أمل المصري تقود إمارة أوغاريت

29 ديسمبر 2014
أمل المصري (العربي الجديد)
+ الخط -
تختصر أمل المصري، المرأة الفلسطينية، في سيرة المرأة الطموحة الفعالّة في مجتمعها. اختيرت أمل، صاحبة شركة "أوغاريت"، كأفضل سيّدة رائدة في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2014. وتحاول أمل عبر عملها ونشاطاتها إلقاء الضوء على تمايز المرأة الفلسطينية.
كانت تحلم دوماً منذ طفولتها أن تكونَ عالمة في أعماق البحر، أعماقُ ذلك البحر الأبيض المتوسط الذي حرمها الاحتلال الاسرائيليّ رؤيتَه. تخلّت أمل عن حلمها قَسراً، بعدما أبحرت في عالم الفيلسوف والمستكشف البيئي الفرنسي جاك كوستو. انتقلت إلى القيادة الاقتصاديّة وتحقيق الأهداف والريادة الناجعة، بعد جدتها التي قيل عنها بأنّها أدارت أراضي عائلتها وحدها، في إحدى قرى مدينة نابلس.
كَبُر الحلم وكبرت هي، أيضاً، لتقلِع في عالم الاقتصاد، ولتصبح من أكثر النساء الرائدات في الشرق الأوسط. برزَت المرأة الفلسطينية أمل ضراغمة المصري في عالم الأرقام، لتشكّل قفزة نوعيَّة في هذا المجال. وتدير أمل شركة "أوغاريت" للتسويق، وتترأس تحرير مجلة "ميدل إيست بزنس"، وهي المجلة الفلسطينية الأولى المختصّة في الاقتصاد والأعمال والتنمية، كما أنها توزع بشكل واسع في الشرق الأوسط.
وقالت المصري لـ "العربي الجديد"، عن بدايتها ومراحل تأسيس شخصيتها، "كنت في سن العاشرة عندما انتقلنا للعيش من قرية صغيرة إلى مدينة نابلس، لم تشهد التكنولوجيا حينها أي تطور مثل الواقع الذي نعيشه اليوم. كان والداي مديري مدرسة، وكانا يحضرا الكتب إلى البيت بشكل دوري. استحوذت تلك الكتب على اهتمامي لأقرأها واستفيدَ منها كثيراً، أحسستُ بعدها أني أمتلك ثقافة عالية".
وأضافت "بعدها، أنهيت مرحلة الثانوية العامة عام 1987، والتحقتُ للدراسة في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. تسببت انتفاضة الحجارة بإغلاق جامعة النجاح من قوات الاحتلال الإسرائيلي لأربع سنوات. قررت بعد إغلاق الجامعة الاعتماد على نفسي في الدارسة، وطلبت من والداي الذهاب إلى القدس لتعلم الفرنسية، ولكن الأوضاع الأمنية منعتني من ذلك. أصبح لدي بعدها الإصرار على تعلم اللغة الفرنسية بشكل ذاتي، عن طريق اقتناء كتب المحادثة والقراءة، فتمكنت بعدها من الحصول على منحة دراسية في فرنسا".
وأوضحت المصري أنها عملت في عدة وظائف في فلسطين، كان أهمها، مدرّسة في جامعة النجاح، ومديرة مؤسسة صيادلة بلا حدود، ومسؤولة العلاقات الدولية في وزارة الثقافة. استقلت أخيراً في العمل بمجموعة "اوغاريت" للدعاية والتسويق والإعلام. وتمتلك المصري كامل شركة اوغاريت وتديرها.
وعن تجربتها في إدارة شركة أوغاريت، تقول المصري: "أوغاريت نموذج مصغّر لعاصمة مملكة كنعان التي ترأستها امرأة قبل آلاف السنين، من هنا جاءت التسمية".
يعمل في مقر مؤسسَّة أوغاريت برام الله نحو 15 موظَّفاً، إضافة إلى عدد من المترجمين والمساعدين في فرنسا وأستراليا، وشبكة من الغرف التجارية في عدد من الدول العربية والأجنبية.
تصدر عن أوغاريت مجلتان. الأولى، مطبوعة اقتصادية من فلسطين تسمّى "ميدل إيست بزنس"، تُعنى بالشرق الأوسط ويتم توزيعها خارج فلسطين. والثانيَّة، مجلة" EcoMaG " الصادرة باللغة الفرنسية والتي توزّع في فلسطين. تحاول أوغاريت من خلال هاتين المجلّتين، إبراز تنمية المرأة الفلسطينية والعربية ودمجها في المجتمع، والحديث عن المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية في الشرق الأوسط، وتحقيق العدل في الأعمال الاقتصادية والتجارية وتسليط الضوء على استقلالية الدخل، والاعتماد على النفس في توفير دخل يحفظ الحياة الكريمة للأسرة الفلسطينية والعربية.
تجلس أمل اليوم في مجموعة أوغاريت، وهي ترتدي منديلاً أخضر، تحتفظ به كتذكار من جدتها خضرة التي تعتبرها مثلها الأعلى. تصر أمل على التحدي والصمود والنجاح. وتؤمن بالشراكة ما بين الرجل والمرأة. تعتبر أمل أن المرأة قادرة على تأسيس الأعمال الناجحة وتحقيقها والوصول إلى الريادة وتطوير الذات. تقوم أمل بتدريب السيدات للحصول على مشاريع تنموية، بحيث تصبح المرأة مستقلة وقادرة على الاعتماد على نفسها.
المساهمون