ألمانيا مهد روضات الأطفال في العالم

29 سبتمبر 2014
كانت ألمانيا الشرقية مهد أول روضة بالعالم (فرانس برس)
+ الخط -
تحتل رياض الأطفال في ألمانيا مكانة مهمة، حتى إنها تدخل في برامج السياسيين لكسب المزيد من الأصوات، وتشهد فدراليات ألمانيا المختلفة سباقاً محموماً في هذا السياق. والروضة في ألمانيا تاريخ وثقافة واقتصاد، وهي واحدة من أهم الانجازات التي قدمتها ألمانيا للعالم، حيث ظهرت أول روضة أطفال في التاريخ على يد الألماني فريدليش فروبيل، الذي وضع سنة 1839 أول تصور لبرامج التربية والتعليم في مراحل الطفولة المبكرة، ودشن المفهوم الأساسي لفكرة رياض الأطفال، وتطوير عقل الطفل وتوفير المهارات الأساسية له وتعزيز القدرة التعليمية للأسرة.
وقام فروبيل بتحويل أحد أقبية المنازل إلى مكان لتجمع الأطفال وتعليمهم واللعب معهم، فكانت الفكرة ثورة حقيقية في ما يخص الأسرة حينها، ثم تطورت كثيراً لاحقاً. وكانت ألمانيا الشرقية مهد أول روضة في العالم، لذا تشهد روضاتها تطوراً ملحوظاً، فالدرجات المطلوبة لقبول مربيات الروضة مرتفعة، الأمر الذي يجعل نخبة الخريجات فقط هن من لهن الأحقية للحصول على مكان عمل بين الأطفال.
كما وجد أن 93 في المائة من المربين من النساء وليسوا رجالا. وشهدت الفترة الأخيرة محاولة العديد من الرجال الدخول في المهنة. وبلغ عدد الروضات في ألمانيا حسب احصائيات عام 2012 نحو 52 ألف روضة و1000 مركز رعاية نهاري، و586 روضة تابعة للشركات تقدم خدمات متنوعة لأولاد الموظفات والعاملات.
وتلعب الروضات دوراً مهماً، حيث تستقبل الأطفال منذ عمر السنة، ما يجعل المرأة العاملة قادرة على العودة إلى عملها بسرعة، فمدة الحضانة الممنوحة للأسرة لا تتجاوز السنة، وهي من حق الأب أو الأم وليست حكرا على الأم، ويفضل الكثر من الأهل تقاسم فترة الحضانة. وتنتهج الروضات في ألمانيا، العديد من الفلسفات التي يختار الأهل منها ما يتناسب مع تربيتهم لأولادهم، منها ما يسمى روضة الطبيعة، حيث تقام الروضة في سهل أخضر أو فوق جبل محاط بالأشجار والحيوانات، ويفضلها الكثير من أهل المدن الصاخبة، وهناك روضات مخصصة للفتيات اللواتي ينجبن أثناء دراستهن الجامعية، فيكن غير قادرات على ممارسة دور الأم بالشكل الأمثل، كما توجد روضات تابعة للكنيسة ويقدم عليها المتدينون.
ومن الروضات ما يقدم خدمات ليلية بالنسبة للأهل الذين يضطرون للعمل ليلا، كما يتم تدريب الأطفال في كثير من الروضات على مهارات متنوعة، كإطفاء الحريق أو تربية الخراف والأرانب والنحل، أو العناية بالمزروعات.
دلالات