيات، فكيف لكل الأمهات تدريس أبنائهم؟

وتتساءل مبيضين هل تعلم الوزارة أن بعض الأمهات لا يستطعن قراءة اللغة الإنجليزية وأغلبهن لم يكن متفوقات في هذه المادة مثلاً؟ نحن نطالب بمناهج بسيطة وغير معقدة ولا تجعل أبناءنا متعثرين في الدراسة ولا تشعرنا بتقصير نحوهم.

وتختم قائلة: نحن بأمس الحاجة لإعادة النظر في مناهجنا وتصويبها بما يتوافق وقدراتنا كأمهات وأيضاً تدريب المعلمين على أداءهم التعليمي بطريقة تخدم الطالب وتخفف العبء علينا.

المساهمون